ماذا يحمل عبد اللهيان في زيارته المفاجئة؟
وزير الخارجية الايراني في بيروت… رسالة لا تحتاج الى تعليل ولا الى شرح مسهب، في ضوء ما فرضه الاتفاق الايراني- السعودي من تحولات ومتغيرات سياسية بدأت تستحكم بالمنطقة، لا سيما في الدول الواقعة تحت نفوذ طهران. سيحمل حسين أمير عبد اللهيان في جعبته جديدا يطلع حزب الله عليه اثر وصوله اليوم الى بيروت قبل ان يبدأ زيارة رسمية ليومين يلتقي في خلالها المسؤولين اللبنانيين، وقد حُدّدت له غدا الخميس، ثلاثة مواعيد مع كل من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ووزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب.
حقيقة الطبخة الرئاسية
في اول ايام العمل الرسمي بعد عطلة عيد الفطر، حافظت الحركة السياسية – الرئاسية على سكونها في الداخل. وبينما بات اي خرق في المراوحة الانتخابية مرتبطا بوساطات خارجية، تترقب الاوساط ما سيحمله وزير الخارجية الإيرانية ، وما اذا كان سيحدث تحولا في الملف الرئاسي الجامد. في الموازاة، يدعو حزب الله عبر مسؤوليه، القوى المحلية الى الحوار والتسوية لمواكبة مناخات اتفاق بكين التي، بحسب الضاحية، تصب في صالح مرشحها رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، الامر الذي يرفضه المعارضون. في السياق، وغداة مواقف اعلامية عالية السقف لرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع اكد فيها ان القوات لن تنتخب او تؤمن النصاب لاي رئيس ممانع، غرد عضو تكتل الجمهورية القوية النائب غياث يزبك عبر تويتر كاتبا «أَنذر السيد هاشم صفي الدين المعارَضة بأن تَقبل بمرشحِ حزب الله وإلا فوتّت فرصة لن تتكرر لركوب قطار سفَربرلِك المُمانِع. الموقف يستلهِم السلاح لا حقيقة ما آلت اليه الطبخة الرئاسية. جوابنا، الأحرار لا يخشون السلاح، والدستور أقوى وإن بَدا هشّاً لِمن امتهَنوا الزِندَ والزناد دستوراً».
الفراغ قاتل
وسط هذه الاجواء، استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قبل ظهر امس في بكركي النائب ابراهيم كنعان وجرى عرض الاوضاع الراهنة. بعد اللقاء، قال كنعان «زيارة معايدة لغبطة البطريرك بعد عودتي من واشنطن وعودته من قبرص ووضعته في جو زيارتي للبنك الدولي وصندوق النقد والادارة الاميركية واذا لم يبذل اللبنانيون والمسيحيون خصوصا جهدا خارج اطار صراع السلطة لبناء دولة وحضور فاعل فالوضع مقلق». اضاف «الفراغ قاتل والمطلوب من الجميع ان يعوا ذلك. فالمرحلة تحتاج الى حلول واصلاحات اكثر من تفتيش عن مواقع ولا يمكن التأخير في القيام بهذه المهمة الاساسية والامل موجود انما المطلوب الخروج من الصراعات السلطوية والاتجاه لزواج مصالحة واصلاحات لا سلطة».
الاضراب مستمر
اقتصاديا ايضا، وفيما الخشية كبيرة من ارتفاع جديد في اسعار صرف الدولار لاكثر من سبب منها الزيادات على رواتب موظفي القطاع العام، أكد عضو رابطة موظفي الإدارة العامة ابراهيم نحال في حديث اذاعي ان الموظفين متجهون للاستمرار بالاضراب لان الزيادات التي تم اقرارها لا ترتقي لطموحات الموظف ليعيش بحياة كريمة. وتابع «يدنا ممدودة ومستعدون للتفاوض ولكن التهديد بالطرد أو التفتيش فهذا الامر ممنوع». الى ذلك، لفتت الهيئة الإدارية لرابطة موظفي الإدارة العامة في بيان إلى أن الموظفين ليسوا «هواة إضراب» قائلة في بيان «نحن الأكثر ألما لاضطرارنا له».
معذرة طبية
قضائيا، لم تنعقد جلسة استجواب شقيق حاكم مصرف لبنان رجا سلامة التي كانت مقررة عند العاشرة من صباح امس امام الوفد القضائي الاوروبي بحيث لم يحضر سلامة ، فيما حضر وكيله القانوني الذي قدم معذرة طبية.
لبنانيو السودان
على صعيد آخر، وصلت عند الثالثة بعد ظهر امس طائرة تابعة لشركة طيران الشرق الأوسط قادمة من جدة في المملكة العربية السعودية وعلى متنها الدفعة الأولى من اللبنانيين والفلسطينيين والسوريين الذين تم اجلاؤهم من السودان وعددهم 12 شخصا. وكان في استقبالهم في صالون الشرف في المطار وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عبد الله بو حبيب، سفير لبنان لدى المملكة العربية السعودية فوزي كبارة والأمين العام للهيئة العليا للاغاثة اللواء محمد خير. ووصلت الدفعة الثانية التي تضم 32 شخصا عند الحادية عشرة والنصف ليلاً .وقال بو حبيب في المناسبة « نشكر السعودية التي منحت الأولوية لإجلاء رعايانا من السودان»، واكد انه «بالوفاق والتّعاون يُمكن تحقيق المُستحيل «، مشيرا الى ان «وحدتنا دايماً بتخلّصنا وبتنجّحنا».