طرابلس تطلق مهرجان التراث الثقافي
أطلق المعهد الفرنسي في طرابلس بالشراكة مع البلدية- اللجنة الثقافية والمديرية العامة للآثار ومع منصة “منجرة” من مؤسسة “رينه معوض”، مهرجان التراث الثقافي لمناسبة اليوم الوطني للتراث، وذلك في حمام عزالدين في طرابلس.
وأقيم احتفال فني موسيقي حضره رئيس المؤسسة النائب المستقيل ميشال معوض، الامين العام للهيئة العليا للاغاثة اللواء محمد الخير، المدير العام للآثار في وزارة الثقافة سركيس خوري، رئيس بلدية طرابلس رياض يمق، مديرة المركز الفرنسي الثقافي في لبنان ماري بوسكاي، مدير المركز الثقافي الفرنسي في طرابلس إيمانويل خوري، رئيس اللجنة الثقافية في مجلس بلدية طرابلس الدكتور باسم بخاش، المديرة الاقليمية للبنان الشمالي في المديرية العامة للآثار الدكتورة سمر كرم، وعدد من الشخصيات الأكاديمية والاجتماعية.
كرم
بعد النشيد الوطني، رحبت كرم بالحضور، وعرفت بالمهرجان قائلة: “إنها مناسبة لإعادة اطلاق الحياة الثقافية في طرابلس بعد حجر طويل، هذا المهرجان المدعوم من السفارة الفرنسية في لبنان، وشراكة بلدية طرابلس و”منجرة”، هو مهرجان يسلط الضوء على إرث المدينة العريق على مدى ثلاثة أيام، حيث يتم إقامة سلسلة من النشاطات التي تهدف إلى إبراز تراث طرابلس، وذلك في حمام عزالدين الواقع في أسواق طرابلس القديمة، الذي يعد من أقدم وأكبر بقايا العهد المملوكي في طرابلس، وقد تم بناؤه بين عامي 1294 و 1298 من قبل الحاكم عزالدين أيبك الموصلي، وظل يعمل لما يقرب من 700 عام، من القرن الثاني عشر حتى عام 1975”.
معوض
تلاها معوض، فأشاد بما شاهده من فعاليات في إطار هذا المهرجان، ورأى ان “طرابلس تستحق الكثير من التقديمات والأفكار المبدعة كونها الخزان الاثري والعلمي الذي يجب استثماره لمصلحة أهلها”، مضيفا “أعطت هذه الشراكة اللبنانية الفرنسية ثمارها في مشروع حيوي متكامل، ونشكر القيمين على المشروع في بلدية طرابلس والمديرية العامة للآثار وتعاون مؤسسة معوض ودعم المركز الثقافي الفرنسي والسفارة الفرنسية”.
بوسكاي
وتحدثت بوسكاي، فشكرت تعاون بلدية طرابلس ومؤسسة معوض والمديرية العامة للآثار، وركزت على “أهمية مدينة طرابلس التاريخية وضرورة التعاون المشترك محليا وعالميا لابراز معالمها”، معلنة أن “المركز الفرنسي في لبنان هو في شراكة مع المديرية العامة للآثار لبرنامج الفن والأرض لإقامة نشاطات ثقافية في المواقع الأثرية حيث سيعيد اللبنانيون إعادة إكتشاف إرثهم التاريخي في إطار مختلف”.
خوري
من جهته، قال خوري: “علينا جميعا تحمل المسؤولية وأن نكون شعبا متحضرا، نحن اجتمعنا لإقامة نشاط في حمام عزالدين الذي تم ترميمه عام 2007 والذي يجب إقامة مهرجانات في رحابه تعيد له مكانته وقيمته التراثية والتاريخية والمعنوية، وسبق ان أقمنا نشاطا مماثلا في برج السباع بطرابلس ودربنا نحو 40 شخصا على النحت، وأقمنا متحفا في قاعات قلعة طرابلس التاريخية، ونحن ندعوكم لزيارة القلعة التي نوليها أهمية كبرى”.
أضاف: “مدينة طرابلس هي أهم مدينة تاريخية في لبنان، ونحن في وزارة الثقافة نهتم بها ووضعنا طرابلس القديمة ومعرض رشيد كرامي الدولي على لائحة التراث العالمي، ونحن نستمر بإقامة هذه النشاطات ولن نتوقف”.
وختم بشكر البلدية والجمعيات المشاركة والمجلس الثقافي الفرنسي وسفارة فرنسا في لبنان.
يمق
وألقى يمق كلمة قال فيها: “إنها مناسبة تعطينا القليل من الأمل للخروج من الظلمة التي نعيش بها منذ فترة طويلة مع الأزمات التي لا تنتهي، وتسليط الضوء على تراث طرابلس العريق والاحتفاء به، هذه مناسبة تهدف لتوعية أهل طرابلس على أهمية تراث مدينتهم وغناه، وضرورة حمايته من الزوال، ودور الجميع في حفظ ذاكرة المدينة التاريخية واستمرارها”.
أضاف: “إن التراث هو من أهم ثروات ومقومات الأوطان والمدن، ماديا كان مثل الحمام المتواجدين فيه الآن أو معنويا مثل التقاليد، فهو يوحد الشعب بالأرض ويثبت المواطنين بأرضهم وجذورهم، وهذا المهرجان يعطي صورة جميلة عن المدينة في ظل المشهد العام القاتم الذي نعيشه. دعونا نضيء شمعة عوض أن نلعن الظلام ودعونا نبث روحا إيجابية وأملا وعملا في شرايين المدينة التي عانت طويلا وما زالت تعاني”.
وتابع: ” إن رقي الشعوب يقاس بمدى حفاظها على تراثها وذاكرتها الوطنية، وطرابلس تعتز وتفاخر بتراثها العظيم وآثارها الرائعة، وإن كانت مهملة، وإحياء هذا التراث لا يكون بمجرد التغني والتباهي، بل بالإدراك والعلم والثقافة، وزيارة المواقع الأثرية ومعالم طرابلس للتعريف بقيمة هذه المدينة العظيمة”.
وأردف: “في ظل انهيار العملة الوطنية، وعدم قدرة غالبية الشعب اللبناني على السفر والسياحة الخارجية، أدعو اللبنانيين إلى التعويض بالسياحة الداخلية وزيارة طرابلس لاكتشاف ثرواتها الأثرية ومعالمها القيمة. وما مهرجاننا هذا إلا دليل على الوحدة مع مديرية الآثار والفرنسيين عبر مركزهم الثقافي” داعيا أهل طربلس وخصوصا الشباب “للتعرف إلى معالم وآثار وتاريخ مدينتهم”.
وختم: “شكر كبير للشركاء، المركز الثقافي الفرنسي في طرابلس ومديره إيمانويل خوري والمديرية العامة للآثار المدير العام سركيس خوري وكل فريق عمل المديرية في طرابلس والشمال وعلى رأسهم الدكتورة سمر كرم، وأرحب من جديد بمديرة المركز الفرنسي الثقافي في لبنان ماري بوسكاي، وأشكر دعمها كما دعم السفارة الفرنسية لطرابلس وأهلها”.
وأقيم احتفال موسيقي في الحمام، مع التزام القواعد الصحية والكمامة. وقدمت الاحتفال مجموعة “ستوريز” المؤلفة من زياد الأحمدية (عود)، منير مهملات (تشيلو) وبهاء ضو (إيقاع)، ورافق الفرقة على خشبة المسرح الراقصون: ديانا شواكي، ماريان عويس وسامر زاهر.