“المستقبل” شمالا: خطة إنقاذية لطرابلس الحل الأمني وحده لا يكفي
عقد منسقو “تيار المستقبل” في الشمال، اجتماعا في مقر منسقية طرابلس، عرضوا خلاله الأحداث الأليمة التي شهدتها عاصمة الشمال، شارك فيه المنسق العام لطرابلس، النقيب بسام زيادة، المنسق العام لعكار، عبدالإله زكريا، المنسق العام للضنية، هيثم الصمد، المنسق العام للمنية، توفيق حامد، المنسق العام للكورة- زغرتا- البترون، عبدالستار الأيوبي.
وأصدروا في الختام بيانا قالوا فيه: “ليس خافيا على أحد أن ما تعبّر عنه طرابلس من وجع يختصر وجع اللبنانيين في كل المناطق، جّراء ما وصلته البلاد من واقع اجتماعي واقتصادي خطير، في ظل عهد قوي بالإنكار والتعطيل والهروب من تحمل مسؤولية توفير مقوّمات الصمود لشعبه، ولا سيما للعائلات الفقيرة، في ظل إجراءات الإقفال العام والحجر لمواجهة تفشي جائحة كورونا”.
ورأوا أن “ما شهدته طرابلس من أحداث تخريبية مدان بشدة، وهو غريب عنها، ولا يعبّر، بأي حال من الأحوال، عن قيم أهالي هذه المدينة وثقافتهم، والتي أجمع اللبنانيون على وصفها بعروس الثورة بعد أن قدّمت أرقى التحركات الاحتجاجية في ساحاتها، من دون وقوع أي ضربة كف، على الرغم من كل المعاناة في أحيائها الفقيرة من الوضع المعيشي الصعب”.
وشددوا على أن “التضامن الوطني الواسع مع طرابلس وأهلها من كل اللبنانيين، جاء ليقطع الطريق على مخططات استخدامها صندوق بريد لتوجيه رسائل سياسية، كما قطع الطريق على بعض الأجندات المشبوهة التي تصب الزيت على نار أي حادث أمني في المدينة، لتشويه صورتها وشيطنتها، وكيل الاتهامات الباطلة والحاقدة بحق أهلها، الذين يثبتون، في كل المحن، وطنيتهم واعتدالهم، وليسوا في حاجة إلى شهادة من أحد في ذلك”.
أضافوا: “الوعي، الذي عبّر عنه أهالي طرابلس في ردّ الهجمة عنها، أحبط كل محاولات إشعال الفتنة في ما بينهم والايقاع بين أهلها والأجهزة الأمنية والجيش، على الرغم مما يُبدونه من عضّ على جراح التقصير في حمايتهم في تلك الليلة السوداء التي تم فيها الاعتداء على الأملاك العامة والخاصة وإحراق مقر المحكمة الشرعية السنية ومبنى بلدية طرابلس التاريخي. والأجهزة الأمنية والجيش ومخابراته، مطالبون، اليوم أكثر من أي وقت، بتفعيل التنسيق في ما بينهم، والقيام بكل ما يلزم للحؤول دون تكرار ما حصل من تفلت أمني، والقيام بواجباتهم في حماية طرابلس وأهلها الآمنين، وكشف الحقيقة الكاملة لما حصل من خلال توقيف كل الفاعلين وفضح كل المحرضين وإخبار الرأي العام بحقيقة المعطيات عن وجود غرفة عمليات كانت تدير الأحداث في تلك الليلة السوداء وما سبقها”.
واعتبروا أن “عدم قيام رئيس الجمهورية بدعوة المجلس الأعلى للدفاع إلى الانعقاد، بشكل طارىء، للبحث في خطورة ما شهدته عاصمة لبنان الثانية، يطرح أكثر من علامة استفهام مقلقة إزاء أداء السلطة واستهتارها بحق طرابلس، وخصوصا أن المجلس الأعلى للدفاع ينعقد للبحث في أمور أقل خطورة من ذلك بكثير”.
وتابعوا: “«ما حدا» أكبر من طرابلس، مهما برموا السكين في جروحها، ومهما ارتكبوا من جرائم بحقها، من تفجيرَي مسجدَي السلام والتقوى إلى إحراق المحكمة الشرعية السنية ومبنى البلدية، ستبقى طربلس أكبر من كل الحاقدين والمأجورين، وسنبقى نطالب بحقها في العدالة ورفع الظلم عنها. فما ضاع حق وراءه مطالب، ولا يسعنا، في هذا السياق، إلا التنويه بما صدر عن اجتماع دار الفتوى من مواقف وضعت الإصبع على الجرح، والترحيب بمسارعة الرئيس سعد الحريري إلى المبادرة بإعلان إعادة ترميم المؤسسات التي تم تخريبها، وبكل المواقف التي عبرت عن تضامنها الصادق مع طرابلس وأهلها”.
ولفتوا إلى أن “الحل الأمني، لما حصل في عاصمة لبنان الثانية، وحده لا يكفي، المطلوب اليوم أن تبادر السلطة إلى وضع خطة إنقاذية اقتصادية واجتماعية، قبل فوات الأوان، ترفع الحرمان عنها وعن كل مناطق الشمال، وتدعم مشاريعها العامة والخاصة التي من شأنها تأمين فرص عمل لأبنائها في مواجهة نسب البطالة المرتفعة، بالتكافل والتضامن مع الهيئات الاقتصادية والنقابات والجمعيات الأهلية والمجتمع المدني والفاعليات الاغترابية والقطاع الخاص المطالبون أيضا بالمساهمة والمساعدة في توفير مقومات الصمود والاستقرار والتضامن الأهلي والمجتمعي في هذه الظروف الصعبة التي يعانيها الجميع”.
وختموا: “نتقدم بإسم تيار المستقبل، بالتعازي الحارة إلى عائلة الشهيد عمر طيبة، ونتمنى الشفاء العاجل للجرحى الأبرياء، الذين سقطوا في تلك الليلة السوداء. حمى الله طرابلس وأهلها.. وكل لبنان وشعبه الطيب.. من كل شر”.