فلسطين تكرِّم اللواء عبّاس ابراهيم: عربيّ الهوى وقضيته القدس التي لم ينسها في خضم انتصاراته
اللواء ابراهيم: وحدتنا كلبنانيين هي المعجزة الوحيدة المتاحة لاجتراح الحلول للرئاسة وللأزمات
اعتبر مدير عام الامن العام اللبناني الذي انتهت ولايته في بداية الشهر الجاري اللواء عباس ابراهيم بأن «لا مناص في لبنان للخروج مما نتخبط فيه إلا وحدتنا وهي المعجزة الوحيدة المتاحة، القادرة على اجتراح الحلول لكل الازمات مهما تنوعت، فبالوحدة ننتخب رئيسا، وبالوحدة نخرج من نفق الازمات الاقتصادية والاجتماعية وبوحدة الرؤى نصنع وطنا عصيا على الازمات والمحن».
كلام اللواء ابراهيم جاء في حفل تكريمي على شرفه أقامته عصر أمس سفارة دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية وسط حضور لبناني وفلسطيني رفيع تقديراً لدوره ودعمه العمل الفلسطيني في لبنان وتعزيز وتطوير العلاقات اللبنانية الفلسطينية وموقفه الداعم للقضية الفلسطينية وشعبها في كافة المجالات.
حضر الحفل الذي اقيم في قاعة الرئيس الشهيد ياسر عرفات بمقر السفارة في منطقة الجناح اللواء عباس ابراهيم، عضو اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والمركزية لحركة فتح عزام الاحمد، سفير دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية اشرف دبور، النائب في البرلمان اللبناني اسامة سعد، امين الهيئة القيادية لحركة الناصريين المستقلين المرابطون العميد مصطفى حمدان، ناشر ورئيس تحرير جريدة اللواء صلاح سلام، رئيس اتحاد بلديات جبيل فادي مارتينوس، العميد عصام حمية، رئيس النادي الثقافي العربي فادي تميم، امين سر حركة فتح وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية فتحي ابو العردات واعضاء قيادة الساحة، ساحر الكمان الموسيقار الفلسطيني اللبناني جهاد عقل عضو الاتحاد العام للفنانين التعبيريين الفلسطينيين، اعضاء من المجلس المركزي والمجلس الوطني الفلسطيني، ممثلو جمعيات اهلية فلسطينية وشخصيات اعتبارية فلسطينية شخصيات اعلامية لبنانية وفصائل العمل الفلسطيني المشترك في لبنان، اعضاء وقيادة اقليم حركة فتح والمناطق التنظيمية في لبنان، المكتب الحركي للادباء والشعراء وطاقم السفارة.
بدأ الحفل بالنشيدين اللبناني والفلسطيني ثم قدم الفنان جهاد عقل معزوفة موسيقية لـ«القدس» ، كما القت الشاعرة نهى عودة قصيدة جاء فيها:
العينُ عطاؤك الذي لا ينضبُ الباءُ بسالتُك في المعركةِ حتى النصرِ
الألفُ أقدمْ فأنت لها فارسُ الميادين
السينُ سيفُك الذي جَردْتُه من غِمدِه في وجهِ جميعِ المعتدين
صوبْتَ سهمًا لم يخطئْكَ يومًا بل كنتَ مقدامًا لوطنٍ
عاثَتْ به الكثيرُ من الأحزانِ، الاسى، ولوعة الفقدان قهراً
دمُك جنوبيٌّ يعلمُ تمامًا من أين يؤتى بالنصرِ خذْ كلَّ نورٍ يليقُ بهذا الحضورِ
وارسمْ أرزتَكَ فمن حقّقَ العدلَ يرفعِ الصوتَ عاليًا ويُعلّمِ الناسَ كيف الشجاعةُ
تشْخصُ لها كلُّ العيونِ فلسطينُ قضيتُكَ أيضًا لم تنسها من بينِ انتصاراتِكَ
فهواكَ عربيٌّ حرٌّ وكيف لعربيٍّ أنْ يُنسى إذا ما سطّرَ الرجولةَ عنوانَهُ سنكملْ معًا
فإنّ الأصالةَ تأبى الانفصالَ عن دربِ حريّةِ أفْنتِ الكثيرَ من الشهداءِ وأرغمَتِ الناسَ على إيمانٍ مطلقٍ وعلمتْهم كيف الرجالُ يخلّدون.
وقدّم الاحمد ودبور وابو العردات درعاً تقديرية للواء ابراهيم هي عبارة عن لوحة صدفية للمسجد الاقصى صنعت في القدس.
كلمة الاحمد
وفي كلمة له قال الاحمد: «اود بداية ان اعبر عن الشكر الجزيل لأخي سعادة السفير اشرف دبور على تنظيم حفل التكريم هذا على شرف الاخ اللواء عباس ابراهيم، الذي امضينا سنوات عمل مشترك واشدد على العمل المشترك معه منذ ان عادت ممثلية منظمة التحرير الفلسطينية لاستئناف نشاطها في هذا المقر ومع تطور هذه العلاقة لعب الاخ اللواء عباس ابراهيم دوراً اساسياً في تطورها وتأكيد اللحمة اللبنانية الفلسطينية ورفعت مستوى التمثيل الى درجة السفارة وكان احد صانعي هذه الخطوة المهمة التي اقرها فخامة الرئيس ميشال سليمان والحكومة اللبنانية».
واضاف الاحمد:«وهذا تعبير عن الحرص المشترك الفلسطيني واللبناني لاعادة هذه اللحمة كما كانت عبر التاريخ المشترك الفلسطيني اللبناني، وفي ظل الثورة الفلسطينية المعاصرة لولا احتضان لبنان وشعب لبنان للثورة الفلسطينية لما استمرت ولما حققت الانجازات التي حققتها حتى الان ولعل اهم انجاز اعادة بناء الشخصية الوطنية الفلسطينية المستقلة، وانتزاع اعتراف كل العالم دون استثناء لمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني واصبحت منظمة التحرير بمثابة الوطن المعنوي للشعب الفلسطيني الذي لا وطن بديل عنه اطلاقاً».
وتابع الاحمد:«وتوجت هذه الخطوة بقرار الامم المتحدة رقم ١٩/٦٧ عام٢٠١٢ عندما اقرت الامم المتحدة بتصويت كاسح رغم محاولات تعطيل الجمعية العام» للامم المتحدة من اصدار هذا القرار الاعتراف بدولة فلسطين وحصولها على عضوية الامم المتحدة كعضو مراقب ما زالت تحت الاحتلال تمثلها منظمة التحرير الفلسطينية بحسب القرار، وتمثل هذه الدولة الى حين انهاء الاحتلال، منظمة التحرير الفلسطينية ولجنتها التنفيذية هي حكومة الدولة».
وتابع:«ومعروف للجميع كيف ايضا اصبحت منظمة التحرير ودولة فلسطين عضواً كامل العضوية في جامعة الدول العربية وحركة عدم الانحياز ومنظمة المؤتمر الاسلامي وحتى الاتحاد الافريقي رغم اننا لسنا دولة افريقية، اصبح رئيس منظمة التحرير نائباً دائماً لرئاسة الاتحاد الافريقي، اقول نعم لبنان وشعب لبنان كان له الفضل في ذلك واذا مررنا بسحابة صيف عابرة جرى التعامل معها وتصحيحها وعادت اللحمة اللبنانية الفلسطينية اقول بملء فمي وانا مكلف بالاشراف على العمل هنا منذ عام 2010 كانت بصمات سيادة اللواء عباس ابراهيم واضحة، الامن والاستقرار في المخيمات الفلسطينية وقطع الطريق على كل القوى المخربة للبنان واستقراره ولفلسطين واهدافها في الحرية والاستقلال وليس في التوطين هنا او هناك، وكانت البصمات ايضاً بمساندة كل القوى اللبنانية التي امنت بذلك ووصل مستوى التنسيق بادق تفاصيله السياسيه والامنية واصبحح لبنان ايضا كدولة بمثابة محامي دائم للدفاع عن فلسطين في المؤسسات العربية والدولية وكثير من الانجازات لعب لبنان دور اساسي به».واضاف الاحمد:«نحتفل واكرر الشكر لأخي اشرف دبور على اقامة هذا الاحتفال لمن يستحق وايضا وهو واجب علينا كفلسطينيين وهذه ليست المرة الاولى، فسيادة اللواء حاصل على الجنسية الفلسطينية بقرار رئاسي من الاخ الرئيس محمود عباس ويحمل الجواز الفلسطيني الدبلوماسي وهو دائم الحرص على العمل والعطاء بلا هوادة، ونتمنى عندما تتحرر فلسطين وتقام الدولة الفلسطينية المستقلة ان يكون من اوائل الداخلين الى القدس التي آمن بها، وحتما الدولة الفلسطينية المستقلة قادمة لا محال والقدس عاصمتها ولا بديل عنها واللاجئين حتماً عائدون بعد ان اذا نجحنا باعادة اكثر من 400000 لاجئ الى ارض الوطن حتى الان، ستكون ابواب فلسطين والدولة الفلسطينية مفتوحة لعودة كل ابناء فلسطين الذين اجبروا على اللجوء».
وختم الاحمد:«شكراً اخي اشرف شكراً سيادة اللواء على أن نبقى على تعاون مستمر مع السياسي القادم عباس ابراهيم.»
كلمة اللواء ابراهيم
ودعا اللواء عباس ابراهيم في كلمته الى العودة الى نقاط القوة في عالمنا العربي والطريق الاسلم والاقصر الى ذلك هو الالتفاف حول فلسطين وقضيتها». وجاء في كلمته:
«رفاق الدرب حيث الدروب كلها من غير قيمة إن لم تكن فلسطين وجهتها. فلسطين التي لن يموت سحرها ولن تخبو نارها. فلسطين، ساكنة القلوب والحناجر، تلك الفلسطين التي لن يستطيعوا خنق روحها أو مصادرة حريتها والقرار، مهما علت أسوار الفتنة.
ستبقى هذه الفلسطين بوصلة وحدتنا، وقبلة وجودنا وعزّنا وكرامتنا. ستبقى فلسطين عنوانا للحرية والنضال لأجل الكرامة، ستبقى فلسطين التي على حبّها تفتحت العيون، وعلى الوفاء لها سنبقى شاخصين، وما يجري على الارض هناك هو شعلة الامل الباقية في عالمنا هذا، ولن يستقيم ميزان عدالة في العالم من دون العدالة لها ولشعبها.
إننا في حضرتكم، حضرة فلسطين وضيافتها،- ندعو بكلّ قوة وبقوّة الرجاء والعمل- ندعو الى العودة الى نقاط القوة في عالمنا العربي، والطريق الاسلم والاقصر الى ذلك هو الالتفاف حول فلسطين وقضيتها. فيوم كانت هي قضيتنا، كان لنا وجود، ويوم حوّلت الى قضية فلسطينية-اسرائيلية عصفت بنا كل الرياح والعواصف حتى كادت تقتلع الجذور ووصل بنا الحال الى أن اصبحنا فصائل وتحالف تيارات وحركات ومنظمات وكلها مستفردة، واصبحت دولنا شعارها وطني اولا وليس أمتي.
أما لبنان، هذا الوطن الجريح المعذب الذي قدّم الكثير الكثير، ومن دون منّة، لبنان الذي اعطى كل شيء، حتى كاد يفقد وجوده، في لبنان لا مناص لنا للخروج مما نتخبط فيه إلا بوحدتنا وهي المعجزة الوحيدة المتاحة، القادرة على اجتراح الحلول لكل الازمات مهما تنوعت، فبالوحدة ننتخب رئيسا، وبالوحدة نخرج من نفق الازمات الاقتصادية والاجتماعية وبوحدة الرؤى نصنع وطنا عصيا على الازمات والمحن.
والمدخل الى هذه الوحدة هو أن نكون مواطنين في وطن يجمعنا تحت مظلة الولاء للدولة، محافظين على تعدديتنا في اطار الوحدة، متمسكين بهوية هي رسالة للعالم أجمع حول القدرة على اجتراح حوار الاديان والحضارات في زمن صدامها.
لا تسمحوا باغتيال لبنان النموذج.
إن المقام يختلف اليوم عنه بالامس في حضرة فلسطين، الأمل يكبر ربطا بما يجري على أرضنا المقدسة هناك، فكلّ تركيبة هجينة لا قدرة لها على الاستمرار وهذه طبيعة الاشياء.
من القلب اشكر دعوتكم هذه لي ومجرد تفكيركم بها هو تكريم لا يفوقه تقدير.
شكرا لحضوركم، وعشتم وعاشت فلسطين حرّة أبيّة، وإنكم لعائدون، ولن نقول طال الزمان أم قصر، فالعودة تقترب، وعلينا فقط، وبنيّة صافية أن نشد الرحال اليها وهي آخر عناويننا كما كانت أولها منذ البداية.