قرارات التحوُّل في قمة جدة اليوم: بداية التعافي العربي
تنطلق اليوم في جدة القمة العربية المنتظرة لإعادة بناء التوازن في المنطقة حيث من المتوقع أن تكون بداية للتعافي العربي لما قد تشهده من قرارت مصيرية من شأنها أن تحدث تحولا كبيرا في المنطقة العربية ان لجهة المصالحات العربي العربية او التحالفات الدولية والاقليمية التي تراعي المصالح العربية.
وصل الرئيس السوري بشار الأسد مساء أمس إلى السعودية للمشاركة في قمة جامعة الدول العربية المرتقبة اليوم في جدّة، ليتوّج بذلك عودته إلى محيطه العربي بعد عزلة دامت أكثر من 11 عاماً على خلفية النزاع المستمر في بلاده.
وبدأ أمس عدد من القادة العرب في الوصول إلى مدينة جدة، للمشاركة في القمة العربية.
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أول الواصلين، وتبعه نجيب ميقاتي رئيس وزراء لبنان، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، والعاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ورشاد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، والرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، وأسعد بن طارق آل سعيد، نائب رئيس الوزراء لشؤون العلاقات والتعاون الدولي والممثل الخاص لسلطان عُمان، والرئيس التونسي قيس بن سعيد، والرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، ومحمد المنفي رئيس المجلس الرئاسي الليبي
وكانت قمة سرت في ليبيا عام 2010 آخر قمة حضرها الأسد قبل اندلاع النزاع العام 2011، ومن ثمّ تجميد عضوية بلاده في جامعة الدول العربية في العام ذاته.
وفي وقت سابق هذا الشهر، قررت الدول العربية استعادة دمشق مقعدها في مجلس الجامعة العربية، واستأنفت وفود الحكومة السورية مشاركتها في الاجتماعات التحضيرية منذ الاثنين.
وقال التلفزيون السوري إن الأسد وصل “إلى مطار الملك عبد العزيز الدولي في مدينة جدة للمشاركة في أعمال الدورة الثانية والثلاثين لاجتماع مجلس جامعة الدول العربية” المرتقبة اليوم.
وأفادت وكالة الأنباء السعودية الرسمية “واس” أنه كان في استقباله في مطار الملك عبدالعزيز الدولي، نائب أمير منطقة مكة المكرمة الأمير بدر بن سلطان بن عبدالعزيز والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط وأمين محافظة جدة صالح بن علي التركي ومدير شرطة منطقة مكة اللواء صالح الجابري ووكيل المراسم الملكية فهد الصهيل.
وبثّت قناة الإخبارية السعودية الرسمية مشاهد ظهر فيها الأسد وهو ينزل من الطائرة ويصافح مستقبليه مبتسمًا.
وأوردت صحيفة الوطن السورية، المقربة من الحكومة، أنه من المرجح أن يلتقي الأسد عدداً من القادة، الذين لم تُحددهم، في لقاءات ثنائية في مقر إقامتهم في فندق الريتز كارلتون.
وتتطلع الدول العربية اليوم إلى أداء دور في التوصل إلى تسوية سياسية للنزاع برغم أن الطريق لا يزال طويلاً أمام تسوية سياسية في بلد مقسم، تتنوع القوى المسيطرة فيه.
وتضع الدول العربية مسائل أساسية على طاولة النقاشات بينها أزمة اللجوء السوري خصوصاً في دول الجوار، ومكافحة تهريب المخدرات التي تُعد أحد أكبر مصادر القلق بالنسبة للدول الخليجية وخصوصاً السعودية التي باتت سوقاً رئيسية لحبوب الكبتاغون المصنّعة بشكل رئيسي في سوريا.
وقال وزير الخارجية السوري فيصل المقداد على هامش مشاركته في الاجتماعات التحضيرية للقمة “نتطلع لأن يكون الدور العربي فاعلاً في مساعدة اللاجئين السوريين بالعودة إلى بلدهم، ومما لا شك فيه أن عملية إعادة الإعمار ستسهل هذه العودة، ونرحب بأي دور ستقوم به الدول العربية في هذا المجال”.
ووجه المقداد الشكر إلى السعودية على الدور الذي قامت به الفترة الماضية من أجل تفعيل العمل العربي المشترك، مشيراً إلى «الوصول إلى الوضع الحالي بمشاركة دمشق في القمة العربية إلى جانب باقي الدول العربية».
وأضاف المقداد أن «القمة العربية تُعقَد في أرض نبي الإسلام، وأرض العروبة»، مشيداً بجهود المملكة في تحسين الجوار العربي. وبالتحضير الناجح للقمة. وتوقع أن تخرج القمة بمواقف وإرادة عربية موحدة.
وتابع «من الطبيعي أن تكون هناك قضايا خاضعة للنقاش في الإطار العربي، لكن في النهاية سيتم الاتفاق على ما يخدم العمل العربي المشترك، ويساهم في مواجهة التحديات».
وفي بلد أتت الحرب على بناه التحتية ومصانعه وانتاجه، يُعد استقطاب أموال إعادة الإعمار أولوية لدمشق التي تفرض عليها دول غربية عقوبات اقتصادية، وتُدرك أن الحصول على دعم المجتمع الدولي صعب خارج تسوية سياسية.
وتعارض قوى غربية عدة تفرض عقوبات اقتصادية قاسية على دمشق الانفتاح العربي على الأسد.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية فيدانت باتيل أمس”موقفنا واضح: لن نعمل على تطبيع العلاقات مع نظام الأسد كما لا ندعم بالتأكيد الآخرين على فعل ذلك أيضاً”.