من المحرَّمات في الإعلام الموالي لبوتين.. التجاوزات في سوريا وضحايا العمليات العسكرية الروسية
دعت عدّة مجموعات مدافعة عن حقوق الإنسان، في تقرير نُشر اليوم الجمعة (الثاني من نيسان/ أبريل 2021)، الروس إلى أخذ العلم بالتجاوزات التي إرتكبتها بلادهم منذ التدخل العسكري في سوريا.
التقرير، وهو الأول لمنظَّمات غير حكومية روسية، مخصّص للنزاع السوري، نُشر، في الذكرى العاشرة للحرب في هذا البلد، بهدف تسليط الضوء على ضحايا العمليات العسكرية الروسية، وهو موضوع يُعدّ من المحرَّمات في وسائل الإعلام الموالية للكرملين.
ونتائج هذا التقرير تُناقِض الخطاب الرسمي للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الذي يقول أنّ جيشه يخوض معركة لإنقاذ نظام الرئيس السوري، بشّار الأسد، من “إرهابيّين”.
والتدخّل الروسي، في سوريا، أدّى إلى تغيير مسار الحرب لكنّ الثمن كان سقوط العديد من الضحايا المدنيّين كما إعتبر التقرير الذي أعدّته أبرز منظَّمة غير حكومية روسية “ميموريال” مع عدّة منظَّمات أخرى.
والنصّ، الذي جاء في مئتَي صفحة (باللغة الإنكليزية و206 صفحات بالروسية)، يستشهد بأكثر من 150 شاهدًا على أحداث في سوريا. (نصّ التقرير باللغة العربية جاء في 190 صفحة).
وقالت هذه المنظَّمات أنّ “الغالبية الساحقة ممّن تحدّثنا معهم لا يرون أنّ روسيا منقذة، وإنّما كقوّة أجنبية مدمِّرة، ساهم تدخّلها العسكري والسياسي في تقوية مجرم الحرب على رأس بلادهم”.
وأضاف النصّ أنّ “بعض الذين ردّوا على الأسئلة كشفوا أنّهم هم أو أقاربهم كانوا ضحايا القصف الروسي”. وحثّ التقرير موسكو على إجراء تحقيقات مستقلّة في القصف الذي قام به جيشها في سوريا، ودفع تعويضات للضحايا.
لم يتمكّن معدّو التقرير من دخول سوريا، لكنهم إستجوَبوا سوريّين فرّوا من الحرب، في لبنان والأردن وتركيا وألمانيا أو روسيا.
الوثيقة التي إستغرق إعدادها عامين، تتّهم موسكو بإرتكاب تجاوزات عبر قصف مدنيّين، بشكل عشوائي، أو مساندة نظام متّهَم بإرتكاب فظاعات، مثل: إستخدام أسلحة كيميائية أو إستخدام سلاح التجويع ضدّ مدن محاصرة.
وقالت سيّدة من سكان حي الوعر، الذي كان معقلًا للمعارضة في حمص وخضع لحصار بين 2013 و2016 ، أنّه “بعد ستة أشهر من بدء القصف الروسي، كان هناك عدد ضحايا أكثر ممّا سُجّل خلال عامين من القصف السوري”. وتزن هذه المرأة حاليًّا 33 كلغ.
وقال معدّو التقرير أنّهم يريدون أن يقرأ أكبر عدد ممكن من الروس تقريرهم، وأن “يدركوا مسؤوليّاتهم في ما حصل بإسمهم في سوريا”.
وأضافوا “نشعر بالمرارة والخجل، في الوقت نفسه، من الطريقة التي ينظر بها السوريون الذين قابلناهم إلى الروس”.
AFP | al-Bayrak