وزير الطاقة الإسرائيلي: لا نريد أن نرى إنهيار لبنان ولن نسمح بإمتلاك إيران لسلاح نووي
قال وزير الطاقة الإسرائيلي، يوفال شتاينيتز Yuval Steinitz، في لقاء خاص مع موقع “الحرة”، إن إيران تحاول تدمير إسرائيل بالكامل، وتحاول تحويل الشرق الأوسط من المذهب السني إلى المذهب الشيعي.
وأضاف أن تدخل إيران في سوريا أدى إلى كوارث إنسانية وحربا أهلية، وتسبب في تدمير حياة الملايين في العراق ولبنان واليمن، ويتسببون بالخراب في أي مكان يتدخلون فيه.
البرنامج النووي
وحول البرنامج النووي الإيراني، قال شتاينيتز، إن إسرائيل لن تسمح بامتلاك إيران لسلاح نووي، وإن قررت الاستمرار في البرنامج فستفعل إسرائيل كل ما في وسعها لمنع ذلك.
كما طالب المجتمع الدولي بممارسة ضغوطات كبيرة على إيران لإجبارها على تفكيك البنية التحتية الخاصة بالبرنامج النووي، وليس فقط الحد من قدراتها، وقال “ليس فقط تجميد أو تعطيل البرنامج النووي الإيراني، بل إلغائه بالكامل، الاتفاق النووي مع إيران كان خطأ بالكامل فبعد عامين أو ثلاثة قمنا بالحصول على الأرشيف السري النووي الإيراني بالكامل وإحضاره لإسرائيل”.
وأضاف شتاينيتز، “رأيناه (الأرشيف) بالكامل وبكل وضوح، رأينا الوثائق، على عكس ما زعموا، فهم يستعدون لتحضير عشر رؤوس نووية، رأينا الرسم التخطيطي لتلك الرؤوس النووية، كان كل ذلك مدونا، لذا نرى أنه من الجيد أننا أحضرنا ذلك الارشيف، فالآن هم لا يستطيعون إنكار ذلك، لذا فسنفعل كل ما في استطاعتنا للدفاع عن أنفسنا والدفاع عن العالم”.
ترسيم الحدود البحرية مع لبنان
وبخصوص ملف ترسيم الحدود البحرية مع لبنان، قال شتاينيتز إن الصراحة تفرض مواجهة هذا الأمر فمن مصلحة إسرائيل أن يهدأ هذا الخلاف، ولكن هو أمر مصيري للبنان في ظل الأزمة الاقتصادية التي يمر بها واضطراره إلى دفع مليارات الدولارات لاستيراد المواد البترولية.
ووصف وزير الطاقة الإسرائيلي الخلاف بين البلدين بأنه ليس بالخلاف الكبير، حتى وأن استمر لأكثر من عشر سنوات، وإن أظهر اللبنانيون بعض المرونة فستظهر إسرائيل أيضا ذلك، وسنتوصل إلى حل.
وتابع شتاينيتز، “نحن لا نريد أن نرى انهيار لبنان ولا أن نرى الأزمة الاقتصادية أو السياسية، نحن نشعر بالحزن لرؤية ما يحدث بلبنان. فإن استطعنا أن نصل لاتفاق ما، لنضع حدا للخلاف ببعض التقارب والمرونة، إسرائيل لديها حقول الغاز وتصدر الطاقة وليست لديها مشكلة في هذا الشأن، لبنان هو من يحتاج للطاقة، نحن لا نريد أن نرى انهيار لبنان، هذا بشع للبنانين وسيء للشرق الأوسط بأكمله، ولا نريد أن نرى كارثة سوريا تحدث بلبنان، لذا نتمنى إنهاء هذا الخلاف ولكن على لبنان أن يظهر بعض المرونة والبرجماتية”.
600 مليار متر مكعب من الغاز
تمتلك إسرائيل نحو 600 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي جاهزة للتصدير وفقا لوزير الطاقة، الذي توقع تضاعف هذا المخزون مع اكتشافات مستقبلية وهو الأمر الذي يفتح آفاقا غير مسبوقة للتعاون والاستثمار في مجال الطاقة، وفقا لوزير الطاقة.
هذا الحجم من الاحتياطات يدفع إسرائيل إلى البحث سريعا عن وسائل تصديرها إلى الأسواق العالمية وعلى رأسها أوروبا، وهنا يأتي التعاون مع مصر التي بدأت تشغيل محطتي إسالة الغاز الطبيعي في مدينة دمياط.
وخلال زيارة لوزير البترول والثروة المعدنية المصري طارق الملا إلى إسرائيل نهاية شباط/ فبراير الماضي تم الاتفاق على إنشاء خط أنابيب بحري يربط أهم حقول الغاز الإسرائيلية “لوثيان” بمحطات إسالة الغاز لاستيعاب طاقات أكبر من التي ينقلها خط الأنابيب البري.
لكن، إسرائيل وقعت في كانون الثاني/ يناير من العام الماضي اتفاقا لإنشاء خط أنابيب “ايست ميد”، والذي سيمتد عبر البحر الأبيض المتوسط إلى اليونان وقبرص وصولا إلى إيطاليا.
وأضاف شتاينيتز، “هذا المشروع يحظى بالدعم والمساندة الاقتصادية من الاتحاد الأوروبي، فقد تم تعريفه كمشروع مثير لاهتمام جميع الأطراف من جانب الاتحاد الأوروبي، لذا دعموا هذا المشروع ولكن هذا ليس كاف، نحن نحتاج لتصدير الكثير من الغاز، لدينا كميات مهولة، سيصدر أغلبها عبر الوسائل المصرية، ولكن بعضها قد يتم تصديره عن طريق خطوط الأنابيب تلك، علينا التحرك في عدة اتجاهات”.
وأوضح وزير الطاقة، أنه “في المستقبل سيتم نقل الغاز من إسرائيل ومن قبرص بل وربما من مصر في حال تمت اكتشافات جديدة عبر محطات إسالة الغاز الطبيعي المصرية عن طريق قناة السويس للهند، فالهند سوق ضخم ينمو سريعا والطلب هناك مرتفع جدا”.
الاجتماع الأول لمنظمة غاز شرق المتوسط
تصريحات وزير الطاقة الإسرائيلي لموقع “الحرة” جاءت على هامش حضوره الاجتماع الأول لوزراء الطاقة في منظمة غاز شرق المتوسط بعد دخول ميثاق تأسيسها كمنظمة دولية حكومية مقرها القاهرة حيز النفاذ منذ مارس الجاري.
وتضم المنظمة في عضويتها مصر وإسرائيل وقبرص واليونان وإيطاليا والأردن والسلطة الفلسطينية، وخلال الاجتماع تمت الموافقة على انضمام فرنسا كعضو عامل بالمنظمة، وانضمام الولايات المتحدة الأميركية كعضو مراقب.
وكان من المفترض أن تنضم الإمارات العربية المتحدة، أيضا كعضو مراقب لكن ذلك لم يحدث بسبب رفض السلطة الفلسطينية.
ولم يعلق وزير الطاقة الإسرائيلي على أسباب رفض السلطة الفلسطينية، لكنه قال لـ”الحرة” إن إسرائيل دعمت بالكامل انضمام فرنسا وأميركا والإمارات، لكن للأسف رفض طلب الإمارات بسبب فلسطين، وأعرب عن أمله في أن ذلك قد يتغير مستقبلا.
وعن أعمال المؤتمر وخطته للعام الجاري، قال شتاينتز “المنظمة هي الأولى من نوعها التي تجمع دول أوروبية ودول بحر متوسطية ودول عربية وإسرائيل معا ليتباحثوا عن كيفية تحسين التعاون التجاري في مجال الغاز الطبيعي، وإن كنت أعتقد أن هذا سيمتد ليشمل مجالات أخرى، خاصة بالطاقة، هذا الاجتماع هو بمثابة مظلة للتعاون الإقليمي، كما أنه يرسل رسالة إيجابية جدا للعالم، ولشركات النفط والغاز، وجميع المهتمين بالطاقة، أن بإمكانهم الاستثمار هنا -أعني الشرق الأوسط ودول حوض البحر المتوسط- لأنهم يعرفون الآن كيف نعمل سويا”.
شتاينيتز قدم مقترحا تبنته المنظمة يتعلق بالبيئة المائية في البحر المتوسط وكيفية تحول جميع المركبات البحرية من استخدام الغازولين أو الزيوت الثقيلة لاستخدام محركات تعمل بالغاز الطبيعي السائل، ويرى أن ذلك لن يمنع فقط تلوث الهواء بل وتلوث البحر أيضا، مضيفا أن دول شرق المتوسط ستسمح فقط بمرور المركبات التجارية التي تعمل بمحركات الغاز الطبيعي من خلال البحر المتوسط.
اتفاق لإنشاء أطول خط كهرباء في المتوسط
قبل انعقاد أعمال المؤتمر وقعت إسرائيل اتفاقا مع قبرص واليونان لإنشاء خط كهربائي يربط البلدان الثلاث بطول 1500 كلم، وسيتم مده تحت مياه البحر المتوسط وسيتم الانتهاء منه خلال عام 2024.
وزير الطاقة الإسرائيلي يرى حسب وصفه أنه “حتى الآن إسرائيل كانت نوعا ما جزيرة معزولة فيما يتعلق بالطاقة، فالطاقة الكهربائية الخاصة بنا لم تكن متصلة مع أيا من البلدان المجاورة”.
وأضاف الوزير “نحن نحتاج للدعم، حيث أننا قررنا أنه في خلال سنوات قليلة من الآن سوف نستخدم فقط الغاز الطبيعي الخاص بنا، وهو وقود نقي جدا، أو أنظمة الطاقة الشمسية لإنتاج الكهرباء، في الواقع هذا خليط جديد، نحن نعتمد في محطات الطاقة على 70 بالمئة من الغاز الطبيعي و30 بالمئة من الألواح الشمسية”.
وتابع شتاينيتز قائلا، “لكن، أحيانا ما تكون الطاقة الشمسية مشكلة في إسرائيل، فأثناء الشتاء نمر بأسبوع بل ربما شهر من الجو الغائم المعتم، هذا غير كافي، حتى وإن كان لديك مخزون فهو يكفي فقط لبضع ساعات و ربما ليومين أو ثلاثة، ولكن ليس لأسبوع، لذا -إن كنا حقا ننوي الإعتماد بكثافة على الطاقة الشمسية- فنحن محتاجون للدعم، لذا فقد وقعنا هذا الاتفاق لنحظى بنوع من القدرة الداعمة من أوروبا لأنه كلما كان لديك دعم كلما احتجت لمحطات طاقة، لأنه في حالات الطوارئ يمكنك تلقي الدعم من جيرانك، وهذا سوف يقلل تكلفة الكهرباء، في عموم الشرق الأوسط”.
وفي إجابة على سؤال لموقع الحرة حول الخلاف الإسرائيلي القبرصي بشأن حقل “أفروديتا”، قال الوزير الإسرائيلي إنه ناقش بالفعل مع نظيرته القبرصية هذا الخلاف الممتد منذ فترة ووصلا إلى نتائج إيجابية، حيث سيتم ترك الحرية للشركات العاملة على هذا الحقل للوصول إلى اتفاقات تجارية فيما بينها، وإذا كانت هذه الاتفاقات منطقية ستوافق عليها الحكومتان، وهذا تطور كبير حدث بفضل التفاهمات بين البلدين حول الحقل الذي يقع معظمه ضمن المياه الاقتصادية لقبرص وجزء بسيط منه ضمن حدود إسرائيل.
المستقبل بعد اتفاقات التطبيع مع بعض الدول العربية
وأشار يوفال شتاينيتز، إلى أن الاتفاقات الأخيرة للسلام مع الإمارات والبحرين والسودان والمغرب سيكون لها أثر كبير في دعم مستقبل الطاقة، وأيضا في المجالات الاقتصادية الأخرى.
وقال الوزير “علينا ألا ننسى أن الرئيس المصري، أنور السادات، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، مناحيم بيغين، هم من وقعوا أول معاهدة سلام في الشرق الأوسط، وها نحن الآن نجلس في القاهرة، بالمؤتمر الإقليمي للغاز الطبيعي، وقد تم عقد اتفاقيات سلام مع الأردن ثم الإمارات والبحرين والمغرب والسودان، وهذا هام للغاية للشرق الأوسط، للتعاون الاقتصادي”.
وأوضح الوزير بأنه فيما يتعلق بالإمارات والبحرين، فيوجد “بيننا تعاون ملحوظ، فالإماراتيون يرون أنفسهم الأكثر تواصلا مع التكنولوجيا والابتكار في العالم العربي، ونحن الآن نفكر بأن الإمارات مهتمة للغاية بالابتكار والاستثمار به، يريدون التعاون مع هذه الشركات في كل مجالات التعاون، والمزيد لا يزال قادما، الآن هناك تعاون كبير مع مصر والأردن فيما يتعلق بالغاز الطبيعي”.
وكشف الوزير الإسرائيلي عن التعاون مع السلطة الوطنية الفلسطينية، “قامت شركة الكهرباء الإسرائيلية ببناء أربع محطات للطاقة تتبع السلطة الفلسطينية، منذ بضعة أشهر، وهذا أدى لتحسن شديد في وضع الكهرباء بالعديد من المدن الفلسطينية بالضفة الغربية، والآن يتم التخطيط لبناء أول محطة طاقة بجنين بالضفة الغربية، ويتم إنشاء خط الأنابيب الذي سيغذي تلك المحطة ونحن نعاونهم في التخطيط والبناء”.
الحرة