بلدية طرابلس والجامعة اللبنانية عرضتا نتائج دراسة “البحث السريع

بالمشاركة” في ضهر المغر القبةيمق: هذ التعاون يُسهم بتحسين البحث العلمي ويربطه بالحاجات والمشكلات التي تواجه المجتمع
محمد سيف
نظمت بلدية طرابلس بالتعاون مع كلية الصحة بالجامعة اللبنانية، لقاء لعرض نتائج دراسة “البحث السريع بالمشاركة”، لمنطقة ضهر المغر القبة، وذلك في مركز رشيد كرامي الثقافي البلدي قصر نوفل، بحضور رئيس البلدية الدكتور رياض، رئيس قسم التدخل الصحي والاجتماعي في كلية الصحة الفرع الثالث الجامعة اللبنانية الدكتور فؤاد زيادة، رئيس المختبر المكروبيولوجيا في الجامعة اللبنانية البروفسور فؤاد دبوسي، ورئيس المصلحة المالية في البلدية محمد الرطل، وممثلين عن منظمات دولية وجمعيات محلية ومراكز صحية وتربوية فاعلة في طرابلس ومدراء مدارس ومهتمين من ابناء ضهر المغر.
وأوضحت مسؤولة مكتب التنمية في البلدية جوال حنا، أن “هذه الدراسة نفذت من قبل طالبات قسم التدخل الاجتماعي في كلية الصحة باللبنانية الفرع الثالث، باشراف منسقة القسم الدكتورة صبا مرعشلي، وتأتي الدراسة من ضمن نهج تشاركي قائم على التعاون الوثيق بين البلدية والجامعة الوطنية” .
بدوره، قال رئيس البلدية الدكتور يمق : “نلتقي اليوم لعرض نتائج البحث العلمي الذي قامت به مجموعة من الطالبات لمنطقة ضهر المغر في القبة طرابلس، وهذا ليس التعاون الأول، فلقد سبق ان كان للجامعة اللبنانية بمختلف كلياتها تعاون وثيق مع بلدية طرابلس وهو استمرارية لنهج نراه يخدم مجتمعنا المحلي ويسهم بالدفع نحو الأمام، ويأتي هذا التعاون حرصاً منّا لتعزيز العمل المشترك مع البلدية في مختلف المجالات الأكاديمية، البحثية، والخدمية، بما يسهم في تنمية المجتمع المحلي وتحقيق الاستدامة.
ونوه يمق ب “حرص الجامعة الوطنية على تعزيز الشراكة مع المؤسسات المحلية، بما يحقق الفائدة للطلاب ويسهم في إعدادهم لسوق العمل من خلال التجربة العملية والتدريب الميداني و تنفيذ مشاريع بحثية مشتركة في شتى المجالات وبالمقابل حرصنا كبلدية على توفير بيئة تدريبية مناسبة للطلاب في مصالح ودوائر وأقسام البلدية ودعم مختلف المبادرات وتوثيق العلاقة مع المجتمع المحلي من منطلق المسؤولية الاجتماعية”.
اضاف:” إننا في بلدية طرابلس نرى انّ هكذا تعاون يُسهم بتحسين البحث العلمي ويربطه بالحاجات والمشكلات التي تواجه المجتمع في مختلف المجالات ويضمن الاستحداث المستمر في المحتوى التعليمي والخطط والبرامج الدراسية لمواكبة متطلبات سوق العمل لتخريج كفاءات عالية مزودين بالعلم والمعرفة باعتبار أن خريجي الجامعات هم حجر الأساس في التنمية والتطوير ومستقبل الوطن بشكل عام،
وكذلك بترسيخ دور الجامعة التنويري والمشاركة في تقديم الخدمات الاجتماعية والتوعوية والتثقيفية من خلال مختلف هيئاتها الإدارية والتعليمية والطلابية وفي تناول القضايا الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والصحية ومعالجتها وتقديم الخبرات والاستشارات اللازمة”.
وختم :” نتطلع لمزيد من التعاون المثمر بين الجامعة اللبنانية وبلدية طرابلس لما فيه خير المدينة واهلها وكل اللبنانيين.
من جهته، اثنى الدكتور زيادة على “الشراكة المثمرة مع البلدية”، وقال :” الحمد لله على النجاح في إتمام المرحلة الأولى من العمل الميداني،
وبرنامج اليوم مخصص لعرض نتائج البحث السريع بالمشاركة”، الذي نفذه طلاب كلية الصحة العامة – الفرع الثالث في الجامعة اللبنانية، ضمن برنامجهم التدريبي في السنتين الثالثة والرابعة، وذلك بدعم من بلدية طرابلس والجهات المحلية والدولية المختلفة، ومساهمة لجنة المواطنين والمؤسسات المحلية والدولية العاملة في المنطقة” .
ولفت الى انه” سيتم اليوم مناقشة وإقرار وترتيب سلم الأولويات، وهي الخطوة الأولى في هذا المسار، وتشمل تحديد المشروعات الاجتماعية التي تعكس الاحتياجات والتي عبّر عنها سكان المنطقة. ومن المقرر أن تبدأ المرحلة الثانية من المشروع، والتي تشمل تنفيذ التوصيات، في الفترة الممتدة من نيسان 2025 وحتى أيلول من العام نفسه”.
حول البحث السريع بالمشاركة
أضاف :” هذا البحث الاجتماعي، الذي نفذته الجامعة اللبنانية بالشراكة مع بلدية طرابلس، بدأ في تموز واستمر خلال آب وأيلول من عام 2024 في منطقة ضهر المغر – طرابلس. وقد اعتمدنا خلاله على عدة تقنيات بحثية، منها إجراء مقابلات مع الفاعلين المحليين، ومديري المدارس، والمستوصفات، والجمعيات، والمخاتير، والفعاليات الاجتماعية، وذلك لاستخلاص الاحتياجات الاجتماعية وترتيبها وفق الأولويات. وبناءً على نتائج البحث، سيتم اقتراح مشروع يتوافق تمامًا مع احتياجات المواطنين والفعاليات في المنطقة، ليتم تنفيذه تحت رعاية بلدية طرابلس”.
أهمية الشراكة بين الجامعة والبلدية
وتابع :” إن هذه الشراكة بين الجامعة اللبنانية وبلدية طرابلس تؤسس لعمل متميز وإنجاز مهم على أكثر من مستوى، خصوصًا في هذه الظروف. فمن خلال تضافر الجهود، تم تطبيق أحدث الأسس النظرية والعلمية، سواء المحلية أو العالمية، في تنفيذ هذه المشاريع. كما أن هذه المبادرة تركز على إدماج العمل الجامعي في سوق العمل، بحيث يتكامل التعليم النظري مع التطبيق العملي لخدمة المدينة ونهضة الوطن. ونتطلع إلى أن يصبح هذا البرنامج تجربة رائدة مع باقي المؤسسات التعليمية والتدريبية الأخرى، بحيث يستفيد منه المجتمع، ويتعلم الطلاب كيف يوظفون معارفهم وإمكاناتهم في خدمة مجتمعهم وبناء وطنهم”.
وختم :” لقد كان لهذا البرنامج تاريخ طويل من التعاون امتد لسنوات، ونسأل الله أن يستمر ويحقق المزيد من النجاح والتطور في الأعوام القادمة، لما فيه خير الجامعة، والبلدية، والمواطنين، وبلدنا الحبيب”.
ثم كان عرض لأهم النتائج من قبل الطالبات المشاركات بالدراسة: يسرى الحلبي، هدى مراد، شهد دبوسي، نور الهدى المرعبي مريم نجار، مريم اسماعيل وفريدا دحدح،
و تمحور العرض حول مقابلات مع اصحاب الرأي والمؤسسات الفاعلة في مختلف القطاعات وابناء الحي نتج عنها الاضاءة على مختلف المشاكل على مستوى الصحة، الإقتصاد، التعليم، البيئة المتعلقة بالثقافة والصحة النفسية والحلول لها، كما لم يغفلوا عن الاضاءة على المشاركة المواطنية واثرها في التنمية الاجتماعية للمنطقة.
بعدها جرى نقاش بين الحضور، بيّن ان “الحاجات كثيرة ولكن التركيز على موضوع معين يسهل انجاز المشاريع من خلال العمل مع لجنة المواطنين في الأحياء، والتي ستكون لسان حال ابناء المنطقة بين البلدية وكافة الجهات المحلية لايصال الصوت وتنفيذ المبادرات”.