العلي ممثلا وزير الاعلام في مؤتمر اكاديمي عن تداعيات عملية طوفان: أعادت قضية انسانية تتلخص بحق قيام الدولة الفلسطينية

العلي ممثلا وزير الاعلام في مؤتمر اكاديمي عن تداعيات عملية طوفان: أعادت قضية انسانية تتلخص بحق قيام الدولة الفلسطينية

افتتحت “الجمعية العربية للعلوم السياسية”، اليوم، المؤتمر السنوي العلمي-الأكاديمي الخامس بعنوان “عملية طوفان الأقصى وتداعياتها العربية والإقليمية والدولية”، في قاعة فندق الساحة – طريق المطار، برعاية وزير الإعلام في حكومة تصريف الاعمال  المهندس زياد المكاري ممثلا بمستشاره مصباح العلي ورئيس الجامعة اللبنانية البروفسور بسام بدران ممثلا بعميد المعهد العالي للدكتوراه في الآداب والعلوم الانسانية والاجتماعية العميد محمد محسن.

حضر الافتتاح : وزير الخارجية السوداني الاسبق مصطفى عثمان اسماعيل، ممثل السفير الإيراني المستشار السياسي في السفارة ميثم قهرماني، النائب السابق ناصر قنديل،  الملحق العسكري الصيني، رئيس الجمعية العربية للعلوم السياسية جمال زهران، مدير مركز دراسات الوحدة العربية جمال واكيم، رئيس التجمع العالمي لدعم خيار المقاومة يحيى غدار وعدد من ممثلي الاحزاب والاكاديميين. أدار الجلسة الأمين العام للجمعية حسان الأشمر.

العلي
وألقى العلي كلمة وزير الاعلام فقال: “رغم اهمية عقد المؤتمر السنوي العلمي الاكاديمي الخامس، والسرور للشراكة بين وزارة الاعلام والجامعة اللبنانية، فان حاجات ومتطلبات العمل في وزارة الاعلام حتمت سفر وزير الاعلام زياد المكاري الى الخارج في سبيل تحصيل ما يمكن تحصيله للمؤسسات الرسمية الاعلامية في لبنان، فوجب منكم الاعتذار مع التأكيد مع المتابعة نظرا لاهمية شعار المؤتمر: عملية طوفان الاقصى وتداعياتها العربية والاقليمية والدولية”.

وتابع: “في خريف العام 1989، انهار سور برلين. لم يتم ادراك اهمية هذا الحدث في اللحظة حينها، بقدر ما كان مؤشرا او شرارة لتغيير النظام العالمي في حينها، واحداث تغيرات جذرية على مجمل خريطة العالم. انهارت المنظومة الاشتراكية، سوى الصين وكوبا وبعض البلدان المتفرقة، نتيجة تجارب فورية متعلقة بمجتمعات هذه البلدان.  سيطرت أميركا، الامبراطورية الوحيدة على مجمل النظام العالمي في العالم، وفرضت رؤيتها في انحاء متفرقة”. 

اضاف: “ان اميركا فرضت رؤية احادية واشعلت حروبا وقامت بغزو افغانستان ثم غزت العراق، وبينهما حاولت عقد مؤتمر سلام لقضية الشرق الاوسط وفق تسميتها من اجل انتزاع شرعية وجود اسرائيل”.

ورأى “ان استذكار انهيار سور برلين الآن، يشبه الى حد ما عملية طوفان الاقصى، التي هي ليست عملية عسكرية عابرة للمقاومة الفلسطينية فحسب، بقدر ما هي قرار استراتيجي قائم على كسر فكرة قيام اسرائيل وفكرة بقائها والغاء الشعب الفلسطيني كما قضيته”.

واردف: “السردية الصهيونية حول الاحداث المتعلقة بمجمل القضية الفلسطينية سقطت بحكم انعدام المصداقية الاعلامية. وهو جانب بالغ الاهمية. فلطالما حاول الصهاينة غسل الادمغة على مدى عقود، منذ العام 1948 وحتى اليوم. بالاضافة الى فعل آخر وهو انتفاء مبررات الترويج لقيام فكرة اسرائيل كواحة للديموقراطية بين دول فاشلة وشعوب عربية متخلفة تعيش خارج التاريخ. “

وقال: “هكذا كانت رؤية الحركة الصهيونية للقضية الفلسطينية، وهكذا استثمرت الاحتلال الاسرائيلي للترويج لفكرتها في المجتمعات الغربية. ولكن، انظروا الى البعيد، انظروا الآن الى الحراك الطالبي داخل الجامعات في اميركا، الى الرأي العام الاوروبي المنتفض على مسؤوليه وساسته في سبيل نصرة قضية فلسطين وشعبها. “

واكد انه “تم احياء قضية فلسطين، وليس بالمؤتمرات كما مدريد او جنيف او اوسلو او غيرها. فلسطين الآن حاضرة على الساحة الدولية، وعملية طوفان الاقصى قامت بمهمتها كونها اعادت القضية الى مربعها الاول على انها قضية شعب محق وقضية انسانية تتلخص بحق قيام الدولة الفلسطينية.” 

تابع: ليس هالك من نزاع سياسي وعسكري محصور في بقعة معينة داخل الاراضي الفلسطينية بقدر ما هو فعل ايمان سيطال تغييرات في العالم اجمع.

واشار العلي الى ان “الخلاصة الاولية لعملية طوفان الاقصى، هي انها فرضت وقائع تاريخية جديدة، ستفرض استراتيجيات جديدة في كل العالم، وثمة متغيرات اكيدة ابرزها الشعور العام بانتفاء دور اسرائيل في خاصرة العمق العربي، ان لم نقل انها اضحت عبئا ثقيلا يجري النقاش، داخليا على الاقل، حول كيفية التخفيف منه ان لم نقل التخلص منه”.

وختم: “امام كوكبة من الاكاديميين والباحثين، لا يسعنا سوى طرح الاسئلة والتساؤلات ان لم نقل الهواجس، ولا يسعنا سوى الاتكال على مداخلاتكم في هذا المؤتمر في سبيل الاجابة قدر الامكان على تلك الهواجس.”

محسن
من جهته، أثنى محسن باسم رئيس الجامعة اللبنانية، على “الدور الذي تقوم به الجمعية على صعيد تناول القضايا الحيوية في عالمنا العربي والاسلامي في استخدام المعرفة الانسانية بطريقة منهجية للسير في طريق الحق والصواب وتحقيق رفاهية الناس وسعادتهم. “

وشدد على  “الدور الكبير للبحث العلمي في بناء الوعي الوطني وصناعة الثقافة والصمود في وجه الازمات،  وعلى وجوب ان يواكب الباحث الشعب المقهور وان يستعيد ارضه المسلوبة وليقدم صورة واضحة عن الوطن المنكوب، فكيف اذا دمرت البيوت وقتلت الاطفال والآباء والنساء. “

وقال: “الباحث يعبر عن قضية وطنه ومساعي الشعب للتحرر من الاحتلال، كما يحدث الآن في غزة الابية، التي لا تتعب ولا تستكين ولا تستسلم لحظة واحدة، لانها تريد العبور نحو الحرية وتؤكد وحدة وجوده”ا.

اضاف: “لغزة مكانة مرموقة في فلسطين، لانها تعد من اهم واقدم المدن في العالم، فضلا عن شهرتها بفضل موقعها الجغرافي الحيوي. انها الخط الامامي للدفاع عن فلسطين. اما اطفالها، فهم يعيشون الكآبة ويذوقون الموت المحتوم وسط دمار واختناق القضية المأساوية.” 

زهران
بدوره، توعد زهران “بمحاسبة من تجرأ على المقاومة وكل من حاول ايقاف عمل الجمعية الداعمة للمقاومة”، وقال: “لم أكن لأتصور ان هناك من يتجرأ ويفكر بعيدا عن طوفان الاقصى، الذي اسعد الملايين حتى في عقر الصهيونية، في اميركا واوروبا تحرك الاحرار الا في الوطن العربي حيث لم يتحركوا”. 

أضاف: “بيروت عاصمة النور العربية الوحيدة التي تستقبل جميع اعضاء الجمعية، دون اي عاصمة اخرى، وهذا سبب تمسك الجمعية العمومية للجمعية منذ 2019 بأن تعقد كل سنة منذ ذلك الوقت في بيروت.” 

وكانت كلمة لمدير مركز دراسات الوحدة العربية جمال واكيم، ثم بدأ عقد الجلسات، وكان المحور الاول تحت عنوان: طوفان الاقصى كعملية تحرر واستقلال وطني.وتستمر اعمال المؤتمر يومين.

Spread the love

adel karroum

اترك تعليقاً