دريان في إفطار “المقاصد”: نؤمن بحتمية الحوار فإلى متى الانتظار والأخطار تداهمنا؟

دريان في إفطار “المقاصد”: نؤمن بحتمية الحوار فإلى متى الانتظار والأخطار تداهمنا؟
سنو:  أنجزنا إعادة الهيكلة وحققنا بعض السيولة والتطوير من داخل المؤسسة

أقامت جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في بيروت حفل إفطار، برعاية مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، في حضور النائب محمد خواجة ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري، وزير الصحة العامة الدكتور فراس الابيض ممثلا رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وزير الاعلام زياد المكاري، وزير الاقتصاد أمين سلام، الوزير السابق محمد المشنوق ممثلا الرئيس تمام سلام  ونواب وسفراء وممثلي رؤساء الطوائف الإسلامية وعدد من الشخصيات السياسية والاجتماعية والثقافية والتربوية والعسكرية والإعلامية.

استهل الحفل بشريط فيديو عن إنجازات المقاصد، ثم القى رئيس الجمعية الدكتور فيصل سنو كلمة مما قال فيها: من المفروض في هكذا مناسبة ان نقدم جردة بما قامت به المقاصد خلال العام الماضي . وهذا ما اوجزته في كلمتي في بداية الشهر . وسمعت بعدها تعليقات محبة من اهل المقاصد بأنني لم افصل بما يكفي عن الاعمال، وعذري بأن عملنا في المقاصد هو استمرار له بداية والنهايات مختلفة كل حسب نشاطه ان كان في التعليم او الاستشفاء . اما العمل الاجتماعي فهو سلسلة متواصلة وهذا هو الهدف الاول المستمر في المقاصد، وهو نتيجة لما يقدمه اهل الخير وما يفيض عن عملنا الآخر، يكون هناك فائض من الانجازات وغيرها.

ولو اردت الاسترسال بالمشاريع والنتائج فأحتاج الى عدة كلمات، لذلك لا اظن ان المناسبة تتسع له  وفي نفس الوقت لا داعي لان يذكرنا احد بواجبنا الذي نقوم به يومياً وعلى مدار الساعة ومع شبه غياب للدولة اقتصادياً وعلى العكس فهي تنافسنا على تحصيل التبرعات بزيادة الضرائب. ومن يريد تذكيرنا يجب عليه ان لا تغيب عنه مبادئ الصرف من الزكاة والتبرعات، وكيفية تحويل حقوق العام من الناس الى حقوق خاصة أي خدمات، وهذا يطبق على ابناء بيروت وخارج بيروت.

اعود الى الانجازات وانا رأيي ان افضل ما حققته المقاصد من انجازات هو اعادة الهيكلة، التي لم تنته بعد. ولكن ما نجحنا به حتى الان كان أول جزء من نتائجه فائض بعض السيولة، وان التطوير من داخل المؤسسة ادى الى ان أزهرت نتيجته الورود المهملة، وستكمل المسيرة التي اصبحت واضحة.

اعادة الهيكلة قسمت الناس الى عدة مجموعات، علينا استيعابها جميعاً.

فئة من داخل الجمعية أول قسم منها كان مستفيداً واخر لم يكن مكانه مناسباً في المقاصد وهذه الفئة لم تستسغ موضوع اعادة الهيكلة.

فئة من خارج الجمعية كانت مستفيدة من وضع المؤسسة ومعظم هذه الفئة صامتة نسمع رسائلها أحياناً، بعضها الاخر كانت استفادتها تشبيحاً، بالواسطة او بالقوة فهي من حين لآخر تخرج علينا بفيديوات على التواصل الاجتماعي. او مُحاولةً تجربة انواع الاعتداءات والتي بحمد الله تعالى معظمها يحلها وزير الأمن ورجاله الى جانب مؤسسة الجيش التي نرفع لها القبعة . لأن رجال الأمن يقدرون عمل المقاصد وأهمية وجودها.

فئة لم تعجبها السرعة بالهيكلة وتجد ان هناك مبادئ لم تعد موجودة ولو انها غير ملزمة.

وآخر فئة تعتبر ان اعادة الهيكلة بطيئة واننا ينقصنا السرعة في التنظيم وتعتبر ان التأخير يخفف من الشفافية.

اقول للجميع كما قلت في اول كلمة لي وكانت في افطار رمضان عام2018، ان المؤسسة تحتاج الى اعادة هيكلة، ولكن التسرع قد يغرق السفينة، سنعمل من الداخل وسنستعمل الموجود قبل التعيين من الخارج، وهذا ما فعلناه والآن استطيع القول ان المؤسسة لديها القاعدة الاساسية ونعلم تماماً ان هناك بعض الاجزاء غير الاساسية علينا العمل عليها بتسميتها فقط لتصحيح وضعها بالقانون . نحن تحت القانون مع مراقبته، ولن نسكت ان ظلمت المقاصد ولا نريد اكثر من حقوقنا . واطمئن من باله مشغول (وناطرنا) انه اللي بيجرب مجرب بيكون عقله مخرب.

سمعت أخيراً عن استياء من بعض من يتلقون العلاج في مستشفى المقاصد وشكواهم من الأسعار وادعائهم بأن الاسعار عندنا مرتفعة . انت لا تستطيع ان تشتكي وانت لا تقول الحقيقة، اما اذا اصررت فيتحول الامر الى جهل لان الحقيقة ستظهر.

فأسعارنا هي من ارخص الاسعار في البلد وانها محسوبة بدقة لتغطية المصاريف . والشكوى عندنا في المستشفى هي في الرواتب وخصوصا التمريض التي نحاول مجاراة السوق ولكن دائماً التضخم يسبقنا حتى على اساس الدولار.

اذا لم نتجاوب فسينعكس ذلك على مستوى الخدمة . واذا تجاوبنا بدون حدود فسينعكس ذلك على المستفيدين والذين نشعر بعدم مقدرتهم على التجاوب.

ونحن هنا في حرب بهذا المجال . الموظفون مظلومون والادارة مظلومة ولحق ذلك الناس. التقديمات محدودة لأن الاعمال محدودة . والقوة الشرائية في ادنى مستوياتها.

كما تشاهدون على الشاشة المشاريع التي نحاول بها مسابقة الوقت، ولكن الانهيار في البلد سريع وكبير ولبنان يعتبر الدولة الاولى في العالم من حيث الانهيار الاقتصادي، نتيجة انهيار قيمة العملة الوطنية . وبدعمكم ومساندتكم تقف المقاصد وتقاوم وتتطور وتحصل من العالم على التنويهات والشهادات والتقدير من بعض المسؤولين في الداخل والخارج لأعمالنا .

وهنا يريدون منا اضاعة الوقت مع بعض التافهين. ازلنا من عن مطبوعاتنا احد اهدافنا وهي آية قرآنية ووضعناها على جدران مؤسساتنا لحماية الآية من الاستعمال الخاطئ، كما فعل صندوق الزكاة عندما ازال “والذين للزكاة هم فاعلون” عن مطبوعات صندوق الزكاة حماية للآية الكريمة وكذلك فعلت احدى المؤسسات المعروفة بازالة المصحف عن مطبوعاتها . فهل هذا يعني ان صندوق الزكاة توقف عن اداء الزكاة ام ان جمعية الارشاد والاصلاح توقفت عن الدعوة . لن ننظر للفاشلين لاننا لا ننظر الى الوراء الا لنتعلم، كي لا نقع في نفس الاخطاء. نحن معكم سنستمر بكتابة افضل صور النجاح والتقدم فالمقاصد منذ تأسيسها وجدت لتبقى وتستمر لأن عندها اشراف يساندوها ورب يحميها.

هناك بعض المواضيع التي يجب ذكرها. لقد اعدنا افتتاح مدرسة الفاكهة بعد ان اقتنع البعض من اهل الفاكهة ان المقاصد ليس عندها الوقت ولا مجال للعب بمستوى التعليم لإرضاء سياسيين وغيرهم في التعيينات، والآن تستطيع المقاصد هناك ايصال رسالتها.

أما الخبر الثاني والأهم فهو اعادة افتتاح مدرسة المقاصد في برج ابي حيدر والعمل جارٍ هناك ترميماً واصلاحاً وستتجاوز التكلفة بعد الانتهاء المليون وخمسماية الف دولار تقريباً. وهي مدرسة كانت مقفلة لمدة تزيد عن 25 سنة.

دريان

ثم القى المفتي دريان كلمة، أكد فيها “ان للمقاصد رسالة، بل رسالات: رسالة المحافظة على القيم الدينية، والإسلام المعتدل المنفتح على العصر والمهيأ لمواكبة المتغيرات من خلال ثوابته الإيمانية ورسالة التفاعل الإيجابي بين الإيمان والعلم، بين الإسلام والتقدم، وبين الالتزام الديني والرقي الحضاري (…)”. وقال: “يطل علينا شهر رمضان هذا العام، ووطننا يعاني أزمات كثيرة، ما يحتم علينا تعزيز الألفة والمحبة والتضامن، وحشد كل الطاقات والجهود والإرادات الطيبة وما أكثرها، للتبصر في شؤون البلاد والعباد لدرء مخاطر هذه الأزمات عن شعبنا وتحصين وحدتنا الوطنية من التصدع”.

وأكد ان “دار الفتوى في الجمهورية اللبنانية، في شهر رمضان وغير شهر رمضان، تعمل على وحدة الصف الإسلامي والوطني، وتوحيد الكلمة، ولم الشمل، تجمع ولا تفرق وتزرع الخير وتنثر ثماره في كل مكان ولا تنحاز إلا للقيم والمبادئ الإسلامية والوطنية. ورغم كل الصعاب، فإن مجتمعنا لا يزال متمسكا بهذه المبادئ، لأن المقاصد والجمعيات والمؤسسات الخيرية في كل لبنان، لم تتخل عن دورها المهم في أداء مهامها التعليمية والتربوية والطبية، ليبقى مجتمعنا متماسكا متآلفا متعاونا، فهي صمام الأمان فيه والحصن الحصين للوطن، والركيزة الداعمة للدولة ومؤسساتها (…)”.

وأعلن المفتي “آن الأوان لتتضافر جهود كل القوى السياسية في بلدنا، وتسير في الطريق الذي يوصل إلى حلول، ولا طريق للحلول المتوازنة، سوى الحوار المقترن بالعمل الصادق الدؤوب، ولا نزال نؤمن مع المخلصين بحتمية الحوار بين جميع مكونات هذا الوطن، أولا لانتخاب رئيس للجمهورية، ولتحصين وحدتنا الداخلية، لتزداد قوة ومنعة، ولتبقى ميثاقية عيشنا المشترك عزيزة متينة، نقية من الشوائب التي تعتريها من حين إلى آخر”.

ورأى “ان عجز القوى السياسية عن إنجاز الاستحقاق الرئاسي، رغم كل الجهود والمساعي المخلصة ومساعدة الأشقاء والأصدقاء أمر مقلق ومخيف للغاية، فإلى متى الانتظار والأخطار تداهمنا؟ وإذا استمر وطننا بدون رئيس، فهذا نذير ببداية تفكك لبنان وفقدان كيانه”.

Spread the love

adel karroum

اترك تعليقاً