إجتماع تنسيقي مع ممثّلي بلديات شمالية ضمن “قدرات الشمال” في غرفة طرابلس
في إطار مشروع “قدرات الشمال” الذي تنفّذه المؤسّسة اللبنانية للسلم الأهلي الدائم في محافظة الشمال مع أكثر من 22 جمعية محلّية بتمويل مشترك من الإتّحاد الأوروبي وألمانيا وتنفيذ الوكالة الألمانية للتعاون الدولي، عُقد إجتماع تنسيقي مع ممثِّلي السلطات المحلية التي سيتمّ تنفيذ مشاريع ضمن نطاقها، وذلك يوم السبت (27 آذار/ مارس 2021) في غرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس.
يهدف الإجتماع إلى التشبيك مع الجهات المعنية الأساسية من بلديات وفعاليات سياسية وإجتماعية وإقتصادية بهدف توحيد الجهود لتعزيز التماسك الإجتماعي والإستقرار في شمال لبنان.
حضر الإجتماع رئيس غرفة الصناعة والتجارة والزراعة في طرابلس والشمال، توفيق دبوسي؛ مدير برنامج التنمية المحلِّية في شمال لبنان GIZ، ذبيورن زمبرش؛ رئيس المؤسّسة اللبنانية للسلم الأهلي الدائم، الدكتور أنطوان مسرة؛ ممثِّلين عن بلديات وإتّحاد بلديات كلّ من طرابلس، بشري، زغرتا، كفربنين، أنفه، عين التينة، فيع، أميون، بشمزين، اده البترون، مراح السراج؛ المدير التنفيذي للمؤسسة اللبنانية للسلم الأهلي الدائم “LFPCP”، المحامي ربيع قيس؛ وفريق عمل المؤسسة.
إفتتح الإجتماع الدكتور مسرة الذي تحدّث في كلمة مقتضبة عن أهمّية عمل البلديات، معتبرًا أنّ وجود ممثِّلين عن السلطات المحلِّية في هكذا إجتماع “يُثير الأمل في زمن الإنحطاط الذي نعيشه، فوجودكم هو التغيير في لبنان، التغيير الفعلي في عمق المجتمع”.
وقال: “كل تغيير في المجتمع ينطلق من العمل المحلِّي، من العائلة والحي والشارع وصولًا إلى البلدية”.
وعرض الدكتور مسرة لعمل المؤسّسة اللبنانية منذ تأسيسها، خصوصًا مع البلديات والجمعيات المحلّية، مشدّدًا على أنّ أيّ عمل لا يمكنه أن ينجح إن لم يكن هناك ثقافة لا مركزية محلّية، وأنّ المشروع الذي تنفّذه المؤسّسة، الآن، يصبّ في مصلحة بناء دولة حقيقية تنطلق من المجتمع البلدي الصغير وتتطوّر وصولًا إلى الدولة ككل.
بدوره شكر السيد ذبيورن زمبرش الحضور، عارضًا بشكل موجز عمل المنظَّمة الألمانية في شمال لبنان.
ثم تحدّث الرئيس دبّوسي فشدّد على أهمّية هذه المشاريع في بناء مجتمع متقدِّم ومتميِّز، مشيرًا إلى أنّ الشمال يختزن طاقات كبيرة، ويتميّز بمقوّمات بإستطاعتها أن تجعل من لبنان بوابة حقيقية للشرق، معتبرًا أنّ عمل الجمعيات المحلّية تساعد بشكل أساسي على التطوّر الذي ننشده.
وأكّد دبّوسي أنّ لا شيء يحقّق الإنقاذ، اليوم، إلا دور كبير للبنان مِن هذه المنطقة التي أطلقنا عليها “طرابلس الكبرى” مِن البترون إلى أقاصي عكار، لنعمل معًا من أجل جذب إستثمارات كبيرة يحتاجها الآخرون، أي ما يتطلّبه المجتمع الدولي، وكيف يمكن لنا أن نكون منصّة لتلك المشاريع الإستثمارية وكبريات الشركات الدولية.
وأشار دبّوسي إلى أنّ لبنان بإمكانه أن يكون بلدًا محوريًّا، بفعل موقع إستراتيجي هو من أغنى المواقع، وقادرون على القيام بمشاريع إستثمارية كبيرة تجذب المجتمع الدولي ليشاركنا بها، من مرفأ، مطار، قطار، معرض، منطقة إقتصادية خاصّة، منصة للنفط، للغاز، وتشكِّل بمجموعها مرتكزات المنظومة الإقتصادية المتكاملة. والأهم، أن يكون لدينا القدرة على سماع بعضنا البعض، وأن نتكلّم ونتحاور مع بعضنا البعض. وعندئذ، يكون النجاح حليفنا.
وختم دبّوسي أنّ علينا، بما لدينا من روح الإنفتاح، العمل على جذب العالم بإتجاهنا، ونعمل على بناء وطننا بشراكة المجتمع الدولي ليصبح أمن هذا البلد وإستقراره جزءًا لا يتجّزأ من أمن المجتمع الدولي.
بعد ذلك، إنتقل المحامي قيس لتعريف الحاضرين عن مشروع قدرات الشمال، والعمل الذي ستقوم به الجمعيات المحلّية في مختلف أقضية الشمال، وتمّ عرض أفكار المشاريع بشكل موجز، على أن يتمّ عرضها بشكل مفصَّل في إجتماع لاحق.
ثم دار نقاش بين المجتمعين حيث إستفسر عدد من ممثِّلي البلديات حول آلية عمل المشروع وتنفيذها بالقرى الشمالية المختلفة، وخُتم اللقاء بغداء على شرف المشاركين.