هل انسحاب فرنجية يحل الأزمة في لبنان
وتحدثت المصادر الوثيقة الصلة بحلفاء فرنجية عن أنه كان حاسماً في إبداء حرصه على ما قال إنه مصالح السعودية في لبنان «التي هي جزءٌ من مصلحة لبنان ومناعته ومنْعته».
وكشفت المصادر عيْنها أن فرنجية طمأن إلى أنه في حال وصوله إلى الرئاسة سيحرص على التعاون مع حلفاء المملكة الذين يشكلون في الأساس جزءاً من الحُكْم الذي لا يمكنه تحقيق أي نجاح إلا بتعاوُن الجميع.
وفي تقدير هذه الدوائر أن «الحفاوةَ» التي يُبْديها رئيس مجلس النواب نبيه بري بتطوراتٍ تصبّ في مصلحة فرنجية مُبالَغٌ فيها، ومَن يراقب مقاربةً «حزب الله» العميقة لِما هو عليه المخاض الرئاسي يدرك أن الحزب أقلّ تفاؤلاً من بري.
وأعربت هذه الدوائر عن اعتقادها أن الرياض التي تخلّتْ عن الـ «لا» لمرشّحين على غرار فرنجية، لم تَقُلْ «نعم» بالتأكيد، وتالياً فإن الكرةَ في ملعب اللاعبين المحليين الذين لم يتزحزحوا حتى الآن عن مقارباتهم للاستحقاق المعلَّق.
وذَهَبَ فرنجية وفق المصادر، إلى حد إبداء الاستعداد للانسحاب من الاستحقاق الرئاسي في حال كان للسعودية موقف سلبي منه، وأنه لن يتردّد في دعْم «أي مرشح تريدونه».
وفي ما يشبه المصارحة، حرص زعيم «المردة» على القول للسفير بخاري إنه ليس مرشح «حزب الله» وحركة «أمل» بل هو الاسم الأكثر متوافَقاً عليه من بيئات مختلفة. وأوحت المصادر نفسها أن السفير بخاري كان مرتاحاً للغاية للكلام الذي قاله فرنجية بشفافيةٍ ومن دون مواربة وتأكيده أن لا أجندة مَخْفية له.
ورغم هذه الأجواء، فإن دوائر مراقبة في بيروت قالت لـ«الراي» إن الأمر لم يغيّر في المشهد الرئاسي «قيدَ أنملة»، فالسعودية التي اختارتْ الحياد ما زالت متمسّكة بثلاثيتها: لا فيتو على أحد، لا دعْم لأحد، ولا ضغوط على أحد.