ما هو السر وراء «تعطش» البعوض للدماء؟

ما هو السر وراء «تعطش» البعوض للدماء؟

اكتشف العلماء أن إناث البعوض تشتهي الدم. فقد تبيَّن لهم أن الخرطوم -الشبيه بالإبرة- لدى أنثى بعوض “الزاعجة المصرية” Aedes aegypti (موضحة بالصورة) يحتوي على خلايا عصبية متخصصة، تُميز بين الدم والرحيق.

من المعلوم أن إناث البعوض تتغذى على رحيق النبات، غير أنها تُفتِش أيضًا عن الدم لتحصل منه على العناصر الغذائية اللازمة لإنتاج البيض. وقد رصدت الباحثة ليسلي فوشال –من جامعة روكفلر، في مدينة نيويورك- وزملاؤها، نشاط الخلايا العصبية الحسية الموجودة في الزائدة المعروفة بإسم “المـَرود” (المسبار) stylet، والتي تستخدمها هذه الحشرات في التغذية على الدم. وتَبّين لهم أن هذه الخلايا العصبية لا تبدأ إطلاق إشاراتها إلا في وجود الدم، وليس عندما تتعرض للمواد السكرية، مثل سكر الفركتوز، الذي يوجد فقط في الرحيق.

كما أظهرت التجارب التي أجراها الفريق أن الخلايا العصبية في المرود، التي تستجيب للدم، تنشط أيضًا عند تعرضها لمزيجٍ مكوَّن من أربعة من العناصر التي تدخل في تركيب الدم، وهي: كلوريد الصوديوم، والغلوكوز، وجزىء ATP الحامل للطاقة، وبيكربونات الصوديوم، وهي المـُنظِم الرئيس لدرجة الحموضة في الدم. وكذلك فقد لوحظ أن تلك الخلايا العصبية لم تستجب للغلوكوز الخالص، الذي يُعد مُكوّنًا أساسيًا من مُكوّنات الرحيق.

ويرى الباحثون أن الوقوف على الطريقة التي يتعرف بها البعوض على الدم من شأنه أن يُسهم في منع هذه الحشرات من نشر الأمراض الفتّاكة (مثل الحُمى الصفراء) عن طريق لدغاتها.


Nature

Spread the love

MSK

اترك تعليقاً