لجنة عربيّة مُحتملة إلى بيروت
في ظل التطورات المتسارعة إقليمياً وفي أكثر من اتجاه، انعقدت قمّة جدّة بحضور مختلف الدول العربية، وحملت معها من المفاجآت ما حملت، لكن كما كان متوقعاً غاب لبنان بشكل شبه تام عن القمّة التي لم تتطرّق في مباحثاتها وبيانها الختامي إلى الملف اللبناني سوى من باب الدعوة إلى انتخاب رئيسٍ للجمهورية، ما يُشير إلى أن الموقف العربي من لبنان لم يتغيّر، وما من جديد مُنتظر.
إلا أن لبنان يبقى الذي بقي بمنأى عن أي قرار فعلي في القمة، تمنّى له القادة العرب انتخاب رئيسٍ للجمهورية، ولم يتطرّقوا إلى المأزق السياسي الحاصل في البلاد أو الأزمة الاقتصادية التي تزداد سوءاً، والتي تطرّق إليها رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في كلمته، طالباً من المجتمع العربي مساعدة لبنان لتخطي محنته.
البشير تطرّق في حديث لـ”الأنباء” الالكترونية إلى هذا الموضوع، ولفت إلى أن “غياب لبنان عن كلمات القادة العرب ومباحثاتهم وبيان القمّة العربية الختامي محزن ومخزٍ”، لكن سببه أن “ما حدا من الزعماء العرب قابضنا جد”، وهم يقولون “إذا انتم لا تريدون مساعدة أنفسكم لماذا نساعدكم؟ فليستثمر مسؤولوكم في بلادكم قبل أن نستثمر نحن كعرب”، خصوصاً وأن ميقاتي الذي ألقى كلمة لبنان الرسمية أحد أبرز الأغنياء في المنطقة وليس لبنان”.
كما نقل البشير معلومات عبر “الأنباء” تُفيد باحتمال تشكيل لجنة عربية بعد انتهاء القمّة لزيارة لبنان ومراقبة الوضع عن قرب وتقريب وجهات النظر بين الأطراف السياسية بهدف إنهاء الشغور الرئاسي، وثمّة محاولات عربية وإيرانية للتأثير على حلفاء كل طرف في لبنان من أجل خفض السقوف.
في المحصّلة، فإن الرسالة العربية تجاه لبنان لم تتبدّل، ولسان حالها ساعدوا أنفسكم حتى نساعدكم، واستجداء العرب للمساعدة لن ينفع، فالمطلوب إجراءات سياسية واقتصادية انقاذية جدّية، عسى أن تفلح المبادرة العربية المرتقبة في فتح كوّة بجدار الأزمة.