أطفال فلسطينيون يرفعون لافتات تطالب بوقف الحرب على غزة وإعادة حقوق الأطفال الفلسطينيين، وذلك خلال تظاهرة أمام كنيسة المهد في مدينة بيت لحم بالضفة
واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، أمس شن غاراته الجوية وقصفه المدفعي، في اليوم الـ182 من حربه على غزة، على مناطق متفرقة من القطاع ما أدى إلى سقوط شهداء وجرحى بينهم أطفال.
في المقابل أطلقت المقاومة الفلسطينية من قطاع غزة رشقات صاروخية تجاه عدة بلدات ومناطق إسرائيلية بينها عسقلان و”سديروت” و”غلاف غزة”، سقطت عدد منها فيما جرى اعتراض أخرى.
سياسيا نقل موقع أكسيوس الإخباري عن مسؤول إسرائيلي رفيع أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ومساعديه فوجئوا بطلب الرئيس الأميركي جو بايدن وقف القتال في غزة، خارج سياق صفقة تبادل الأسرى، وذلك في المكالمة الأخيرة بينهما التي وُصفت بأنها الأصعب منذ بداية الحرب.
وقالت مصادر للموقع إن نتنياهو قال إن إجراءات جديدة ستتم في الجانب الإنساني بقطاع غزة، ولذلك “لا حاجة لوقف القتال”.
في غضون ذلك تبنى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة قراراً يدعو إلى محاسبة إسرائيل على جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية محتملة في غزة.
وطالب المجلس بوقف أي مبيعات أسلحة لإسرائيل على خلفية الحرب في قطاع غزة، وأبدى مخاوف من وقوع “إبادة جماعية” بحق الفلسطينيين.
وصوتت 28 دولة لصالح القرار، وامتنعت 13 دولة عن التصويت، فيما صوتت ضده 6 دول.
وهذه أول مرة يتخذ مجلس حقوق الإنسان موقفاً حيال الحرب المستمرة في القطاع منذ 7 تشرين الأول.
ورحبت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالقرار الذي رأى فيه “خطوةً مهمة على طريق الضغط على الاحتلال لوقف حربه الهمجية والتدميرية ضد المدنيين في قطاع غزة”.
وكان مجلس الأمن الدولي عقد جلسة أمس لمناقشة تطورات الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وقال مندوب السعودية الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير عبد العزيز الواصل، خلال الجلسة إن المجموعة العربية تدعو لاتخاذ قرار تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة يضمن امتثال إسرائيل لوقف الحرب في قطاع غزة.
وشدد الواصل على أن حادثة قتل إسرائيل لموظفي الإغاثة التابعين لمنظمة “وورلد سنترال كيتشن” “غير مستغربة من فاعلها”، مشدداً على أن المجموعة العربية تدعو لتحقيق دولي في الحادثة.
وأكد مندوب السعودية، أمام مجلس الأمن، أن إسرائيل ترتكب “إبادة جماعية” في غزة.
من جانبه قال المندوب الروسي في مجلس الأمن: إن إسرائيل تواصل شن أسوأ عملية عسكرية لها على الرغم من قرار مجلس الأمن بوقف الحرب.
وأضاف أن على إسرائيل التوقف عن استهداف المنظمات الإنسانية والعاملين بها في غزة.
وأمس الأول أصدر مجلس جامعة الدول العربية قراراً، دعا فيه مجلس الأمن لاتخاذ قرارا تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة لإجبار إسرائيل على وقف الحرب في غزة، محذّراً من أي عملية عسكرية إسرائيلية في رفح التي تؤوي أكثر من 1.5 مليون نازح فلسطيني.
من جهة أخرى أعلنت إسرائيل أمس أنها ستفتح المزيد من طرق المساعدات إلى القطاع المحاصَر.وسمحت حكومة الحرب الإسرائيلية بإمدادات مساعدات «مؤقتة» عبر ميناء أشدود ومعبر إيريز البري، وزيادة المساعدات من الأردن عبر معبر كرم أبو سالم، على ما أعلن مكتب نتنياهو.
وقالت مصادر للجزيرة إن اجتماعا بالجانب الإسرائيلي من معبر إيرز عقد أمس بين سلطات إسرائيل وممثلي برنامج الغذاء العالمي، مشيرة إلى توافق الجانبين على آلية تشغيل المعبر وإدخال المساعدات عبره لشمال قطاع غزة خلال الأيام المقبلة.
وعلى الفور رحب البيت الأبيض بالخطوات التي قال إنها اتُخذت «بناء على طلب من الرئيس» بايدن و«يجب الآن تنفيذها بالكامل وبسرعة».
وفي وقت لاحق قال بايدن إن إسرائيل تقوم بما طلبته الولايات المتحدة على صعيد إيصال المساعدات إلى غزة.
ولدى سؤاله خلال مغادرته البيت الأبيض، عما إذا كان هدد خلال اتصاله بنتنياهو بوقف المساعدات العسكرية لإسرائيل، قال بايدن: “لقد طلبت منهم القيام بما شرعوا في القيام به” حالياً.
من جهته عبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أمس عن خالص أمله في أن تزيد إسرائيل بسرعة وبشكل فعال إدخال المساعدات إلى قطاع غزة، واصفا الوضع في القطاع الفلسطيني بعد مرور ستة أشهر منذ اندلاع الحرب بأنه “بائس تماما”.
وذكر غوتيريش للصحفيين “عندما تُغلق البوابات أمام المساعدات، تُفتح أبواب المجاعة. أكثر من نصف السكان، أي أكثر من مليون شخص، يواجهون جوعا كارثيا. يموت الأطفال في غزة اليوم بسبب نقص الطعام والماء”.
وأضاف “هذا يمكن تفاديه بالكامل. لا يمكن لشيء تبرير العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني”.
وذكر غوتيريش “أقرت الحكومة الإسرائيلية بارتكاب أخطاء” مضيفا “لكن المشكلة الرئيسية لا تكمن في من ارتكب الأخطاء، وإنما في الاستراتيجية والإجراءات العسكرية المطبقة والتي تسمح بتكرار هذه الأخطاء”.
وتابع “إصلاح هذه الأخطاء يتطلب تحقيقات مستقلة وتغييرات ملموسة ومحسوبة على الأرض… قُتل 196 موظف إغاثة ونريد أن نعلم سبب قتل كل واحد منهم”.
وقال غوتيريش أيضا إنه يشعر “بقلق عميق” بسبب تقارير استخدام الجيش الإسرائيلي الذكاء الاصطناعي للمساعدة في تحديد الأهداف التي سُتقصف في غزة مشيرا إلى أنه “يجب ألا يُسند أي جزء من قرارات الحياة والموت التي تؤثر في أسر بأكملها إلى حسابات اللوغاريتمات”.
على صعيد آخر قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي أمس إن واشنطن لا تعتزم إجراء تحقيق مستقل في مقتل سبعة من موظفي الإغاثة التابعين لمنظمة ورلد سنترال كيتشن.
وأضاف كيربي للصحفيين أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أطلع الرئيس جو بايدن في مكالمة هاتفية أمس الأول على النتائج العامة للتحقيق الإسرائيلي في الواقعة.
من جهته قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن واشنطن “تراجع التحقيق الإسرائيلي في الضربة التي أدت لمقتل عمال الإغاثة في غزة” مؤكدا أن “إسرائيل تخضع للمساءلة وتتخذ خطوات لضمان عدم تكرار ذلك”.
في المقابل قال وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير إن قرار إقالة ضباط كبار بالجيش هو تخلٍّ عن المقاتلين في خضم الحرب وخطأ فادح ينم عن ضعف، وفق تعبيره.
وأضاف أنه حتى لو كانت هناك أخطاء في التعرف على هوية الهدف فيجب دعم الجنود لا أن يقيم لهم الجيش محكمة ميدانية، بحسب كلامه.
وكان الجيش الإسرائيلي أقال في وقت سابق قائد كتيبة الدعم الناري برتبة ميجر ورئيس أركان الكتيبة برتبة كولونيل، بعد التحقيق في ملابسات استهداف قافلة عمال الإغاثة.
وتعليقا على نتائج الإسرائيلي قال المطبخ المركزي العالمي إن التحقيق يعد خطوة مهمة، ولكن يجب أن يكون هناك تغيير منهجي بأساليب عمل الجيش في القطاع.
وطالب المطبخ المركزي العالمي بتحقيق مستقل قائلا إن الجيش الإسرائيلي لا يمكن أن يحقق بنفسه بشكل موثوق فيه.
إلى ذلك قالت وارسو أمس إن سفير إسرائيل لديها اعتذر بعد مقتل موظف إغاثة بولندي في غزة.
وكان داميان سوبول، وهو متطوع من جنوب شرق بولندا، من بين سبعة أشخاص يعملون لدى مؤسسة ورلد سنترال كيتشن الخيرية.
وقال أندريه سيجنا نائب وزير الخارجية البولندي في مؤتمر صحفي “سلمت مذكرة احتجاج للسفير. واعتذر السفير عن هذا الحدث الذي لم يسبق له مثيل في تاريخ العالم المتحضر”.
وفي تحقيق إسرائيلي في شأن آخر أظهر تحقيق داخلي لجيش الاحتلال أن الإسرائيلية أفرات كاتس قُتلت بنيران مروحية عسكرية تابعة له في هجوم 7 تشرين الأول الماضي، مضيفا أن جثتها محتجزة في قطاع غزة.
وفي شأن تحريك المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس قال موقع “أكسيوس” الأميركي الإخباري نقلا عن مصادر لم يذكرها إن مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي آي إيه) يغادر للمنطقة نهاية الأسبوع سعيا لتحقيق انفراج بصفقة الأسرى المحتجزين بغزة.
وأضاف الموقع نقلا عن مصدرين مطّلعين، إن بيرنز سيسافر إلى القاهرة اليوم لعقد مباحثات مع مدير الاستخبارات الإسرائيلية «الموساد» ومسؤولين قطريين ومصريين كبار؛ في مسعى للتوصل لصفقة لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين المحتجَزين لدى حركة «حماس» الفلسطينية في قطاع غزة.
من جهة أخرى قدم 28 من كبار المسؤولين الاقتصاديين في إسرائيل التماساً إلى المحكمة العليا لعزل نتنياهو من منصبه.
وأفاد موقع “كالكاليست” الاقتصادي الإسرائيلي، أن 28 من كبار المسؤولين في الاقتصاد والتكنولوجيا والأكاديميين، ذكروا في التماسهم للمحكمة العليا، أن نتنياهو يسعى من خلال تأجيج الحرب إلى “تأجيل وتأخير محاكمته الجنائية في القضايا المتهم فيها بالرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة”.
وأشار الملتمسون إلى أن “نتنياهو استخدم عدة مرات منذ اندلاع الحرب، انشغاله بإدارة الحرب كمبرر لتقديم طلبات تأجيل وتأخير محاكمته”.
واعتبروا أن “ذلك يستلزم تنحية نتنياهو من منصبه أو إقالته، في ضوء حكم سابق للمحكمة العليا بشأن مسألة تضارب المصالح، والذي يقضي بأن وجود أي مخاوف معقولة من تضارب المصالح، يكفي لعزل أي مسؤول من منصبه”.
وفي ألمانيا قال محامون حقوقيون أمس إنهم رفعوا دعوى قضائية عاجلة ضد الحكومة الألمانية لحملها على وقف صادرات الأسلحة الحربية إلى إسرائيل، مستشهدين بأسباب تجعلهم يعتقدون أن الأسلحة تستخدم في غزة بطرق تنتهك القانون الإنساني الدولي.
وكانت محكمة هولندية قد أمرت الحكومة في أمستردام بوقف جميع صادرات قطع غيار الطائرات المقاتلة من طراز إف-35 إلى إسرائيل بسبب مخاوف من استخدامها في هجمات على أهداف مدنية في قطاع غزة.
وقدمت عدة منظمات، منها مركز الدعم القانوني الأوروبي ومنظمة القانون من أجل فلسطين ومعهد فلسطين للدبلوماسية العامة، الدعوى أمام محكمة إدارية نيابة عن الفلسطينيين في غزة.
وقال المحامون في بيان إن شحنات الأسلحة والدعم اللذين قدمتهما ألمانيا لإسرائيل ينتهكان التزامات البلاد بموجب قانون مراقبة الأسلحة الحربية.
واستشهدوا بأمر أصدرته محكمة العدل الدولية في كانون الثاني يطالب إسرائيل باتخاذ إجراءات لمنع أعمال الإبادة الجماعية في قطاع غزة.
وقال المحامي أحمد عابد في مؤتمر صحفي أمس في برلين إنه يتوقع صدور الحكم خلال فترة تتراوح بين أسبوعين إلى ثلاثة.
من جهتها قالت محكمة العدل الدولية، أمس إن كولومبيا تطلب التدخل بصفتها طرفاً في قضية جنوب أفريقيا ضد إسرائيل لوقف «الإبادة الجماعية» في غزة.
وأوضحت المحكمة أن كولومبيا قدمت بموجب المادة 63 من النظام الأساسي للمحكمة طلباً للتدخل في الدعوى التي أقامتها جنوب أفريقيا على إسرائيل، والخاصة بتطبيق اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية في القطاع والمعاقبة عليها.
وأشار البيان إلى أنه يحق للدول الموقعة على الاتفاقية بموجب هذه المادة التدخل في إجراءات الدعوى القضائية، مشيرة إلى أن كولومبيا استندت في طلب التدخل إلى وضعها بصفتها دولة موقعة على الاتفاقية.
وذكر البيان أنه بموجب المادة 83 من لائحة المحكمة، فقد وجهت لجنوب أفريقيا وإسرائيل دعوة لتقديم ملاحظات مكتوبة بشأن إعلان كولومبيا التدخل في القضية.
من جهة أخرى قال الجيش الإسرائيلي إنه يحقق في عملية إطلاق النار من الجانب الأردني، مؤكدا أن “المنفذ لم يخترق الحدود”.
وأوضح جيش الاحتلال أن المشتبه فيه اخترق معبر نهر الأردن، وأطلق النار على قوة إسرائيلية “كانت في دورية اعتيادية”.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أمس إصابة 5 عسكريين في معارك قطاع غزة في الـ24 ساعة الماضية، مشيرا إلى أن 600 جندي وضابط قتلوا منذ بداية الحرب.
وأكد إصابة 3 آلاف و193 ضابطا وجنديا منذ بداية الحرب، منهم 1552 خلال العملية البرية التي شنها على غزة مشيرا إلى أن 268 عسكريا لا يزالون يتلقون العلاج إثر إصابتهم في معارك غزة 26 منهم جراحهم خطيرة.
في الضفة أدى نحو 120 ألف مصل صلاة الجمعة الرابعة والأخيرة من شهر رمضان في المسجد الأقصى بمدينة القدس المحتلة رغم القيود الإسرائيلية، وهو رقم أقل من الأرقام المعتادة في سنوات سابقة والتي كانت تصل إلى 200 ألف مصل.
وحيا خطيب الجمعة مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين المصلين “الزاحفين إلى المسجد الأقصى المبارك”.
وقال “هنيئا لكم يا أبناء بيت المقدس وأكناف بيت المقدس من أرض فلسطين الحبيبة الطيبة المباركة، وأنتم تؤكدون بزحفكم هذا نحو قدسكم وأقصاكم بأنكم أنتم حراسه الأوفياء وسدنته الأمناء”.