شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – التأليف يبتعد
كلام الرئيس نجيب ميقاتي في قصر بعبدا، قبل سفره إلى لندن ونيويورك، لتمثيل الرئيس ميشال عون في جنازة الملكة اليزابيت الثانية ولترؤس وفد لبنان إلى الدورة العادية السنوية لهيئة الأمم المتحدة، هذا الكلام ترك انطباعاً بأن ثمة توافقاً (مبدئياً على الأقل) على أن تأليف الحكومة بات قريباً، لاسيما وأن الرئيس المكلف وعد بتمضية الليل في القصر الرئاسي إلى أن يتفق ورئيس الجمهورية على إنجاز التشكيل… إلا أن المعلومات التي سُرِّبت، في الأيام الثلاثة الأخيرة، تكشّفت عن أن العقبات لم تُذلّل بعد، بل ربما أُضيف إليها المزيد:
أولاً – يبدو أن الرئيس عون لا يزال مصرّاً على الوزراء السياسيين الستة، يضافون إلى الأربعة والعشرين وزيراً الذين يحملون (عن حق أو تجاوزاً) صفة التكنوقراط. على أن يكونوا موزَّعين كالآتي: وزير للتيار الوطني الحر، وثانٍ للقوات اللبنانية، وثالث للوزير سليمان فرنجية ورابع للرئيس سعد الحريري، وخامس للثنائي الشيعي، وسادس للوزير وليد جنبلاط… وهي الصيغة التي قال عون إن ميقاتي طلع بها وتراجع عنها بعدما عارضها الرئيس نبيه بري. وهذه عقدة كبرى أمام الحل الحكومي.
ثانياً – عون وحزب الله يريدان استبدال وزير الخارجية عبدالله بو حبيب الذي يتهمانه بأنه «طبخ» التعديلات على قرار مجلس الأمن الدولي حول مهمة قوات حفظ السلام في الجنوب بـ «قبّة باط» من ميقاتي خلافاً لتعليمات مجلس الوزراء في قراراته السابقة. علماً أن الحزب يُعارض هذا التعديل بقوة. إلى ذلك عون يتهم الوزير بوحبيب بأنه خرج من تحت عباءته والتحق بميقاتي الذي لا يبدو موافقاً على إخراج الوزير من الحكومة التي يعملون على ترميمها.
ثالثاً – لم يعد الجنرال عون في وارد التخلي عن وزير المهجّرين عصام شرف الدين، بعدما تمسك به حزب الله والأمير طلال ارسلان بقوّة. إلا أن ميقاتي لم يعد قادراً على قبول شرف الدين على مقاعد مجلس الوزراء، وهو الذي وجّه إلى رئيس الحكومة اتهامات لاذعة!
هذه النقط الثلاث غيضٌ من فيضِ العراقيل التي تعترض التوصل إلى تخريج التشكيلة الحكومية في السرعة التي كانت متوخاة، وغيرها كثير مثل تمثيل محافظة عكار بوزير سني والخلاف على اسم هذا الوزير ومن حصة من يكون (…).