واكيم يردّ على المفتي قبلان: دولة المواطنة تستدعي حلَّ الأحزاب الدينيّة فهل يبدأ بحلِّ “حزب الله”؟

واكيم يردّ على المفتي قبلان: دولة المواطنة تستدعي حلَّ الأحزاب الدينيّة فهل يبدأ بحلِّ “حزب الله”؟

علّق النائب عماد واكيم، على كلام المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، وقال في بيان:

كُنّا نتمنّى من قبلان أن يُقارب الكلمة التاريخية للبطريرك الماروني، بشارة الراعي، بالروحية نفسها والعمق ذاته والرقيِّ عينه، ولكن، ويا للأسف، أعاد الشيخ قبلان، على مسامعنا، المعزوفة المكرَّرة نفسها التي لا نعتقد بأنّه مقتنع بها، وتحديدًا لجهة كلامه عن أنّ سيادة لبنان تمرُّ بدولة مواطنة لا دولة طوائف، وعلى رغم موافقتنا على هذا الكلام، إلّا أنّنا نسأله: هل يعلم أنّ دولة المواطنة تستدعي، أوَّل ما تستدعيه، حلَّ الأحزاب الدينيّة؟ فهل يريد أن يبدأ، مثلًا، بحلِّ “حزب الله”؟

فلا حلّ للمسألة الطائفيّة من فوق، إنّما يجب أن تبدأ من تحت، أي من صميم المجتمع، والبداية يجب أن تكون مع الأحزاب الدينيّة قبل أن تنتقل إلى الرموز الدينية.

وأمّا لجهة الخلاصة التي خرج بها الشيخ قبلان بأنّ “إعلان بعبدا” أراد عزل لبنان، فنؤكّد له بأنّ الهدف من “إعلان بعبدا” عزل لبنان عن مشاكل المنطقة في ظل من يعمل على توريطه بصراعات خارجيّة من خلال قتاله في الساحات السوريّة والعراقيّة واليمنيّة وغيرها، كما أنّ الهدف من “إعلان بعبدا” كان منع وصول لبنان إلى العزلة، التي يعيشها اليوم، عن العالمين العربيّ والغربيّ، إلّا إذا كان يقصد الشيخ أنّإانفتاح لبنان على دولة واحدة “بِيكفّي وبيوَفّي”، والدليل الفقر و”التعتير” والمجاعة.

وإعتبر الشيخ قبلان أنّ “مَن دفن وثيقة الوفاق الوطني هو القوّة الدوليّة المهيمنة التي تريد لبنان دولة بلا سلطة أو قوّة”، ولا بأس من تذكير الشيخ أنّ مَن دفن هذه الوثيقة هو مَن إنقلب عليها برفض تسليمه سلاحه بحجج واهية، ومَن رفض أن يسحب جيشه حتى أخرجته الناس مطرودًا إلى غير رجعة، في 26 نيسان 2005، ومن إنتهك السيادة وصادر المؤسسات وإستباح الوطن، فالقوة المهيمنة التي تتحدّث عنها هي قوّة الإحتلال السوريّ ومحور الممانعة ومشتقاتهما وما يتفرَّع عنهما.

وأمّا لناحية قولك بأنّ المطالبة بالحياد في زمن الإحتلال الإسرائيليّ وداعش خيانة، فالخيانة هي في الإنقلاب على إتفاق الطائف؛ والخيانة هي في ضرب الدستور والقوانين؛ والخيانة هي في الإغتيالات والتصفيات؛ والخيانة هي في عزل لبنان عن محيطه العربيّ وعمقه الغربيّ؛ والخيانة هي في تجويع اللبنانيّين وتفقيرهم؛ والخيانة هي في تحويل الوطن إلى ساحة من ساحات القتال على حساب لبنان واللبنانيّين؛ والخيانة هي في تحويل الدولة إلى فاشلة وصوريّة.

هل يمكن أن تخبرنا، شيخ قبلان، مَن قال، مثلًا، بالحياد عن إسرائيل وداعش؟ فالحياد المطلوب، بإستثناء القضيّة الفلسطينيّة طبعًا، هو حياد عن مشاكل المنطقة، وعدم إقحام لبنان بحروب لا ناقة له فيها ولا جمل، هذه الحروب التي يقررها محور الممانعة وينفّذها في لبنان على حساب دماء اللبنانيّين وإستقرار وطنهم. وأمّا داعش فهي مجموعة إجرامية والجميع ضدّها، ومن يتصدّى لها هو الدولة، ولسنا بحاجة لمن يدافع عنّا، وكلّنا ثقة بالجيش اللبناني وقدراته.

أمّا النقطة الوحيدة واليتيمة التي أتّفق وإيّاك حولها هي قولك بأن “بكركي رمز شراكة وطن، وعيش مشترك، وسلم أهليّ، كانت وما زالت وستظل ما دام لبنان”، فلقد أحسنت، شيخ، في الختام، وطبّقت القاعدة المعروفة: ختامها مسك.


Spread the love

MSK

اترك تعليقاً