نعمة الأفوكاتو تحدي مي عمر ومحمد سامي
من الواضح أن التناغم بين المخرج المصري محمد سامي والممثلة المصرية مي عمر ليس في إطار الزواج وحسب بل في إنعكاس الكاميرا على الاعمال المشتركة بينهما وكأن ثمة إنسجام يجمع الطرفين في صورة قريبة من عين المشاهد ومثيرة للجدل في آن واحد، خاصة بعد نجاح مسلسل نسل الاغراب ومسلسلات اخرى ساهمت في تطوير إمكانيات الفنانة والمخرج معاً ، لكن التجربة الحالية مع مسلسل نعمة الافوكاتو تبدو مختلفة تماماً على مستوى الشكل والمضمون ولمسة الاكشن في الحلقات التي تروي كل منها حكاية جديدة متصلة بالاساس مع التي سبقتها لكنها مختلفة ولا تدور حول نفسها. مي عمر تفوقت على نفسها وغاصت في شخصية المحامية نعمة حتى الاعماق فبدت متمكنة من التعامل مع المواقف المتناقضة وأخرجت من داخلها الممثلة المحترفة القادرة على لفت الانتباه من دون ان تلاحقها عبارة زوجة المخرج أي التي تحظى بدعم خاص اكثر من بقية الممثلين ولا شك أن عمر كانت رافعة أساسية للفكرة التي كتبها محمد سامي مع مهاب طارق وغردت معها خارج السرب رغم كثافة الاعمال الدرامية العربية التي دخلت في السباق التلفزيوني الرمضاني . في المقابل لم تكن مي عمر وحدها أساس النجاح في العمل لان الممثل المصري أحمد زاهر فرض خبرته على الحلقات ودخل في مباراة مع البطلة داخل حلبة مسلسل له وزنه وصيغته الخاصة، أما الممثلة المصرية أروى جودة فقد برزت في هذه التجربة أكثر من التجارب الاخرى التي خاضتها وأفسح لها محمد سامي الطريق كي تكون شريكة في بروز نعمة الافوكاتو دون تهميشها او وضعها في إطار محدد الاطراف، لذا ظهرت موهبتها بشكل واضح ومن المتوقع ان تشكل هذه الخطوة بوابة مهمة لها نحو المستقبل. نعمة الافوكاتو قلب الطاولة على صيغة زوجة المخرج المدللة وبرزت مي عمر كممثلة من الوزن الثقيل القادرة على التحكم في الاداء والاحساس والعوم في سطور القصة حتى الاتقان المطلق ، أما محمد سامي وبعد تحربته في مسلسل جعفر العمدة جعل كاميرته أقرب من الشارع الشعبي وهذا ما سهل دخولها الى ميدان الرواج السريع لان الناس باتت بحاجة لكل ما هو نابع من الواقع بعكس ما يحصل في بعض التجارب التي نشعر انها آتية من فضاء خارجي.
سليمان أصفهاني