ميقاتي: مواجهة تهديدات الأمن السيبراني ببناء جسور التعاون بين القطاعين العام والخاص
اعتبر رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي خلال رعايته افتتاح المؤتمر الإقليمي الرابع لـ»الاتحاد العربي للإنترنت والاتصالات» في السراي امس، أن «لا خيار أمامنا لمواجهة تهديدات الأمن السيبراني سوى بناء جسور من التعاون بين الجهات الفاعلة الحاسمة في القطاعين العام والخاص بالتنسيق الوثيق مع شركائنا الدوليين. وما طرح هذا الملف على جدول اعمال مناقشاتكم اليوم إلا دليل على التنسيق المنظم وتبادل المعلومات لإنجاح جهود كل الاطراف في هذا الملف والإفادة من الخبرات اللبنانية في هذا المجال». وحضر افتتاح المؤتمر الوزراء جوني القرم، عباس الحاج حسن، نجلا رياشي، وجورج كلاس، كما حضر الأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية، الأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء محمد المصطفى، وعدد من المدراء العامين، وحشد من الشخصيات. وألقى الرئيس ميقاتي الكلمة الآتية: «من دواعي سرورنا أن يعقد «الاتحاد العربي للإنترنت والاتصالات» مؤتمره الرابع بشأن الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني والتحوّل الرقمي في بيروت، وهذا الامر مدعاة سرورنا لأسباب عدة أبرزها وأهمها الثقة المستمرة بلبنان رغم كل الظروف المحيطة بنا وعلى حدودنا، كما أن انعقاد المؤتمر بوجود هذه الوجوه الكريمة من مختلف دول العالم وممثلي الشركات الناجحة دليل اضافي على المكانة التي يمثلها لبنان في محيطه وفي العالم، وعلى الطاقات البشرية الكبيرة التي يكتنزها، والمنتشرة في كل دول العالم لتضيف الكثير من الخبرات والمهارات التي يتميز بها لبنان. وسيكون لبنان في طليعة الدول المدرجة على خارطة المعارض واللقاءات الدولية، ونحن ايضاً نشكر الحاضرين على ثقتهم الثابتة بلبنان وعزمهم على البقاء الى جانبه ودعمه في مسيرة نهوضه. الحضور الكريم، إن العناوين الاساسية التي سيعالجها مؤتمركم والمتعلقة بالتحوّل الرقمي والامن السيبراني هي من الملفات الاساسية التي تعالجها الحكومة. فقبل ايام اطلقنا الاستراتيجية الوطنية للتحول الرقمي في لبنان 2020-2030»، بجهد من وزيرة الدولة لشؤون التنمية الادارية نجلا الرياشي. ونحن على قناعة أن هذه الاستراتيجية تشكّلُ حجرَ زاوية في مسيرة التقدم، َوترتبط ارتباطا عضويا بخطة الاصلاح والتعافي. كما انها تلاقي استراتيجية مكافحة الفساد الجاري تطبيقُها بشكل منهجي وتدريجي. يمثّلُ تبني استراتيجية التحول الرقمي جواز عبور الى نمو اقتصادي من نوع مختلف، ويسهم اعتمادُها في اعادة شرايين الحياة الى الادارة العامة ومختلف القطاعات. وهذه الخطوة نعتبرُها استراتيجيةً ومستدامة َالمفاعيل في المدى الابعد وتؤسس للتماهي مع الثورة الصناعية الرابعة، كما تعكس محوريّة تكنولوجيا المعلومات في جوهر السياسات العامة للدول والحكومات. كذلك، إن موضوع الامن السيبراني يشكل أحد ابرز الاولويات والتحديات التي تواجه لبنان ودول العالم بأسره. وتقوم اللجنة الوطنية للأمن السيبراني التي تضم مختلف الوزارات والادارات المعنية بجهد كبير في هذا الاطار مع تجديد التزامنا بتأمين الفضاء السيبراني ضد الهجمات الأمنية السيبرانية الخبيثة بالتنسيق الوثيق مع كل الوزارات والأجهزة المعنية وبالتعاون مع الاتحاد الأوروبي وسائر الشركاء الدوليين. فلا خيار أمامنا لمواجهة تهديدات الأمن السيبراني سوى بناء جسور من التعاون بين الجهات الفاعلة الحاسمة في القطاعين العام والخاص بالتنسيق الوثيق مع شركائنا الدوليين. وما طرح هذا الملف على جدول اعمال مناقشاتكم اليوم إلا دليل على التنسيق المنظم وتبادل المعلومات لانجاح جهود كل الاطراف في هذا الملف والافادة من الخبرات اللبنانية في هذا المجال. ختاماً، أتمنى لمؤتمركم التوفيق والنجاح وفقكم الله». ثم كانت كلمة للوزير القرم قال فيها: نحن هنا اليوم لنتبادل الخبرات والمعرفة حول كيفية حماية أنفسنا ومؤسساتنا من التهديدات السيبرانية المتزايدة التي تواجهنا يوميا. فأمن المعلومات والبيانات أصبح أمرا حيويا في عصرنا الحالي، وبخاصة في التطبيقات التي تستخدم الحوسبة السحابية وضرورة حماية وتأمين البيانات والمعلومات عليها، ما يجعلنا بحاجة ماسة إلى تعزيز قدراتنا وتبادل الخبرات لمواجهة هذه التحديات التي أصبحت واقعاً. أضاف: يجمعنا هذا المؤتمر لنتعرف على أحدث التقنيات والأساليب في قطاع التكنولوجيا ولنتبادل الأفكار والتجارب لبناء بيئة رقمية آمنة وموثوقة تدعم التنمية والابتكار في مجالات مختلفة. إن اجتماعنا اليوم هو دليل على التزامنا الجماعي بتعزيز المستقبل الرقمي لمنطقتنا. أتقدم بجزيل الشكر إلى الاتحاد العربي للإنترنت والاتصالات (ARISPA) بالتعاون مع الأمانة الفنية لمجلس وزراء الاتصالات والمعلومات العرب في جامعة الدول العربية لدعوتنا إلى هذا الحدث المهم. يقول المثل «في الاتحاد قوة»، ومن هنا يجب أن نضع أيدينا معا لمواجهة التحديات الملحة في عصرنا الرقمي. وقال: اليوم، أدعو كل واحد منا إلى الالتزام برؤية مشتركة لنظام رقمي عربي آمن ومترابط: – أولا، يجب أن نعزز فريق العمل العربي للأمن السيبراني من خلال بناء منصة لتبادل الخبرات وتقديم الدعم المتبادل، حيث سيساهم في حماية بنيتنا التحتية الرقمية، ويحمينا من التهديدات السيبرانية، ويضمن أمن وخصوصية بيانات مواطنينا. – ثانيا، يجب إنشاء نقطة التبادل العربي للإنترنت (ARISPA)، ما سيعزز التبادل الإقليمي لحركة الإنترنت، ويقلل من فترات التأخير، ويحسن مرونة الإنترنت عبر دولنا، كما سيعزز الترابط والتعاون بشكل أكبر داخل العالم العربي. – ثالثا، نحتاج إلى تطوير مركز بيانات عربي ومنصة لاستعادة الكوارث. هذا سيضمن تخزين بياناتنا وادارتها وحمايتها داخل منطقتنا، ما يعزز سيادتنا على البيانات ومرونتنا ضد أي تعطيلات محتملة». وختم: يجب علينا الشروع في إنشاء كابلات الألياف البصرية الدولية العربية التي تربط جميع الدول العربية معا. ستوفر هذه البنية التحتية مرونة لقطاع الاتصالات عبر العالم العربي، وتقلل الاعتماد على الاتصالات الخارجية، وتعزز وحدتنا الإقليمية. اليوم، نزرع بذور التعاون الكبير في مشاريع رئيسية. أحث جميع الجهات المعنية – الحكومات والمنظمات الإقليمية – على توحيد الجهود لرعاية هذه المبادرات وضمان نموها وازدهارها، بما يعود بالنفع على منطقتنا العربية بأكملها. وخلال الجلسة الافتتاحية، تحدث رئيس «الاتحاد العربي للإنترنت والاتصالات» الدكتور فراس بكور، فأكد «ان الاتحاد العربي للأنترنت والاتصالات يؤمن بالتنسيق والتعاون والتكامل بين مختلف القطاعات لتحقيق إنجازات في المنطقة العربية، وخير شاهد على ذلك مشروع الحاضنة العربية لمشاريع الذكاء الاصطناعي الذي تم إطلاقه الاسبوع الماضي في مقر الامانة العامة لجامعة الدول العربية». كما تحدث المدير العام لـ»المنظمة العربية لتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات» المهندس محمد بن عمر، لافتا إلى أن «الطريق او الرحلة من الامن السيبراني الى الحوسبة السحابية لا تخلو من التحديات والمصاعب». ودعا الى «التعامل مع التهديدات المتطورة والمتجددة التي تعترضنا في الطريق»، معتبراً «أن هذا المؤتمر هو بمثابة فرصة للحصول على رؤى وافكار عميقة من شأنها أن تنير طريقنا وترشدنا لتمييز كل التحديات والفرص التي تنتظرنا». وألقى الوزير المفوض في جامعة الدول العربية الدكتور خالد والي كلمة لفت فيها إلى ان «الجامعة العربية تولي قضية الامن السيبراني اهتماما خاصا»، موضحا «ان هناك تعاونا مع الصين وروسيا في هذا المجال لتبادل الخبرات، وكذلك من خلال فتح أسواق جديدة ومنها الاتحاد الأوروبي». واكد أن «هذه القضية باتت محورا رئيسيا للدراسات الامنية في ظل التسارع الكبير والمتزايد نحو اقتصاد قائم على شبكة الانترنت والبيانات الضخمة».