… لن أعود عن قرار انسحابي
أعلن رئيس الحكومة السابق سعد الحريري “لن أعود عن قراري الآن في ما يخصّ الابتعاد عن الحياة السياسيّة”. مشيراً إلى أن “عودتي للمشهد السياسي من عدمها ليست أولوية شعب لبنان”.
حديث الحريري جاء في مقابلة حصرية لقناتي “العربية” و”الحدث”، في ما يلي نصها:
سئل: هل عودتك إلى الحياة السياسية قريبة أو بعيدة أو متوسطة؟
أجاب: إذا رأيت اليوم الحشد الذي حصل على الضريح، الكثير من الناس استذكر رفيق الحريري ولحظة استشهاده. وخروجي من العمل السياسي أو تعليقه لا يعني أنني خرجت من محبتي للبنانيين ووجودي بينهم. هذا الموضوع سيستمر خصوصا على الصعيد الإنساني وعمل تيارنا في مساعدة الناس.
وجودي في المجال السياسي ليس كل شيء في لبنان، رفيق الحريري لم يبدأ حياته السياسية في العام 1992، بل بدأ بالمساعدات وبتعليم الطلاب في الخارج. لا شك أن الحشد اليوم حرك الكثير من المشاعر، وقلت إن كل شيء بوقته حلو، وأكررها الآن.
سئل: الآن هناك دعوات محلية وإقليمية لكم، لكنك لا تترجمها بالسياسة بل بالعاطفة. هناك دعوات أجمعت على ضرورة عودتكم إلى الحياة السياسية. فكيف توازن أمورك في هذا الإطار؟
أجاب: بالتأكيد لحظة تعليقي للعمل السياسي أتت للأسباب التي تكلمت عنها، ورأيت أن لبنان يمر بمرحلة خطرة وما زالنا في مرحلة خطرة. ليست هناك انتخابات لرئيس جمهورية ولا أي شيء يحدث في هذا المجال.
أما ما نتعرض له في الجنوب فواضح أن إسرائيل ونتانياهو يريد أن يحول الحرب إلى لبنان بحجج مختلفة. وكما ذكرت في السابق، نحن أقمنا ربط نزاع مع حزب الله، وإيران لا تريد الحرب مع إسرائيل. من هنا أرى أنه علينا أن نقف جميعا مع أهل وأطفال غزة، وألا نبعد المشهد عن غزة. فالإسرائيلي يحاول اليوم أن يبعد المشهد عن غزة.
أما في السياسة فإني لم أعد عن قراري الآن، وقلت أن كل شي بوقته حلو، والآن ليس الوقت ولا أنا أفكر بهذا الموضوع.
اليوم نزل الناس بسبب كل ما يحصل حول لبنان، وخصوصا في الحرب الحاصلة في الجنوب، فالناس تحركت لأنها رأت أن رفيق الحريري والحريرية السياسية كانا أساسيين لردع كل هذه الأمور.
سئل: البعض الآخر يقول أنه بعودتك يعود التوازن الوطني في الحياة السياسية، ما سيؤدي إلى عودة الحياة السياسية عموما. بعض القنوات السياسية الخارجية تتحدث عن أنه لا بد من أن يكون هناك رئيس جمهورية ورئيس حكومة لمواكبة مرحلة ما بعد غزة، هل أنتم في جو هذه الاتصالات الدولية، خصوصا بعد الدعوة الروسية لكم لزيارتها؟
أجاب: عندما تركت الحياة السياسية كان المجتمع الدولي يطلب تغييرا في لبنان، وأنا تبرعت بخروجي من العمل السياسي، ولذلك أنا خارج العمل السياسي اليوم. أما في ما يخص انتخاب رئيس جمهورية، فإني أجلس مع الأفرقاء السياسيين الذين يزورونني وأنصحهم. أنا ليس علي إلا النصيحة.
سئل: كمراقب هل هناك انفراج في موضوع انتخاب رئيس؟
أجاب: كلا.