«غطّ هوكشتاين .. وطار »… والأمور عالقة
زيارة خاطفة للوسيط الاميركي آموس هوكشتاين، بعد غياب. وبمثل الضبابية التي غلّفت اجواء ملف ترسيم الحدود قبل مجيئه الى بيروت، جاءت المعلومات حول مضمون لقاءاته مع الرؤساء اللبنانيين. فالمعلومات تضاربت، وما تم تسريبه اولا ما لبث ان تم نفيه لاحقا. تارة عن ربط الاتفاق بالانتخابات الاسرائيلية واخرى عن مطالبة اسرائيلية بنقاط جديدة. وحده تفاؤل هوكشتاين بقرب الوصول الى اتفاق شكل ثابتة في مجمل زيارته.
الوسيط متفائل؟: بعد طول انتظار، عاد الوسيط هوكشتاين الى بيروت اخيرا وجال على المسؤولين، من دون ان يحمل في جعبته اي جديد وفق ما رشح من لقاءاته. وبعد اجتماعه مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون حيث عرض لنتائج الاتصالات التي اجراها مع الجانب الاسرائيلي وبعض النقاط المتعلقة بالمفاوضات، واستمع الى وجهة نظر لبنان حيال بعض النقاط التي يجري البحث في شأنها، قال: “كان اجتماعاً ممتازاً وأعتقد أننا احرزنا تقدماً جيداً في هذا المجال، … وأنا ممتن للرئيس عون على استقباله لي وعلى المناقشات التي اجريناها خلال الاجتماع ومتفائل في الوصول الى اتفاق”.
عين التينة: بعد بعبدا، توجه الى عين التينة حيث استقبله رئيس مجلس النواب نبيه بري. وافادت المعلومات ان بري أكد “تمسك لبنان باتفاق الإطار وعزمه على الاستثمار لثرواته في كامل المنطقة الاقتصادية الخاصة به وحقه وسيادته”، مشدداً على “ضرورة العودة الى الناقورة للتفاوض غير المباشر برعاية الأمم المتحدة وبوساطة أميركية”.
في السراي: وفي السراي، استقبله رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي. وشارك في الاجتماع نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، المدير العام لرئاسة الجمهورية انطوان شقير، الوفد المرافق لهوكشتاين والمستشار الديبلوماسي للرئيس ميقاتي السفير بطرس عساكر. وفي خلال الاجتماع تمت مناقشة الافكار التي يحملها الموفد الاميركي على ان يصار الى التشاور بشأنها وابلاغ هوكشتاين الجواب عليها في وقت قريب.
المغادرة: بعد ذلك، انتقل هوكشتاين الى مطار رفيق الحريري الدولي منهيا زيارته لبنان. وقبل المغادرة قال في مؤتمر صحافي: “نتقدم في المفاوضات من أجل إبرام اتفاق يكون لصالح الاقتصاد اللبناني ، وسنبذل قصارى جهدنا للوصول إلى اتفاق يرضي الجميع”.
الفيول الايراني: وسط هذه الاجواء، لا جديد لا حكوميا ولا رئاسيا. وقد تفرّغ ميقاتي للبحث في الاوضاع المعيشية في السراي حيث استقبل وفدا “كهربائيا”. واجتمع مع وزير الطاقة والمياه وليد فياض قبل الظهر، بمشاركة المدير العام لمؤسسة كهرباء لبنان كمال حايك، والمديرة العامة للنفط أورور فغالي . وقال فيّاض بعد الاجتماع: عرضنا ضرورة تغذية شبكة كهرباء لبنان كي نحافظ على استمرارية المرفق العام (…) اما بالنسبة الى الهبة الإيرانية فقد اعاد الرئيس ميقاتي التأكيد انها ليست مشروطة، وأطلعناه على أسماء وفد اللجنة الفنية الذي سيقوم بزيارة ايران للاطلاع على مواصفات الفيول الذي نحتاجه والكميات التي ستكون متاحة لنا. كما أطلعناه على ما نقوم به لجهة البحث عن مصادر أخرى للفيول، وفي هذا الاطار أجريت اتصالاً بوزير النفط الكويتي، خصوصاً ان الكويت تقف دائماً الى جانب لبنان، وهي مع جميع اللبنانيين من دون تمييز، وسنتابع هذا الموضوع. كما اننا على اتصال مع دولة الجزائر الشقيقة لإعادة إمكانية إحياء استجرار الفيول من هناك (…)”.
تعليق الاضراب: حياتيا ايضا، أعلنت نقابة موظفي هيئة أوجيرو تعليق الإضراب لمدة اسبوع إفساحاً في المجال أمام إتمام المفاوضات. وأوضح رئيس نقابة موظفي أوجيرو أن اجواء الاجتماع مع وزير الاتصالات كانت ايجابية وهو سيرفع مطالب النقابة الى مجلس الوزراء وقال: كبادرة حسن نية سنعلق الاضراب لمدة اسبوع وسنستمر في المفاوضات.
الاهالي وخوري: على خط تحقيقات المرفأ، اقتحم أهالي ضحايا انفجار 4 آب مبنى وزارة العدل، احتجاجا على طلبه من مجلس القضاء الاعلى تعيين قاض رديف في ملف المرفأ، لكنهم لم يتمكنوا من الوصول الى الطبقة الخامسة حيث مكتب وزير العدل والمدير العام للوزارة، إذ تمكنت العناصر الأمنية المولجة حماية مدخل الوزارة من إعادتهم من الطبقة الأولى وإخراجهم من المبنى، علماً أن الوزير هنري الخوري غير موجود في مكتبه. بعدها، توجهوا الى قصر العدل حيث نفذوا اعتصاما.
الضرورات لا تبيح المحظورات: من جانبه، شدد نادي قضاة لبنان، على أن ليس هكذا تصان الحقوق وتتحقق العدالة، وليس هكذا يتم إعادة الثقة بالقضاء ليقوم بفرض هيبته، وليس هكذا يتصرف من يفاوض ويناقش للاستحصال على قانون يكرس استقلالية السلطة القضائية. واشار الى ان “الضرورات، أياً كانت أشكالها وأنواعها، لا تبيح المحظورات! (… )”.
قوات احتلال: في المقلب السياسي، وبعد توسيع صلاحيات قوات اليونيفيل في جنوب لبنان، سأل الوكيل الشرعي العام للسيد علي الخامنئي في لبنان الشيخ محمد يزبك في خطبة ألقاها في مقام السيدة خولة في بعلبك: “أين المسؤولون عن قرار مجلس الامن بإعطاء القوات الدولية في الجنوب “اليونيفيل” حرية الحركة، وقال: “هذا تطور خطير يحول “القوات” الى قوات احتلال، ودورها حماية العدو الاسرائيلي بتعقب الناس والمقاومة. ولم يسمع صوت ولا موقف لمئات الخروق الاسرائيلية من قبل القوات الدولية فكيف حالها بعد إطلاق اليد؟
الحزب والمملكة: الى ذلك، وفي موقف لافت لوزير الزراعة عباس الحاج حسن المحسوب على حركة امل وحزب الله، اطلقه من غرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس والشمال، قال “ان العلاقات مع المملكة العربية السعودية خط احمر ولا يمكننا ان نقبل بأن تبقى الأمور على ما هي الان ولا بد من عودتها الى ما كانت عليه، وأؤكد ان المنتجات اللبنانية ستعود الى المدن السعودية الرياض وجدة والطائف بإذن الله، فالعلاقات مع المملكة تاريخ طويل والأيادي البيضاء للمملكة التي تستمر حتى الآن لن تنسفها أزمة ديبلوماسية من هنا أو أزمة سياسية من هناك”.