البطريرك الراعي: شعلة الثورة إتَّخذت وهجًا مغايرًا جديدًا

البطريرك الراعي: شعلة الثورة إتَّخذت وهجًا مغايرًا جديدًا

ترأَّس البطريرك المارونيُّ الكاردينال، مار بشارة بطرس الراعي، قدّاس الأحد في كنيسة السيِّدة في الصرح البطريركيِّ في بكركي، عاونه فيه المطرانان حنا علوان وأنطوان عوكر، أمين سر البطريرك الأب هادي ضو، بمشاركة عدد من المطارنة والكهنة، في حضور عائلة الصحافي المرحوم جورج بشير، عائلة المرحوم سعيد يمين وعدد من المؤمنين إلتزموا الإجراءات الوقائية، عائلة المرحوم بطرس يوسف الخوري.

بعد الإنجيل المقدَّس، ألقى الراعي عظة بعنوان “إيمانك أحياك… لا تخف، يكفي أن تؤمن”، ومما جاء في عظته أنّه قال:

المسيح حاضر في وسط الجماعة وهو مصدر فرحها. هذا ما عشناه، أمس السبت، في الصرح البطريركيِّ حيث إحتشد 15 ألف شخص لدعم موقف البطريركيّة المطالبة المجتمع الدولي بإعلان حياد لبنان الإيجابيِّ الناشط، لكي ينقّي هويَّته ممّا إنتابها من تشويهات ويستعيد بهاءها، ولكي يتمكَّن من القيام برسالته كوطن لحوار الثقافات والأديان، وأرض للتلاقي والعيش معًا بالمساواة والتكامل والإحترام المتبادَل بين المسيحيّين والمسلمين، ودولة الصداقة والسلام المنفتحة على بلدان الشرق والغرب، ودولة الحريّات العامّة والديمقراطيّة السليمة. هذا الحياد يمكِّن لبنان من تجنُّب الأحلاف، والنزاعات، والحروب، إقليميًّا ودوليًّا، ويمكِّنه من أن يحصِّن سيادته الداخليّة والخارجيّة بقواه العسكريّة الذاتيّة.

كما إحتشدوا لدعم المطالبة بعقد مؤتمر دوليٍّ خاصٍّ بلبنان، برعاية الأمم المتَّحدة، بسبب عجز الجماعة السياسيّة، عندنا، عن اللقاء والتفاهم والحوار، وتشخيص المرض الذي شلَّ الدولة بمؤسَّساتها الدستوريّة وخزينتها وإقتصادها وماليَّتها، فتفكَّكت أوصالها، ووقع الشعب الضحيَّة جوعًا وفقرًا وبطالة وقهرًا وحرمانًا. فكان لا بد للمجتمع اللبنانيِّ الراقي والمستنير من أن يشخِّص، هو بنفسه، أسباب هذا الإنهيار وطرق معالجته بالإستناد إلى ثلاثة: وثيقة الوفاق الوطنيِّ والدستور وميثاق العيش معًا، إستعدادًا لهذا المؤتمر.

وقد شارك مئات الألوف، في هذا اللقاء الداعم، بواسطة محطات التلفزيون، والإذاعات، والفيسبوك، ووسائل الإتِّصال الإجتماعيِّ، في لبنان والبلدان العربيّة وبلدان الإنتشار. فإنّا نحيِّيهم جميعًا.

لقد رأينا، بأمِّ العين، فرح المحتشدين أثناء اللقاء، وبخاصة عند مغادرتهم، فيما قلوبهم ممتلئة رجاء وشجاعة وأملًا، وشعلة الثورة إتَّخذت وهجًا مغايرًا جديدًا. وقرأنا على وجوههم، وقد أتوا من كلِّ المناطق والطوائف والأحزاب، إرتياحهم وشعورهم بأنّ وجودهم في بكركي وجودٌ في بيوتهم وبين أهلهم، وبأنّ الصرح البطريركيَّ صرحٌ وطنيٌّ لجميع اللبنانيّين؛ فعندما يأتون إليه، يشعرون بدفء العاطفة والطمأنينة لكونه المكان المميَّز للحوار الصادق الذي تنيره الحقيقة الحرَّة والمجرَّدة.


Spread the love

MSK

اترك تعليقاً