“جميع القوى السياسية تعرقل تشكيل الحكومة”.. روكز يدعو لمؤتمر وطني تشارك فيه جميع الأطراف اللبنانية
رأى النائب العميد، شامل روكز، أنّ “العناوين، التي طرحها البطريرك الماروني بشارة الراعي، وطنية بإمتياز، ولاقت تجاوبًا كبيرًا، من شرائح واسعة من الشعب اللبناني، لجهة حياد لبنان والدعوة إلى مؤتمر دولي برعاية الأمم المتّحدة”، معتبرًا أنّ “الحياد، الذي يطرحه الراعي، ليس موجّهًا ضدّ أيّ طرف، بقدر ما هو تحييد للبنان عن مشاكل المنطقة”.
ودعا روكز، في تصريح لـ”الأنباء” الكويتية، إلى “عقد مؤتمر وطني، إنطلاقًا من تفاهم وطني، تُشارك فيه جميع الأطراف اللبنانية”، معتبرًا أنّ “لبنان يخضع للتدويل، أساسًا، إن لجهة المبادرة الفرنسية، أو التعاطي مع إيران والسعودية والولايات المتّحدة الأميركية، بالإضافة إلى القرارات الدولية”.
وقال: “بما أنّ هناك خلافًا على تشكيل الحكومة، فليكن هناك مؤتمر دولي لحلّ جميع المشاكل في لبنان، بدءًا من السياسية إلى الإقتصادية، مع ضرورة مشاركة المؤسّسات الدولية كالبنك الدولي وغيره بالمؤتمر، لكي نتمكّن من إنقاذ لبنان، لأنّ الإستمرار على هذا المنوال سيؤدي بنا إلى الإنهيار الكامل للوطن”.
وأشار إلى أنّ “ما يجري، اليوم، من تحركات إحتجاجية، خير شاهد على تلك الأوضاع الخطيرة التي يعيشها لبنان في ظلّ أزماته المتعددة والمتفاقمة”. وطالب بأن يكون المؤتمر الدولي “جامعًا لكلّ اللبنانيين، لا أنّ يكون مؤتمرًا على اللبنانيين”.
وردًّا على سؤال حول المسيرة التي جرت في بيروت وإعتُبرت مضادّة لبكركي، والتي رُفعت خلالها الأعلام الإيرانية، قال روكز: “هذه كانت ردًّا على موقف بكركي: أنّ هناك ساحة وهنا ساحة. ونتمنّى جمع تلك الساحات حول مفاهيم وطنية واضحة وصريحة من أجل تحييد لبنان، وعقد مؤتمر لمصلحة كلّ اللبنانيين، لا أن يكون الموضوع مبارزة بالساحات وبالطروحات. أعتقد أنّ كلّ الشعب اللبناني، وفي كلّ المناطق اللبنانية، طموحهم العيش في بلدهم بعزة، وكرامة، وحرية، وسيادة، واستقلال، وما من أحد يزايد على الآخر بهذه المواضيع”، مندّدًا بمفهوم التخوين وبإعطاء درجات للبنانيين على لبنانيتهم ووطنيتهم.
وشدّد روكز على أهمية وضرورة جمع مختلف الآراء اللبنانية ضمن المفاهيم الوطنية، لا من خلال التحدّيات.
وفي موضوع الحكومة، قال أنّه “لا يرى أيّ بصيص أمل لتشكيل الحكومة”، معتبرًا أنّ “الحكومة، ومن خلال طرح المبادرة الفرنسية، كانت خشبة خلاص على كلّ الأصعدة، حتى على صعيد المؤتمر الدولي”، مؤكّدًا على “أهمّية وجود الحكومة لحلّ جميع الأزمات، على أن تكون مستقلّة وقادرة على إتّخاذ القرارات بعيدًا عن الأجواء السياسية، لتكون مسارًا لجمع الساحات، لأنّ أيّ حكومة من طرف واحد ستخلق مشكلة طويلة وعريضة في البلد”.
وإعتبر روكز أنّ “جميع القوى السياسية تعرقل تشكيل الحكومة”، آملًا أن “يتمّ تشكيل حكومة شعبية تلبّي طموحات الناس، لا طموحات السياسيين”، مشدّدًا على أنّه “بالنهاية سيتمّ التوصل إلى حكومة خارج الطبقة السياسية التي أوصلت البلد إلى هذه الأوضاع”، مؤكّدًا “أهمّية أن تحظى الحكومة بثقة الناس والمجتمعَين العربي والدولي، وليست شبيهة بحكومة حسّان دياب الحالية”.