شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – وعود وعهود والتزامات
بات الكلام عن الاستحقاق الرئاسي مرتبطاً، عموماً، بالدور الخارجي. وحتى الذين يزعمون أن انتخاب الرئيس هو مجرّد قرار داخلي يعرفون أن كلامهم ليس أكثر من تمويه أو مجرّد مزاعم فارغة، يتلطى أصحابها وراء هذه الأكذوبة لأهداف مكشوفة.
طبعاً، نحن مثل الأكثرية الساحقة من اللبنانيين كنا وما زلنا نتمنى، ضمناً وعلانية أن يكون هذا الزعم صحيحاً… فليس سهلاً علينا ولا طيّباً على قلوبنا أن تكون صندوقة الاقتراع الرئاسي تجول على عواصم العالم (تحديداً واشنطن وباريس والرياض والدوحة وطهران) قبل أن تستقر في جلسة الاقتراع الأخيرة الحاسمة في مبنى ساحة النجمة، ليدلف السادة النواب إليها وفي أيديهم أوراق تترجم ما يكون قد اتفق عليه الخارج فيرموا بها فيها، لينبثق من تلك الصندوقة اسم صاحب الحظ السعيد الذي سيحل، على قصر بعبدا، ضيفاً لا حول له ولا طول، مقيَّداً ليس فقط بدستور تحمل مواده ذات الصلة بالرئاسة تناقضات لا عدّ لها ولا حصر، بل على الخصوص سيكون مقيَّداً بوعود وعهود، يقول بعضهم إن قِسماً منها غيرَ قليل، سيكون خطياً أمام الخارج وأيضاً أمام بعض قوى الداخل.
على صعيد شخصي نأمل أن يكون هذا كلّه بعيداً عن الواقع، فعمرها لا تكون رئاسة وعمره لا يُنتَخب رئيس إذا كانت الأمور ستبلغ هكذا حدّاً من الارتهان…
في أي حال، إن ركوب البعض رأسه، واستزلام البعض الآخر إلى الارتهان، واستعداد البعض الثالث إلى تنازلات ليست شخصية وحسب إنما هي تطاول السيادة الوطنية كذلك (…) ليس قاعدة ولا يجب أن يكون، وليس هو ما ينطبق على المرشحين جميعاً لحسن الحظ والتقادير. وكان في ودنا، ولا يزال، أن نناشد النواب ألّا يقعوا في مثل هذا المحظور، وأن نطالب هؤلاء بأن يقفوا في صفوف الناس العاديين (الغلابى) وأن يتجرّأوا ويقولوا «لا» بالفم المليان، أقله بما تبقّى من عزة نفس وكرامة وطنية وعنفوان.
ونحن، بدورنا، لا نوافق الذين يقولون بأن ملء الشغور الرئاسي «بأي كان» هو المطلوب، لأنه، في اقتناعنا، مقتلة للبنان.