المكاري من جامعة الجنان في طرابلس: مؤمنون ان سليمان فرنجيه يمكن ان يحدث فرقًا
شارك وزير الإعلام زياد المكاري بلقاء حواري في جامعة الجنان في طرابلس بحضور النائب جميل عبود ورئيس الجامعة الدكتور سالم يكن واستاذة الجامعة وطلابها.
بداية النشيد الوطني ونشيد الجامعة ثم رحب الحبيب عبد الغني بالحضور والوزير المكاري مثنيا على مسيرته المهنية والسياسية.
وأكد على توارث قيم الجنان التي تؤكد على روابط طرابلس بمحيطها .
يكن
والقى الدكتور يكن كلمة سأل من خلالها أين نحن وأين واقعنا وأين وطننا من أمنياتنا وتمنياتنا ومرتجانا ؟ مشيرا الى اننا صباح كل يوم نشهد انهياراً جديدا ؛ وكل مساء نشهد تفلتاً أمنياً مخيفاً ؛ فبالأمس شهدنا تصدع مؤسسة، الكل يجمع أنها ضمانة بقاء الأوطان ؛ فالقضاء اللبناني يمرّ بأزمة حقيقية تؤشر أن لبنان بات يصارع عند خطوط بقائه ككيان ؛ أما كل يوم فنشهد انهيارا للعملة الوطنية لا لأسباب اقتصادية ومالية ؛ كما يُجمع الجمع ؛ بل لأسباب سياسية؛ وأما السياسة في بلدنا فلا زالت تتلهى باسم الرئيس العتيد؛ وبضخ المزيد من أسباب الشحن المذهبي والطائفي الذي استفحلت عدواه مؤخرا في مؤسسة القضاء .
وقال: إن ما نحتاج اليه هو أن نتصارح حول لبّ المشكلة ؛ ونقول أن هذا الدستور كشف سوءاته ولا بد من معالجتها ؛ وعلينا أن نسأل أنفسنا : هل تنفع الصيغة الطائفية ومنطق المحاصصة الذي يحكمها ؛ في أن نستفيد من ثرواتنا النفطية لنبني اقتصادا ومؤسسات ؛ أم ستصرفها كما صرفت سواها في مزاريب الهدر والفساد ؟
المكاري
ثم ألقى الوزير المكاري كلمة شدد فيها على أهمية تناقل العلاقة وثقافة التواصل بين مناطقنا، فنحن عشنا الحرب الكاذبة التي ما ان انتهت حتى صار السؤال الكبير يقول كيف يمكن ان يكون هناك حربا ونحن نتحاور ونتواصل معا .
أما اليوم فنحن نمر في مرحلة صعبة جدا وثمة مشاكل متشعبة إقتصادية وسياسة واجتماعية وامنية ، ونحن نقول انه على الرغم من كل شيء فالشمال، هو شمال ثقافة التلاقي والتنوع الموروث والتي أصبحت بمثابة واجب علينا الحفاظ عليها ، لنحيد بلدنا .
ايها الاحبة
نحن لم نعتبر يوما أن هناك مناطق في الشمال ، ولم نرى ان هناك ما يمكن ان يفصل بيننا ، وهذا ينطبق علينا كلنا يعني كلنا . واقول أيضا ان الفقر ليس له منطقة وليس له طائفة وليس له حزب وليس له دين فالفقر كافر ويصيب الجميع ومن هنا اقول ان الواجب تجاه مناطقنا وأهلنا اهم من الواجب تجاه زعمائنا واحزابنا، او تجاه قادتنا السياسيين، قد نحب ونوالي في السياسة ولكنني اتمنى ان لا يكون ذلك الأولوية بالنسبة لنا ، فالاولوية هي كيف نعيش معا خاصة في هذه الظروف لأننا جميعا في مركب واحد ، وإذا غرق سيغرق الجميع حكما.
تابع الوزير المكاري: انا وانطلاقا من مشاهداتي في الدولة وفي الادارة والسياسة والعمل الحكومي، أرى انه لا يمكن لشيء ان ينقذ لبنان الا وحدة أبنائه، فهنالك الكثير من الأمور التي يمكن ان نتفق عليها ويجب أن نتفق عليها، ولتبقى القصص الخلافية خلافية، ولتبقى أيضا القضايا السياسية قضايا سياسية، ولكن يبقى واجبنا تجاه أهلنا واولادنا وجيراننا ان نحافظ على هذه الأرض.
انها الإيجابية التي نحتاجها وانا اخترت ان اعطي دائما الصورة الإيجابية منذ توليت مهمتي وزيرا، واعتبرت ان اهم دور لوزارة الاعلام يمكن أن تقوم به ولو قلصت صلاحياتها، ان تظهر الصورة الإيجابية للبنان.
وإذا كان عندنا الكثير من المشاكل والمآسي الا انه تبقى عندنا الصورة الحلوة عن لبنان ويمكن ان تتظهر في اي مكان ، وإذا تجلت اليوم في جامعة وصرح كبير يسرني كيف يجمع المناطق والطوائف فان ذلك يعطيني الحافز للمضي قدما.
واستذكر مؤسسي هذا الصرح الدكتور فتحي يكن والدكتورة منى، والدكتور يكن ربطتني به علاقة وآمنت بكثير من أفكاره، وانا فخور جدا لوجودي في جامعة شكل ركنا من اركانها واساساتها . واقول هنا انه عندما يكون هناك رجل سياسي منفتح ولو كان رجل دين وعلامة بهويته الإسلامية او المسيحية، فهو يقدر على تطوير الفكر الى صرح تربوي بهذا الشكل.
وانا فخور بوجود طلاب من زغرتا هنا لأن التنوع اصل ونحن نعيش ذلك بكل تفاصيله وطرابلس تبقى مدينتنا ومحضن تنوعنا المختلف المتعدد ثقافة وتدينا. والاكيد ان التنوع في لبنان غنى يجب أن نحافظ عليه .
وفي شمالنا نحتاج لنعطي لطرابلس المزيد وانا تعهدت لدى زيارتي لسماحة مفتي طرابلس ان نسخر وزارة الاعلام لنسلط الضوء على جماليات المدينة في مواجهة ما ينقل عنها من صور لا تمت الى حقيقتها وانا ماض في ذلك .
وادعو جامعة الجنان الى الالتقاء معنا في وزارة الاعلام في ورشة لإعداد مسار من عمل اعلامي توثيقي طرابلسي على أن نوقع بروتوكولا معا في هذا الإطار. ليكون أيضا ضمن فعاليات بيروت عاصمة الاعلام العربي. ونحن نريد الجنان شريكا في تسليط الضوء على الصحافة الشمالية . وهناك مصلحة لمشاركة الجميع في فعاليات بيروت عاصمة للإعلام العربي تحت عنوان هنا بيروت كتحد نريد ان تربحه العاصمة .
وقد اكدت لدى اجتماعي مع الرئيس المصري ووزراء الاعلام العرب والسفراء العرب على أن تكون بيروت مكرسة بدورها ووجودها وأن تبقى ولبنان منفتحة على العالم العربي وأن تكون جزء من هذا العالم العربي .
اردف المكاري: اننا في وزارة الاعلام نعيش توقيتا دقيقا وعدد الأحبة في الجهاز البشري قليل ويعملون ببدل ضئيل جدا ويقدمون العمل بمهنية ، وفي الوقت نفسه لا دم جديد ولا قدرة على توظيف دم جديد ، لذلك نتطلع الى فتح ابوابنا في المؤسسات لندرب طلاب الجامعات وإعطاء الدور الذي نريد ان نبني عليه وهذا يقدم فرصة لهم للعمل في الداخل او حتى في الخارج. ونتطلع لكي يتوجه طلاب للجنان في الداخل والخارج.
اما رسالتي اليوم التي اردت لن اوجهها فلنحافظ على بلدنا وأن نظهر صورة بيروت وايضا طرابلس الإيجابية . قلبي كبير بكم ونتطلع الى تعاون دائم معكم.
حوار
وردا على اسئلة الطلاب شدد الوزير المكاري على دور قانون الاعلام الحديث العصري في توفير الحضانة والحصانة المهنية كما يمكن للنقابات ان توفر ذلك ولو تعددت.
وحول حياد لبنان قال انه منذ اتفاق القاهرة تعذر على لبنان ان يكون محايدا وأن مشكلة لبنان بدأت من هنا لأن اتفاق القاهرة فتح الأبواب في لبنان على الصراعات العربية ، وأكد أننا اذا لم نصل إلى الحياد والا فان غير ذلك متعب للبنان والسلام يكمن في هذا الحياد.
وردا على سؤال أشار الى أن وزارات الاعلام في العالم لم تعد موجودة كي لا يكون الاعلام الرسمي موجها وفي لبنان يجب ان تبقى ، وان تستعيد شيئا من صلاحياتها، وان يضاف إليها المزيد من الصلاحيات.
أما مستقبل الاعلام الرسمي في ظل أزمة خانقة امر صعب ، وقريبا سنعرض واقع تلفزيون لبنان الذي لا يمكن أن ينجح اذا لم يواكب الاعلام الخاص .
ولفت الى معضلة الولاءات السياسية في حين ان العمل جار لتطوير افكار متقدمة في تلفزيون لبنان .
وردا على سؤال عن دور الإعلام شدد على الحريات ومراعاتها على أن تكون مسؤولة وعلى ان نتوصل مع الاعلام المتعدد الى حرية مسؤولة وموضوعية وبمصداقية ومواجهة الاخبار الزائفة بمسار من العمل الجدي وتوضيح الأمور بشكل ملتزم .
أما الخطر فناتج عن التواصل والحلول ربما تكون في وزارة التربية بتوجيه الناشئة نحو الحقيقة.
وردا على سؤال عن نتائج احتمال وصول رئيس تيار المرده سليمان فرنجيه الى رئاسة الجمهورية قال: نحن مؤمنون انه يمكن له ان يحدث فرقا وانه يمكن ان يكون عمله انطلاقا من الشمال ملهما .
ولفت المكاري الى أربعة مشاكل مؤثرة منها ترسيم الحدود البحرية والتهريب برا نحو سوريا وملف النازحين ومدى خطورته إضافة الى مسألة مزارع شبعا المرتبطة بسلاح حزب الله . وهنا يمكن التأكيد ان ما يمكن ان يقوم به سليمان فرنجيه في هذا المجال لا يمكن لغيره ان يقوم به . كما هي حال مسألة العلاقات العربية وحيث يتمسك الوزير فرنجيه مع الأخوة العرب والمسألة ليست شعرا بل واقعا .
تكريم
ثم أقيم تكريم للطلاب الأوائل في كلية الاعلام ومعهد العلوم السياسية، وقدمت جامعة الجنان درعا تكريميا للوزير المكاري.
وكانت جولة للوزير في مبنى الجامعة وأقسامها التقى خلالها عمداء الكليات.