الرئيس عون بعد لقاء الرئيس الحريري: الورقة المنهجية المرسلة لا تتضمّن أسماء ليكون فيها ثلث معطِّل

الرئيس عون بعد لقاء الرئيس الحريري: الورقة المنهجية المرسلة لا تتضمّن أسماء ليكون فيها ثلث معطِّل

أكّدت المديرية العامة لرئاسة الجمهورية أن “الورقة المنهجية التي أرسلها رئيس الجمهورية، العماد ميشال عون، إلى رئيس الحكومة المكلَّف، سعد الحريري، “تنص فقط على منهجية تشكيل الحكومة، وتتضمن أربعة أعمدة، يؤدّي إتباعها إلى تشكيل حكومة بالإتفاق بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلَّف”.

وشدّدت المديرية العامة في بيان تلاه المستشار السياسي والإعلامي لرئيس الجمهورية، أنطوان قسطنطين، على أن الورقة “لا أسماء فيها لكي يكون فيها ثلث معطِّل، هي فقط آلية للتشكيل من باب التعاون الذي يجب أن يسبق كل إتفاق عملًا بأحكام المادة 53 البند 4 من الدستور”.

وفي ما يلي نص البيان الصادر عن المديرية العامة لرئاسة الجمهورية:

فوجئت رئاسة الجمهورية بكلام وأسلوب دولة رئيس الحكومة المكلَّف، شكلًا ومضمونًا.

رئيس الجمهورية، وإنطلاقًا من صلاحيّاته ومن حرصه على تسهيل وتسريع عملية التشكيل، لا سيّما في ضوء الظروف القاسية التي تعيشها البلاد والعباد، أرسل إلى دولة رئيس الحكومة المكلَّف ورقة تنصّ فقط على منهجية تشكيل الحكومة، وتتضمن أربعة أعمدة، يؤدّي إتباعها إلى تشكيل حكومة بالإتفاق بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلَّف.

• العمود الأول: الوزارات على أساس 18 أو 19 أو 20 وزيرًا.

• العمود الثاني: توزيع الوزارات على المذاهب عملًا بنص المادة 95 من الدستور.

• العمود الثالث: مرجعية تسمية الوزير، بعد أن أفصح رئيس الحكومة المكلَّف أن ثمة من سمّى وزراءه، على ما تظهره أصلًا التشكيلة التي أبرزها الرئيس المكلَّف.

• العمود الرابع: الأسماء بعد إتمام الإتفاق على المذهب ومرجعية التسمية.

هذه هي الورقة المنهجية. لا أسماء فيها لكي يكون فيها ثلث معطِّل، هي فقط آلية للتشكيل من باب التعاون الذي يجب أن يسبق كلّ إتفاق عملًا بأحكام المادة 53 البند 4 من الدستور.

من المؤسف أن يصدر عن دولة الرئيس المكلَّف، بإنفعال، إعلان تشكيلة حكومية سبق أن عرضها هو في 9 كانون الأول 2020، وهي أصلًا لم تحظ بموافقة رئيس الجمهورية كي تكتمل عناصر التأليف الجوهرية، فضلًا عن أنها تخالف مبدأ الإختصاص بجمع حقائب لا علاقة لها ببعضها.

الورقة المنهجية يعرفها الرئيس الحريري جيّدًا، وهو سبق أن شكّل حكومتَين على أساسها في عهد الرئيس عون.

هذه المرة، إختلف أسلوبه، إذ كان يكتفي بكلّ زيارة إلى القصر الجمهوري بتقديم تشكيلة حكومية في غالب الأحيان ناقصة، وفي كل الأحيان لا تظهر فيها مرجعية التسمية.

إن رئيس الجمهورية حريص على تشكيل حكومة وفقًا للدستور، وكلّ كلام ورد على لسان رئيس الحكومة المكلَّف، وقبله رؤساء الحكومات السابقين حول أن رئيس الجمهورية لا يشكّل بل يصدر، هو كلام مخالف للميثاق والدستور وغير مقبول، ذلك أن توقيعه لغصدار مرسوم التأليف هو إنشائي وليس إعلانيًّا، وإلّا إنتفى الإتفاق وزالت التشاركية التي هي في صلب نظامنا الدستوري وميثاقنا. أمّا الثلث المعطِّل، فلم يرد يومًا على لسان فخامة الرئيس.

الأزمة حكومية، فلا يجوز تحويلها إلى أزمة حكم ونظام، إلّا إذا كانت هناك نيّة مسبقة بعدم تشكيل حكومة لاسباب غير معروفة، ولن نتكهّن بشأنها.

لقاء الرئيس الحريري

وأتى هذا البيان بعد كلمة مكتوبة معدّة سلفًا، قرأها رئيس الحكومة المكلَّف سعد الحريري، إثر إجتماعه برئيس الجمهورية في قصر بعبدا عند الثالثة بعد ظهر اليوم.

وقال الحريري في كلمته: “اتفقت مع فخامة الرئيس في لقائنا الأخير ان نلتقي مجددا اليوم، ولكن مع الأسف، ارسل الرئيس لي بالأمس تشكيلة كاملة وضعها تتضمن توزيعا للحقائب على الطوائف والاحزاب، ورسالة يقول لي فيها انه من المستحسن تعبئتها. تتضمن الورقة الثلث المعطل لفريق الرئيس السياسي في صيغ: 18 و20 و22 وزيرا، وطلب مني فخامته اقتراح أسماء للحقائب وفق التوزيع الطائفي والحزبي الذي وضعه.

بكل شفافية، سأقول لكم ما قلته له اليوم. اولا ان المسألة غير مقبولة لانه ليس عمل الرئيس المكلَّف تعبئة أوراق وصلته، ولا عمل رئيس الجمهورية تشكيل حكومة. وثانيا لان الدستور ينص بوضوح على ان الرئيس المكلَّف يشكل الحكومة ويضع الأسماء ويتناقش في التشكيلة مع فخامة الرئيس. وعلى هذا الأساس، أبلغت فخامته، بكل احترام، انني اعتبر رسالته وكأنها لم تكن وأعدتها اليه، وانني سأحتفظ بنسخة منها للتاريخ”.

أضاف: “قلت لفخامته ان تشكيلتي الحكومية بين يديه منذ 100 يوم، وانا جاهز حاليا كما سبقت وقلت علنا، لاي اقتراحات وتعديل بالاسماء والحقائب، وحتى انني سهلت الحل بالنسبة إلى إصراره على حقيبة الداخلية، ولكن مع الأسف كان جوابه الواضح: الثلث المعطل.

ان هدفي واحد وهو وضع حد للانهيار ومعاناة اللبنانيين، وطلبت من فخامته سماع وجع اللبنانيين واعطاء الفرصة الوحيدة والأخيرة للبلد من خلال تشكيل حكومة اختصاصيين تجري الإصلاحات وتوقف الانهيار دون تعطيل أو اعتبارات حزبية ضيقة. وفي الانتظار، ولان فخامة الرئيس قال في خطابه الأخير انني لم اقدم له سوى خطوط عريضة، سوف اوزع عليكم بالاسماء والحقائب، التشكيلة التي قدمتها اليه في قصر بعبدا في 9 كانون الأول 2020 أي منذ اكثر من 100 يوم واترك للرأي العام الحكم عليها”.

سئل: هل من الممكن ان تعتذر؟
أجاب: “لا اعتذار”.

وفي ما يلي نسخة من الورقة المنهجية التي أرسلها الرئيس عون إلى الرئيس المكلَّف.

وفي هذا السياق، صدر عن مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية، البيان الآتي: “ان النص الذي ارسله امس فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى دولة رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، هو الذي وزع بعد ظهر اليوم مرفقا ببيان المديرية العامة لرئاسة الجمهورية، وهو عبارة عن منهجية آلية التشكيل من دون أسماء ولا توزيع أحزاب، واعتبره رئيس الجمهورية “نموذجا للتعبئة يسهل النظر في تأليف الحكومة من المستحسن تعبئته”.

وبالتالي، فإن النص الذي وزعه المكتب الإعلامي للرئيس سعد الحريري، يعود الى فترة تبادل الصيغ الحكومية بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف ما بين أواخر تشرين الثاني واوائل كانون الأول 2020، وقد صدر في حينه بيان عن رئاسة الجمهورية حول هذا الموضوع”.


Spread the love

MSK

اترك تعليقاً