خبراء الموضة في المسلسلات .. نعم للمصداقية لا لعرض الأزياء

خبراء الموضة في المسلسلات .. نعم للمصداقية لا لعرض الأزياء

الإعتماد على خبراء الموضة لإختيار أزياء الممثّلين في المسلسلات، أصبح عاملاً أساسياً لتحقيق النجاح ودعم مصداقية العمل. طرحنا هذا السؤال: هل تناسق أزياء الممثّلين مع الكاراكتير يؤثّر على نجاح الدور؟ أو أنّ الأزياء هي أمور ثانوية، ولا تؤثّر سلباً أو إيجاباً على الموهبة والخبرة والحضور؟ وتوافقت الآراء على القول إنّ المسلسلات ليست عروض أزياء، وإنما يجب أن تكون الملابس متناسقة مع الكاراكتير حتى تساعد الممثّل في أن يكون واثقاً بأدائه، ويتكيّف مع كاراكتيره، ومن هذا المنطلق يتوجّب إختيارها بدقّة مع مراعاة الإلتزام بتقديم صورة مطابقة لكل شخصية بعيداً عن العشوائية والإرتجال، حتى تشكّل دافعاً نفسياً للممثّل في أن يحوّلها من كاراكتير على الورق إلى شخصية من لحم ودم.

*نبيلة جاد الله خبيرة موضة: إختيار أزياء الممثّلين في المسلسلات، يختلف كلياً عن إختيار أزياء للمشاهير لحضورهم المناسبات العامة. الكاراكتيرات في المسلسلات تكون مرتبطة بالنصوص، وبحسب عدد أيام التصوير، وعلى هذا الأساس نختار كمية الملابس. الأزياء أكيد تؤثّر على نجاح أو فشل أيّ عمل، فإذا كان المسلسل من النوع الشعبي، لا يجوز إختيار ملابس من ماركات معروفة، لأنّ هذا الأمر ينعكس سلباً على مصداقية الدور. ونحن اليوم في عصر الصورة، والعديد من برامج الـ «فاشون بوليس» تنتقد سلباً أزياء الممثّلين إذا لم تكن مناسبة لأدوارهم.أيضاً أتجنّب إختيار ملابس تكون من نفس ألوان الديكور، وأتعاون في هذا الخصوص مع الممثّل والمخرج والكاتب لأنّنا نتقاسم النجاح. ومثلاً سبق لي أن اخترت ملابس الممثّل قصي الخولي في مسلسلين هما «خمسة ونص» و «عشرين عشرين»، واطلعت على كاراكتيره فيهما، وإشتريت ملابسه الخاصة بـ «عشرين عشرين» من البالة أي الملابس المستعملة لإضفاء مصداقية على شخصيته كبائع خضار وتاجر مخدرات. أيضاً عملت في الجزء الثاني من مسلسل «للموت»، ومسلسل «أقل من عادي»، والأصداء كانت إيجابية جداً. وبرأيي أنّ المسلسلات ليست عروض أزياء، وإنما نشتغل بحسب النص سواء كان كوميدياً أو دراما.

*ميرنا مكرزل ممثّلة وأستاذة مسرح: أقول أكيد مع وضع ٣ أسطر تحت هذه الكلمة. الأزياء تأثيرها كبير على الكاراكتير سواء لناحية نجاحه أو فشله. وإذا كنت أتأنّق أكثر من غيري، فهذا لا يعني أنّني سأحقّق النجاح، وإنما يجب أن تكون الأزياء متناسقة مع الكاراكتير الذي أقدّمه

والـ social standing الخاص بي. مثلاً لا أستطيع تقديم دور شحاذة على الطريق، وأرتدي ملابس نظيفة ومثيرة، وإذا قدّمت دور إمرأة يضربها زوجها، لن أرتدي ملابس مكشوفة حتى أخفي الكدمات بسبب الحياء، أو دور ممثّل يقدّم شخصية ميكانيكي يعمل في كاراج، ويرتدي ملابس مرتّبة. إذاً الأزياء تؤثّر سواء سلباً أو إيجاباً، وتساعد الممثّل حتى يندمج بدوره، ويكون واثقاً بأدائه، إضافة إلى الماكياج وتسريحة الشعر، كلّها أدوات تساهم في تكيّف الممثّل مع كاراكتيره.

*نور فتح الله مصمّمة أزياء: برأيي إنّ تناسق أزياء الممثّلين مع الكاراكتير يؤثّر على نجاح الدور، لأنّ الازياء تعبّر عن الكاراكتير وعن الشخصية التي تلعبها الممثلّة أو الممثلّ. وبالتالي يتوجّب اختيار الأزياء المناسبة التي تعكس الدور، لأنّها أكيد تؤثّر إيجاباً على الموهبة والخبرة والحضور.ولذلك يتوجّب على إختصاصي أزياء الممثّلين الإختيار بدقّة لإظهار الدور والكاراكتير المطلوبين.

*أنجيلا مراد مخرجة سينمائية:  في بناء الشخصية لا يمكننا إخفاء أّي تفصيل، والمظهر هو جزء من الشخصية المعنية، حتى نتمكّن من تحويلها من شخصية على الورق إلى كائن حي. أزياء الممثّلين جزء منها وتقول الكثير حول الشخصية التي سيحلّلها المتفرّج من خلال النظر إليها. وبقدر ما تكون الشخصية واقعية بتفاصيلها الصغيرة والكبيرة، سواء من خلال الملابس الظاهرة، أو الحوار المعتمد، بالإضافة إلى أداء الممثّل الذي يضمن النجاح.

*ميشال زريق صحافي وأكاديمي:  لا يمكن أن نغفل عاملاً مهماً في ظهور الممثّلين في المسلسلات والأعمال الدرامية ألا وهو الستايل أو الملابس أو ما يُعرف بالهوية البصرية الخاصة بكل شخصية. فالملابس في عالم الدراما هي إحدى عوامل اللغة الدرامية التي لها الكثير من الدلالات، ويتم من خلالها التحكّم بالصورة النهائية للأعمال. تساعد الأزياء الممثّلين بشكل كبير ولافت على تقمّص الشخصيات ولبس عباءتها، ليس فقط من ناحية التصرفات، إنما من ناحية الطباع والإنتماء الإجتماعي وحتى إحياء الخيال وأنسنته. والعلاقة بين الأزياء والشخصيات الدرامية وحتى المسلسلات والحقبات والقضايا التي تتناولها، ترتبط إرتباطاً وثيقاً، رغم أنّنا مررنا في عصر هفوات درامية، وعدم تطابق الأزياء بتفاصيلها مع المسلسلات والشخصيات، إلّا أنّنا اليوم عدنا إلى القواعد الصحيحة، وعادت الأزياء لتشكّل جزءاً كبيراً من نجاح العمل، وكثيرة هي الأمثلة التي قد ترد أمام أعيننا حول ارتباط نجاح دور بأزياء أو ملابس. ولا بدّ أن نستحضر مثلاً الممثّلة نادين نسيب نجيم في مسلسل «طريق»،  والتحوّل الجذري في حياة الشخصية، وما رافقها من تحوّلات «موضوية»، فترسّخت لدى الجمهور صورة نادين الأنيقة والمتطابقة مع الشخصية. وعالمياً كثيرة هي الأمثلة الأخرى، فمثلاً مسلسل Euphoria خير دليل على نجاح ارتباط الأزياء بالأدوار، حيث حصدت عبارة Euphoria Outfits نسب بحث كبيرة لمعرفة تفاصيل إطلالات الممثّلين، وكذلك مسلسل «ستيليتو» الذي ظهرت بطلاته بأبهى حللهنّ، وأصبحن مرجعاً في أشكالهن وإطلالاتهن للعديد من المناسبات والسيدات، وواضح الأثر من خلال السوشيال ميديا وتكرار الفيديوهات،  رغم وقوع المسلسل في ضبابية اللاواقعية من ناحية الزمان والمكان.

فدوى الرفاعي

Spread the love

adel karroum

اترك تعليقاً