مجلس وزراء الاثنين برغم مقاطعة «التيار » والملف الرئاسي يتنقّل بين العواصم
فيما الهموم المالية والإقتصادية والإجتماعية تفرض نفسها على وقائع اليوميات اللبنانية في ظل جنوح متواصل نحو مزيد من الإنهيارات مع استمرار ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة في السوق السوداء، يتنقل لبنان وملفه الرئاسي بين العواصم الاوروبية والاميركية. من واشنطن التي شهدت قمة فرنسية- اميركية حضر ملف لبنان على هامشها بين الرئيسين ايمانويل ماكرون وجو بايدن، وان ليس بمستوى يتطلع اليه مريدو الانقاذ، الى الفاتيكان مع مواقف تأنيبية بارزة اطلقها البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في حق معطلي نصاب جلسات انتخاب رئيس.
فغداة الإخفاق النيابي الجديد في انتخاب رئيس للجمهورية، اتجهت الانظار الى دور فرنسي يمكن ان تلعبه باريس في المرحلة المقبلة لكسر المراوحة السلبية في ضوء محادثات الرئيسين الأميركي والفرنسي. وقد أكد بايدن ان “فرنسا واحدة من أقوى شركائنا وأكثر حلفائنا قوة، ولدينا أجندات مشتركة مع فرنسا، لكن هناك بعض الاختلافات البسيطة معها”. وثمّن بايدن، خلال مؤتمر صحافي “الجهد الفرنسي في إتمام الاتفاق البحري بين إسرائيل ولبنان”، مشيرًا الى أننا “نعمل مع فرنسا من أجل دعم الإزدهار في الشرق الأوسط”. واوضح بيان عن البيت الأبيض أنّ بايدن وماكرون أكدا “التصميم على مواصلة الجهود المشتركة لحضّ قادة لبنان على انتخاب رئيس للجمهورية والمضيّ قدماً في الإصلاحات الجذرية”.
انتقاد كنسي
في الداخل، انتقاد كنسي لاداء الطبقة الحاكمة. فقد وجّه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي رسالة الى معطلي جلسات انتخاب رئيس الجمهورية، وسأل “ماذا يعني انكم تأتون الى المجلس النيابي ويتأمن النصاب ثم بعد الدورة الانتخابية الاولى تغادرون القاعة ويُفقد النصاب، فلو لم يتأمن هذا النصاب في الدورة الاولى “محلولة” ولكن ما معنى أن تؤمنّوا النصاب في الجلسة الاولى وتغادرون في الجلسة الثانية؟” أضاف الراعي في حديث اذاعي “لماذا تفعلون هكذا فقط برئيس الجمهورية المسيحي الماروني فيما رئيس مجلس النواب يُنتخب بجلسة واحدة ورئيس الحكومة يُكلف فور انتهاء الاستشارات النيابية. كأنكم تقولون إنكم تستطيعون الاستغناء عن رئيس الجمهورية”.
القوات وبري
ليس بعيدا، حمّلت القوات اللبنانية رئيس مجلس النواب نبيه بري جزءا من مسؤولية الفشل في انتخاب رئيس للجمهورية. فقد توجّه رئيس حزب القوّات اللبنانيّة سمير جعجع برسالة إلى الرئيس بري، قال فيها، “لطالما كنا على خلاف سياسي وهذا أمر طبيعي في النظام الديموقراطي، إلا أننا لم نفقد في أي يوم من الأيام المودّة بيننا، وانطلاقاً من هذه المودّة أريد التوجه للرئيس بري اليوم لأقول له إن المؤسسة الدستوريّة الوحيدة التي لا تزال فاعلة في الوقت الراهن هي مجلس النواب وهو رئيس هذه المؤسسة والمؤتمن على حسن سير عملها. صحيح أن هذا الأمر مرتبط أيضاً بالكتل النيابيّة إلا أنه منوط بشكل أساسي بضابط إيقاع المجلس الذي هو الرئيس بري”.
الڤاتيكان قلق
من جانبه، التقى وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب الموجود في ايطاليا، أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين الذي أبدى قلقه الشديد لعدم توصل البرلمان اللبناني الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية بعد عدة جلسات عقدت لهذه الغاية، وحث المسؤولين اللبنانيين على التوافق بالسرعة المرجوة على إختيار الرئيس العتيد. كما عبّر أيضا عن تفهمه لهواجس لبنان في مسألة النازحين السوريين لا سيما في ظل الازمة الاقتصادية المتفاقمة .
مجلس الوزراء
دعا رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في بيان، إلى جلسة لمجلس الوزراء الساعة الـ11 من قبل ظهر نهار الإثنين المقبل، في السراي الحكومي. ويتضمن جدول الاعمال 65 بندا، اولهم توزيع الاعتمادات المخصصة للمعالجة في المستشفيات الخاصة والعامة على نفقة وزارة الصحة.
وافادت مصادر حكومية بأن “وزراء التيار الوطني الحر أبلغوا مقاطعتهم الجلسة”.
في المقابل غرد النائب السابق أمل ابو زيد عبر حسابه على “تويتر” كاتبا محاولات التذاكي ومنح حكومة تصريف الاعمال صلاحيات لا تملكها يسبّب اشكاليات دستورية وسياسية في غير اوانها وننصح ميقاتي بالاقلاع عن أي استفزاز أو ابتزاز”.
الدولار الجمركي
معيشيا واقتصاديا، قال وزير الاقتصاد أمين سلام في مؤتمر صحافي: سعينا الى ألا نزيد الأعباء على أكل وشرب الناس خصوصا بظل تفلت سعر صرف الدولار وهبوط القدرة الشرائية، وبالتالي 70% من المواد الغذائية لن تتأثر بالدولار الجمركي على سعر الـ15000 ليرة. وتوجه للمستوردين والقطاع الخاص وأصحاب السوبرماركات قائلا: التزموا كاملاً بتفاصيل الدولار الجمركي والبيع كل الكميات المخزّنة على دولار الجمركي 1500 ليرة.
الضرائب
الى ذلك، اعلن رئيس الإتحاد العمالي العام بشارة الأسمر “اننا نطرح 20 مليون ليرة كحدّ أدنى للأجور ونرفض رفضاً قاطعاً مرسوم زيادة الضرائب وسنطعن بالقرار أمام مجلس شورى الدولة”.
رد على القرم
وسط هذه الاجواء، وفي وقت واصل الدولار ارتفاعه مضعفا قدرة اللبنانيين الشرائية، ردّت نقابة موظفي ومستخدمي الشركات المشغلة لقطاع الخلوي، الذين أضربوا عن العمل امس، على ما ورد في بيان وزير الاتصالات في حكومة تصريف الأعمال جوني القرم، مؤكّدة رفضها “تحميل الموظف والمواطنين تبعات قرارات اتخذت من قبل المسؤولين تمس المواطنين شخصيا واقتصاديا”. وشددت في بيان على انها “لم تطلب في اجتماعها مع القرم أيّ زيادة جديدة على الرواتب بالعملة الأجنبية، انما جلّ ما طلبته هو تطبيق عقد العمل الجماعي ببنوده كافة والمستحقة من سنة ٢٠١٨”.