جنبلاط يريد رئيساً «تواصلياً» فما موقف البخاري؟
من كليمنصو، وعلى غرار سفراء الدول المهتمة بلبنان، لا سيما الفرنسية آن غريو، بدأ السفير السعودي وليد البخاري جولة «رئاسية»، استهلها بلقاء رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في كليمنصو على مدى 45 دقيقة، لم يتحدث بعده البخاري او يرد على اسئلة الصحافيين، لكن جنبلاط قال: «أكد لي السفير السعودي ضرورة التزام لبنان بالاستحقاق الرئاسي، وبالتالي علينا ان ننتخب رئيساً للجمهورية ضمن المهلة الدستورية». ثم انتقل البخاري الى دارة النائب فؤاد مخزومي الذي أولم على شرفه. واستتبعهما امس بلقاء رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في معراب، على ان تليها اجتماعات مع مسؤولين آخرين.
وتأتي جولة البخاري على المسؤولين، بالتزامن مع الاستعدادات الجارية لاجتماع دار الفتوى النيابي السبت المقبل في دار الفتوى بدعوة من المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان، حيث أشارت المعلومات الى ان البخاري سيجمع النواب السنّة في السفارة بعد اجتماعهم في دار الفتوى. كما جاءت الجولة وأيضاً بعد عودته من باريس حيث شارك في الاجتماع الفرنسي – السعودي حول لبنان وتمّ التداول بملف الانتخابات الرئاسية، والذي من المتوقع أن تليه لقاءات أخرى بغية وضع لبنان على سكة النهوض بعد اجراء الإصلاحات المطلوبة. فماذا حصل في لقاء البخاري –جنبلاط؟
مصادر الحزب التقدمي الاشتراكي تؤكد لـ»المركزية» ان «هدف اللقاء استطلاع الأجواء السياسية في البلد وتحديدا حول الموضوعين الاساسيين المطروحين، تأليف الحكومة والاستحقاق الرئاسي، وكان التركيز على انتخابات رئاسة الجمهورية بالدرجة الاولى. كانت هناك بعض النقاط الاساسية المشتركة بيننا، ألا وهي ضرورة حصول الانتخابات في موعدها وان يكون الرئيس قادرا على تحقيق برنامج إصلاحي، وألا ينتمي إلى طرف يقطع علاقات لبنان مع الدول المحيطة والعالم العربي. وتبين وجود تقارب مشترك في وجهات النظر بين جنبلاط والبخاري».
وتشير المصادر الى ان «الحزب الاشتراكي كانت له وجهة نظره وهي ان يكون الرئيس قادرا على التواصل مع كل الأطراف اللبنانية وهو أمر سبق لجنبلاط ان تحدث عنه أكثر من مرة. من جهته أكد السفير حرص المملكة على استقرار لبنان الدائم واستعدادها لمساعدة اللبنانيين بما يطلبونه، وحرصها على تطبيق الدستور والطائف».
وتضيف المصادر بأن «جنبلاط أعرب من جانبه عن وجهة نظره وموقفه في الموضوع الرئاسي. فبعدما التقى مع وفد حزب الله، اعتبر الجميع ان علاقته ليست جيدة مع السعودية، فجاء هذا اللقاء ليرد على كل هذه الادعاءات التي لم يكن لها أي أساس من الصحة. كما يؤكد اللقاء ان جنبلاط على تواصل دائم مع المملكة ويعبّر عن وجهة نظره ويتحدث عن مواقفه في العلن، تماماً كما يتحدث مع حزب الله، وموقفه ثابت لا يتغيّر».
وعن رد حزب الله على أسئلة جنبلاط، تؤكد المصادر ان «الامور تحتاج الى بعض الوقت كي تتبلور خصوصا وان توجّه الوضع العام في البلد غير واضح، لأن جوابهم سيرتبط بالتوجه الكبير، وقد تكون للحزب حساباته الخاصة».
وعما اذا كان هناك توافق مع قوى التغيير في الملف الرئاسي، تؤكد المصادر ان «تكتل قوى التغيير عرض علينا خطوطا عريضة تشبه في الكثير من الامور تلك التي طرحها جنبلاط في لقائه مع حزب الله، والتي للمفارقة تمّت مهاجمته عليها حينها. وكان جوابنا واضحا: «بقدر ما يمكنكم تأمين توافق على شخصية ما، نرى كيف تتجه الامور حينها». لكنهم لا يملكون اسما حتى الساعة. أما فيما خص المواصفات، فإن الجميع يتفق عليها، لأن اللبنانيين يسعون الى رئيس ينقذ البلد من أزمته ويكون إصلاحيا ورئيس مهمة إنقاذية، ولكن عندما تصل الامور الى التفاصيل، هنا بيت القصيد. فلننتظر لنبني على الشيء مقتضاه»، تختم المصادر