شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – اللائحة ووحدة الصفّ
أخطأ العنوان جميع الذين تحدّثوا عن «لائحة بكركي» الرئاسية، إذ ذهبوا الى الزعم أن الموفد البطريركي الى الأطراف المسيحية كافة، سيادة المطران أبي نجم، يحمل لائحة بأسماء إحدى عشرة شخصية، والبعض ادّعى أن العدد ثلاث عشرة، ممن يمكن اعتبار كلٍّ منهم مرشّحاً لرئاسة الجمهورية. أخطأوا العنوان لأن الأسماء المشار إليها أعلاه لا ينطبق على أصحابها أنهم مرشَّحو الصرح البطريركي، إنما هم محصّلة الأسماء التي اقترحها الذين شملتهم جولة أبي نجم. وشتّان بين أن يكون هؤلاء مرشَّحي غبطة البطريرك الراعي أو مرشَّحي سواه، أقلّه لعدم الوصول الى خطوة ناقصة كتلك التي خطاها سلفه الراحل المثلث الرحمات البطريرك نصرالله صفير، والتي ندم عليها كثيراً حتى مفارقته هذه الحياة، كما أسرّ الى المقرَّبين.
الى ذلك نحن لا نميل الى موقف الأطراف المسيحية التي استنكرت أن يتحدّث الرئيس نبيه بري وآخرون عن مسؤولية الموارنة في عدم انتخاب رئيسٍ للجمهورية حتى الآن. فالواقع يثبت من دون أدنى شك أن الابتعاد حتى الفرقة بين القيادات المسيحية، وهو يكاد أن يكون فراقاً في ذروته، هو بالغ الخطورة مرّتين: مرة لأنه ينعكس سلباً على الاستحقاق الرئاسي ويؤخّر إجراءه، ومرة ثانية لأنه ينعكس ضرراً مباشراً على القاعدة ويوسع الشرخ الى حدّ العداوات القاتلة.
لقد آنَ الأوان لأن تتخلى القيادات المسيحية، وضمناً المارونية، عن هذا التراكم الهائل من الأحقاد والضغائن، وأن تجد في مساعي صاحب الغبطة مساحة لقاءٍ رحبةً، فتبادر الى تلبية مبادرته على الأقلّ من أجل المسيحيين أنفسهم، وبالتأكيد من أجل لبنان (الذي قلنا ونقول وقال معنا الكثيرون من أبناء الأطياف اللبنانية الأخرى) إنه يزداد تدهوراً وانهياراً قدْرَ ما يتقلّص الدور المسيحي فيه، وقدر ما «تزمّ» رقعة فاعلية هذا الدور المسيحي… وهذا القول شهادته منه وفيه.
وفي تقديرنا كذلك أنه غير مسموح للقيادات المسيحية، كي لا نقول إنه ممنوع عليها، أن تقف متفرّجة على «معاناة بكركي الرئاسية» (إذا صحّ التعبير)، وهي معاناة كبرى يعبّر عنها سيّد الصرح في المناسبات عموماً، وبخاصةٍ في عظات الآحاد والأعياد.
وإذا لم يتحرك المسيحيون بجدية فإنّ أحداً لن يحك لهم ظهورهم…