نتنياهو لن يجتاح لبنان!!!
كتب عوني الكعكي:
كثر الحديث عن أن إسرائيل سوف تعيد احتلال لبنان بدءاً بجنوبه، من أجل القضاء على حزب المقاومة عبر الاغتيالات… هذا أولاً.
ثانياً: في حال بقي من تبقى من «الحزب» فسوف لن يكونوا في المنطقة المتاخمة للحدود مع فلسطين المحتلة، أي سوف يكونوا بعد نهر الليطاني.
ثالثاً: في حال طُرِد «الحزب» من المنطقة فسوف يتمكن الجيش اللبناني من فصل «الحزب» عن الحدود المتاخمة لشمال فلسطين المحتلة، وبالتالي يتمكن العدو الإسرائيلي من اعادة الذين تركوا شمال فلسطين، والبالغ عددهم 80 ألف مواطن إسرائيلي.
على كل حال، علمنا التاريخ أنّ إسرائيل وبعد احتلال لبنان عام 1982 والوصول الى أوّل عاصمة في العالم العربي بيروت التي احتلتها بعد حصار دام 100 يوم.
وللمناسبة، لم يبقَ الجيش الإسرائيلي في بيروت لأنه، وفي اليوم الثالث قام البطل خالد علوان بقتل 3 ضباط في منطقة الحمراء، وتحديداً في مقهى «الويمبي»، مما أجبر العدو الإسرائيلي على الانسحاب من بيروت. والأهم أنه بعد 18 سنة احتلال، أعلنت إسرائيل انسحابها من لبنان عام 2000. وهذه هي المرّة الأولى في تاريخ الحروب بين إسرائيل والعرب تنسحب إسرائيل من أراضٍ محتلة من دون شروط.
انطلاقاً من ذلك، فإنّ العدو الاسرائيلي وفي ظلّ وجود تفوّق بسلاح الطيران، وكميات من القنابل والصواريخ المتقدمة، لا ترى إسرائيل حاجة لإعادة احتلال لبنان.
على كل حال، لا بدّ من الاطلاع على ما قاله سفير لبنان في لندن رامي مرتضى… فقد قال خلال استضافته من قبل الاعلامي بيرس مورغان:
«إنّ الغزو البري الإسرائيلي للبنان -إذا حصل- سيؤدي الى سيناريو يوم القيامة، نتيجة صراع إقليمي شامل على جبهات عدّة..
وقال مرتضى: عندما بدأ حزب الله معركته ضد إسرائيل في الثامن من أكتوبر، لم يكن معتدياً، كما تدّعي إسرائيل. فالدولة العبرية خرقت -ولا تزال- القرار 1701 مئات المرّات، ولم تُقِم للاتفاق وزناً أو اعتباراً.
كما أن حزب الله في مساندته لشعب غزة… هذا الشعب المظلوم الذي تقوم إسرائيل بحرب إبادة جماعية ضده هناك، منعت عن هذا الشعب الماء والطعام والدواء، وذبحت وقتلت الأطفال وهدمت البيوت ودُوَر العبادة والمستشفيات… كان هدف حزب الله إجبار إسرائيل على إيقاف إبادتها الجماعية لشعب مسالم يطالب بحقوقه في الحياة ودولة آمنة.
وحين بدأ حزب الله معركته في 8 أكتوبر، حافظ على قواعد اشتباك أخلاقية وإنسانية. فهو لم يقصف سوى المناطق العسكرية، في حين شنّت إسرائيل حرباً تدميرية على لبنان أيضاً، وقتلت المدنيين المسالمين وهدمت بيوتهم وأحرقت أراضيهم ومحاصيلهم. فهناك فرق كبير بين ما تقوم به إسرائيل وما يقوم به حزب الله. إسرائيل لا تراعي الأخلاق ولا المبادئ الإنسانية، وتستهدف المدنيين لترويع وإخافة اللبنانيين كما فعلت في غزة لإبادة الفلسطينيين.
أضاف: أنا شخصياً لا أؤمن بالعنف أبداً… وحزب الله لم يقم بأي عنف. حزب الله هو نسيج لبناني وجزء من الشعب اللبناني. إنه دافع ويدافع عن وطنه وكرامة شعبه.. صحيح أنه ساند غزة، ولكنه لو لم يفعل، لكانت إسرائيل ستعتدي على لبنان كعادتها. والدليل انها لا تزال تحتل أجزاء منه، وطائراتها تحلّق فوق لبنان وكأنّ لبنان لا حرمة له عند إسرائيل.
وتابع: نحن في لبنان لجأنا -ولا نزال نلجأ- للأمم المتحدة، لكن المشكلة عند إسرائيل… فهي لا تقبل بالقوانين الدولية وبقرارات الأمم المتحدة. كما شرحت بالنسبة للقرار 1701 وانتهاكاته. الحكومة اللبنانية مستعدة لتطبيق القرار 1701، وهذا ما أعلنته مراراً وتكراراً. المشكلة ليست عندنا في لبنان، انها عند إسرائيل. ففي إسرائيل اليوم حكومة يمينية متطرّفة… وهي مصرّة على متابعة الحرب وعدم القبول بوقف للنار…. لأنّ هذا لو حدث، فإنّ الحكومة ستسقط فوراً ورئيسها مصيره المحاكمة وقد يكون مقرّه السجن».
ورداً على رغبة حزب الله في قصف إسرائيل، قال:
«يجب أن نعود الى الأسباب الحقيقية التي سببت هذه الحرب… إسرائيل دولة عدوان، تقتل المدنيين في كل مكان، في غزة وفي لبنان وفي كل مكان تظن أنه يشكل خطراً عليها.
وبغض النظر عن موقف بعض من يعارض بدء معركة حزب الله في 8 أكتوبر… فإنّ كل اللبنانيين متفقون على دعم «الحزب» اليوم، خصوصاً بعد عمليات تهجير المواطنين.
إنّ إسرائيل تدّعي أنها تحارب حزب الله في لبنان لإعادة المستوطنين الى شمال الدولة العبرية… ويدّعي نتنياهو أن هذا هو هدفه من الحرب على لبنان، وهو السبب في عدم قبوله وقف إطلاق النار.
هذا غير صحيح، فنتنياهو وضع هدفين في غزة رداً على عملية 7 أكتوبر (طوفان الأقصى): سحق «حماس» وتحرير المختطفين. وهنا أحب أن أسأل: ماذا حقق نتنياهو في غزة؟
لا شيء… لقد فشل تماماً… وسيفشل حتماً في لبنان. فالعنف لن يعيد المستوطنين الى شمال «الدولة العبرية». نتنياهو لديه هدف واحد فقط لا غير… متابعة الحرب وعرقلة عمليات السلام حتى يحافظ على مركزه، ويتجنّب المحاكمة ودخول السجن. لذا فهو يناور ويكذب ويخدع الآخرين.
هذا هو الوضع بكل صراحة ووضوح».