شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – حقائق وأوهام
«يزتّون» في السوق اللبنانية، يومياً، آلاف الأخبار والشائعات والروايات والقصص والحكايات والسالفات والنكات (إلخ…) التي يغرق في لجّتها المواطن اللبناني، كما المقيم في لبنان من غير أبنائه، إلى درجة تضيع معها الحقائق وتطفو على سطح هذا المستنقع «معلومات» (؟!.) قد يتعذر التمييز بين غثّها والثمين، وبين الواقع والخيال، وبين الرصين والمبتذل، وبين الفكر السليم والسفسطة…
هنا محاولة للتفريق بين بعض الحقيقة وبعض الخيال:
* في الوهم والخيال يتحدث الكثيرون عن الوحدة الوطنية، وفي الحقيقة والممارسة هم كاذبون.
* في الخيال نواب يؤيدون، في الظاهر، مرشحاً رئاسياً بعينه أو سواه، وفي الحقيقة فإنهم يتخذون من هذا وذاك مجرد واجهة لا غير.
* في الوهم يتناوبون على زيارة مرجعية غير زمنية معلنين الولاء وتأييد المواقف، وفي الحقيقة إنهم يكذبون «فهم يتدفقون إلى هنا عندما يريدون الظهور في الصورة، أو إذا أرادوا استغلال المنبر لتوجيه رسالةٍ ما، ويكذبون عليّ، والأنكى أنهم يعرفون أنني لستُ مِمَّن يؤخَذون بطراوة اللسان، لأنني أعرف ما في القلوب»، على حد ما كان يُصارح به أصدقاءه مرجعٌ روحي كبير راحل.
* في الخيال يدّعي البعض أنه مستقل قولًا وفعلاً، وفي الحقيقة هو يتلقى التعليمات – الأوامر وينفذها بحذافيرها.
* في الخيال يزعمون أنهم لا يلتفتون إلى الخارج، ولا ينتظرون تعليماته وتوجيهاته وحتى الأوامر، وفي الحقيقة أنهم لا ينطقون بكلمة أو يخطّون حرفاً، أو يقطعون خيط القطن من دون أخذ المشورة والإذن والأمر والتعليمة من خارج الحدود: من قريب وبعيد وغريب.
* في الخيال أن واشنطن وباريس وطهران لا تتدخل في المسألة الرئاسية، وأما الحقيقة فمناقضة تماماً…
* في الخيال أن انخفاض سعر صرف الدولار الأميركي يؤدي، حتماً، الى انخفاض أسعار السلع الغذائية والضروريات (هذا إذا انخفض سعر الدولار، وهو قَلّما يفعلها) وعلى أرض الواقع أن الأسعار تزداد ارتفاعاً.
* في الخيال أن المودعين موعودون باسترداد ودائعهم (أو ما تبقى منها)، وفي الحقيقة أن هذا الوعد هو أبو الوهم وأم الخيال وصنو الكذب!.