إحراج الرئيس المكلَّف لإخراجه.. رؤساء الحكومة السابقون: نستغرب تجاوز فخامة الرئيس لأحكام الدستور
عقد الرؤساء السابقون للحكومة: الرئيس المكلَّف سعد الحريري، نجيب ميقاتي، فؤاد السنيورة وتمام سلام، إجتماعًا خصّص للبحث في الأوضاع الراهنة في لبنان، بعد التطوّرات الأخيرة على مختلف المستويات.
بيان
وفي نهاية الأجتماع أصدروا البيان التالي:
أولا: أبدى رؤساء الحكومة السابقون، وبمن فيهم الرئيس المكلَّف تشكيل الحكومة العتيدة، أسفهم وإستغرابهم من التصرّفات والمواقف التي تخالف الدستور، وتخرج عن الإطار المألوف واللياقات والأعراف والأصول المتبعة في التخاطب بين الرؤساء وفي تشكيل الحكومات في لبنان. ومن ذلك، تجاوُز فخامة الرئيس لأحكام الدستور، وكأنّ المقصود إحراج الرئيس المكلَّف لإخراجه.
ثانيًا: الدستور له نصوص عندما يتمّ الإلتزام بها لا يضلّ من بعدها المسؤولون. وعليه، فإنّ الرؤساء السابقين إذ يعبّرون عن إحترامهم للدستور وإحترامهم للوطن يؤكّدون على تمسّكهم بالدستور نصًا وروحًا وبوثيقة الوفاق الوطني في الطائف. وبالتالي، فإنّ كلّ محاولة للذهاب بالمسألة إلى صعيد مذهبي وطائفي وإعادة إنتاج الصراع الطائفي هي مردودة سلفًا ولن ينجرّوا إليها، ولن يجدوا من يستجيب لها بدليل إلتفاف طوائف متعدّدة حول مبادرة البطريرك الراعي.
ثالثا: ينوّه الرؤساء السابقون بالموقف الوطني المسؤول والرصين للرئيس سعد الحريري الذي كظم غيظه، وتحلّى بالصبر، وتصرّف بترفّع ومسؤولية عالية، وإعتصم بما نصّ عليه الدستور، وأكّد الإلتزام والإحترام الكامل للنصوص والأصول الدستورية والمؤسّساتية، وحرصه في هذه المرحلة الحرجة والدقيقة على القيام بالخطوات الإنقاذية على مختلف المستويات.
وعلى هذا الأساس، فإنّ تمسّك الرئيس الحريري بمشروع الصيغة الحكومية التي تَقدَّم بها ليس من باب التعنّت أو المغالبة، وإنما من باب الإستجابة لما يريده اللبنانيون وأشقاء وأصدقاء لبنان في العالم.
رابعًا: يدعو الرؤساء السابقون الرئيس المكلَّف، سعد الحريري، إلى الثبات على موقفه الوطني والدستوري الحازم والمنطلق مما يجهد اللبنانيون لتحقيقه، ولا سيّما في ضرورة إستعادة الدولة اللبنانية، القادرة والعادلة، لسلطتها الكاملة ولقرارها الحر، وفي التأكيد على التمسّك بمقتضيات السلم الأهلي والنظام الديمقراطي البرلماني وبقيَم العيش المشترك والحفاظ على الحريات العامة.
كما يؤكّدون موقفهم الثابت بضرورة المسارعة والتوجّه فورًا نحو إتخاذ الخطوات الإنقاذية لمعالجة الإختلال الحاصل على الصعيدَين الداخلي والخارجي من أجل أن تتشكّل حكومة إنقاذية ذات مهمّة محدّدة مؤلّفة من ذوي أصحاب الكفاءات المستقلّين غير الحزبيّين، تستطيع أن تعمل كفريق متضامن بعيدًا عن الإنخراط في سياسات المحاور والصراعات الضارّة، وبالتالي، تحظى بثقة اللبنانيين وثقة المجتمعَين العربي والدولي، وتستطيع أن تُوقف الإنهيار، وذلك قبل فوات الأوان وبعيدًا عن محاولات التهديد والترهيب والوصايات الحزبية أو الطائفية أو الدعوة للعبث بالدستور.
حوار
سئل الرئيس السنيورة: أين هي الكرة الآن، وهل تنتظرون مبادرة ما من أجل الحثّ على تشكيل الحكومة التي تطالبون بها؟
أجاب: “المسألة، بداية، بيد فخامة الرئيس الآن، والكرة عنده، وأعتقد أنّ هذا الأمر متروك له”.
سئل: كيف تنظرون إلى الحركة الديبلوماسية القائمة حاليًّا؟
أجاب: “أعتقد وكأنّ هناك في العالم إهتمامًا للآخرين بمصالح لبنان أكبر من إهتمام المسؤولين اللبنانيين لإخراج لبنان من هذه المآزق التي يتخبّط بها”.
سئل: هل خيار الإستقالة من المجلس النيابي مطروح حاليًّا؟
أجاب: “أعتقد أن هذا الموضوع غير مطروح”.
سئل: كيف قرأتم زيارة السفيرَين السعودي والفرنسي قصر بعبدا بدعوة من الرئيس عون في هذا التوقيت بالذات؟
أجاب: “هذه الزيارات تأتي في إطار حثّ المسؤولين اللبنانيين ليتبصّروا بالأمر ويبادروا فعليَّا لإنقاذ اللبنانيين بما أصبحوا فيه وأصبحوا عليه”.