ميشال عون من جهنم الى «جهنم الأكبر»
كتب عوني الكعكي:
يبدو أنّ بعض الرجال غير قابلين أو مؤهلين للشفاء من أخطاء يرتكبونها، أو تصريحات غير لائقة يدلون بها، وبدل أن يستحوا وأن لا يكرّروا ما قالوه، وهو خطأ كبير نراهم يعودون ليذكرونا به بشكل أسوأ.
فعلى سبيل المثال، قال الجنرال السابق ميشال عون عندما سألوه: الى أين نحن ذاهبون؟ فأجاب: الى جهنم. وبالفعل فإنّ جواب الرئيس السابق لا يتقبّله عقل ولا يمكن لمسؤول كبير أن يقوله، على كل حال هذا هو ميشال عون لا يعرف ما يقول.
وهذا الكلام ذكرني انه في يوم من الأيام قصفت وزارة الدفاع في اليرزة، وكان ذلك عام 1990، فأجاب: سوف أكسر رأس الرئيس حافظ الأسد…
وبالفعل «كسَر رأس الرئيس حافظ الأسد» عندما شاهد طائرة «السوخوي» تحلق فوق قصر بعبدا فهرب بالبيجاما الى السفارة الفرنسية في مار تقلا تاركاً زوجته وبناته الثلاث في القصر، ليدخل العميد علي ديب قائد القوات الخاصة السورية ويسلم ايلي حبيقة بنات عون وزوجته إليه قائلاً له: رد له الجميل يوم أنقذك من المجلس الحربي حيث كان يحاصرك سمير جعجع…
الجديد اليوم تصريحه الذي أدلى به بالأمس بأننا ذاهبون الى «جهنم أكبر» ما يؤكد ان عقله لا يزال في «جهنم» وأنه يبحث عن الخراب والتدمير لبلده… هذا أولاً.
ثانياً: يقول الرئيس السابق إنه أجبر على التمديد لحاكم مصرف لبنان، لأنّ الأكثرية كانت ضدّه، لذلك تم التجديد لسعادة الحاكم. الحقيقة ان الرئيس السابق طرح موضوع التمديد للحاكم من خارج جدول أعمال مجلس الوزراء.. وكان مؤيداً له، خصوصاً أنّ صهره كان يتبنى التمديد للحاكم، ونال مقابل ذلك رخصة «سيدرس بنك».
ولكن بعد حصوله على الرخصة وجاء وقت انتخاب رئيس جديد للبلاد، وبما ان الحاكم كان من الاسماء الاساسية لذلك المنصب، أراد عون أن ينتقم منه، وشنّ ما يشبه «حرب داحس والغبراء» ضد الحاكم لأنه مرشح للرئاسة، كما فعل أيضاً مع قائد الجيش العماد جوزيف عون.
ثالثاً: يتحدث عن التدقيق الجنائي، وأتحداه أن يقول: ما هو التحقيق الجنائي؟ لأنه أكيد لا يعرف.. ولكن كلمة جنائي أوحت إليه بأن هناك جريمة ارتكبت…
رابعاً: اما بالنسبة لتغيب الحاكم عن الحضور الى باريس للتحقيق معه، فإنّ سبب التغيب هو ان القانون الفرنسي يلزم أن يكون بين تاريخ صدور الاستدعاء وبين المثول 10 أيام، وبما ان المذكرة صدرت في 8 من هذا الشهر فإنّ هناك خطأ قضائياً ارتكبته القاضية الفرنسية.
خامساً: يدافع عن القاضية غادة عون وهو الذي عطّل التشكيلات القضائية من أجلها… وأقل ما يقال عنها إنّ قاضية عند الجنرال لا تفعل ولا تقوم بأي عمل قضائي، بل انها تستغل القضاء للانتقام من كل شخص ضد الجنرال السابق ميشال عون أو صهره.
سادساً: اما دفاعه عن المحامي وديع عقل، فسوف يأتي يوم ينكشف فيه الدور الذي لعبه المحامي المذكور ضد الحاكم.
سابعاً: الطامة الكبرى عندما يتحدث عن الانتخابات الرئاسية «فيضيّع» عقله ولا يتقبّل أن يأتي للرئاسة أي رئيس.. لذلك أخذ يتحدث عن أولوية الإصلاح.
يا فخامة الرئيس السابق، حكمت 6 سنوات بلياليها ونهاراتها بالطول وبالعرض وما خربته لا يمكن لعدو أن يفعله ضد الشعب اللبناني، وبعد فشلك الكبير بدأت تتحدث عن الاصلاح.
بالله عليك دلنا على اصلاح واحد قمت به، بل بالعكس فإنّ آلاف الارتكابات السيّئة من تعيينات، الى وزراء فاشلين، الى الكهرباء، الى الهاتف الخلوي، الى السدود، وأهمها محطات التغويز، وأعدك بأنّ ملفاتك سوف تفتح في القريب العاجل.
ثامناً: أكبر كذبة في التاريخ هي ادعاؤك انك تسلمت ملف المفاوضات البحرية مع إسرائيل… في الحقيقة ان الذي حقق هذا الإنجاز أولاً هو الرئيس بري، اما الثاني فهو «الحزب العظيم» الذي نفّذ أوامر أسياده واستطاع تحقيق اسرع اتفاق بين دولة عربية وبين العدو الاسرائيلي خلال عشرة أيام.
وللتذكير أيضاً، فإنّ الاتفاق بين مصر وإسرائيل بقي معلقاً خمس سنوات، بسبب مشكلة «طابا»، وطابا مساحتها كيلومتر واحد، حتى جاء رجل أعمال مصري ودفع لإسرائيل ثمن الفندق وحلّت القضية.
هذا غيض من فيض، وإني أشفق عليك من حقدك وغرورك.