اللجان الأهلية في طرابلس: لا شرعية لمجلس بلدي دون نساء.

إنّ ما أفرزته نتائج الانتخابات البلدية الأخيرة في مدينة طرابلس لا يشبه وجه المدينة الحقيقي الذي نعرفه وننتمي إليه. طرابلس التي كانت على الدوام مساحة للتنوع والانفتاح والعيش المشترك، لا يمكن أن تُختزل بمجلس بلدي يخلو من التمثيل النسائي والمسيحي.
نحن في اللجان الأهلية نرفض هذا النموذج الإقصائي الذي يتعارض مع جوهر الشراكة الوطنية والتعددية التي ميزت طرابلس عبر تاريخها. فإقصاء النساء عن المجلس البلدي يشكّل انتكاسة للعدالة الاجتماعية، وحرماناً للمدينة من طاقات وكفاءات أثبتت حضورها في كل ميادين الحياة. كما أن غياب التمثيل المسيحي يُقصي مكوناً أساسياً من نسيج المدينة الثقافي والاجتماعي، ويبعث برسائل سلبية تمسّ بمكانة طرابلس كمدينة لكل أبنائها.
نؤكد في اللجان الأهلية أن التمثيل المتوازن والشامل هو الضامن الوحيد لبناء مدينة عادلة ومنفتحة تعبّر عن طموحات أهلها. أما المجالس التي تُنتَج على قاعدة الإقصاء والتهميش، فلا شرعية لها في نظرنا، ولا تمثل إرادة المدينة الحقيقية.
طرابلس لن تُختزل، ولن تُغيّب، وستبقى مدينة التنوع والانتماء الوطني.