وسط تباين في المواقف بين موسكو والرياض.. «أوبك بلاس» تجتمع غداً لمواجهة تراجع الأسعار

وسط تباين في المواقف بين موسكو والرياض.. «أوبك بلاس» تجتمع غداً لمواجهة تراجع الأسعار

تعقد الدول الكبرى المنتجة للنفط اجتماعا غدا يفترض أن يسمح باختبار متانة التفاهم بين السعودية وروسيا بعد مؤشرات كشفت مؤخرا وجود تباين في بعض المواقف.

وتجتمع الدول الـ13 الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) بقيادة السعودية، وشريكاتها العشر بقيادة روسيا، في فيينا، مقر المنظمة. ومن المقرر عقد الاجتماع الحضوري الثاني للمنظمة منذ آذار 2020 ظهرا.

وذكرت وكالة الأنباء المالية بلومبرغ أن صحافييها وكذلك صحافيي وكالة رويترز ووول ستريت جورنال لم تتم دعوتهم إلى الاجتماع.

وفي اتصال أجرته وكالة فرانس برس رفضت أوبك الإدلاء بأي تعليق.

وأشارت صحيفة فايننشال تايمز إلى قرار اتخذ بمبادرة من الرياض التي تعاني من ضغط تراجع الأسعار.

وكان عدد من دول المجموعة أثار مفاجأة في نيسان بالإعلان عن تخفيضات تبلغ أكثر من مليون برميل يوميا في محاولة لرفع الأسعار.

وبعد تحسن لفترة قصيرة، تراجعت الأسعار أكثر من 10 بالمئة وسط مخاوف من ركود اقتصادي عالمي وزيادة في أسعار الفائدة للمصارف المركزية الكبرى وانتعاش أبطأ من المتوقع في الطلب في الصين بعد انتهاء القيود التي فرضت خلال وباء كوفيد-19.

واقترب سعر برميل برنت نفط بحر الشمال بشكل خطير في نهاية أيار من عتبة السبعين دولارا التي لم ينخفض دونها منذ كانون الأول2021.

وفي مواجهة فشل استراتيجيتهم، هل يقرر أعضاء “أوبك بلاس” مزيدا من الخفض في الإنتاج؟

يتوقع معظم المحللين الإبقاء على الحصص الحالية لكن إشارات متضاربة صدرت عن الرياض وموسكو.

وقال تاماس فارغا المحلل في مجموعة “بي في ام أينرجي” لفرانس برس إنه “من الصعب التنبؤ بنتائج الاجتماع المقبل في مواجهة الخطاب غير المتجانس” من دولتين كبيرتين في “أوبك+”.

فمن جهة، حذر وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان المضاربين الأسبوع الماضي على هامش منتدى في الدوحة. وقال “ليس علي أن أكشف عن أوراقي فلست لاعب بوكر (…) لكني أقول لهم (المضاربون) فقط.. احترسوا”.

وهو يلمح بذلك إلى أن التحالف سيتحرك من أجل وقف التراجع.

من جهة أخرى، استبعد نائب رئيس الوزراء الروسي لشؤون الطاقة ألكسندر نوفاك أي تغيير في الإنتاج. وقال لصحيفة ازفستيا الروسية “لا أعتقد أنه ستكون هناك أي تغييرات جديدة” بعد الاجتماع الوزاري.

في الواقع، يرى محللون وشركات أن روسيا تعمل بشكل منفصل. فهي بعيدة عن التعهدات التي قطعت في شباط بخفض إنتاجها من 500 ألف برميل يوميًا وتركز على الأسواق الآسيوية مثل الهند والصين.

وتتحفظ موسكو على إغلاق صنبور الذهب الأسود الذي تحتاج إليه لتمويل حربها المكلفة في أوكرانيا، وتضعف بذلك موقف “أوبك+”.

وهذا ما دفع إدوارد مويا المحلل في شركة “اواندا” إلى أن يتوقع انتهاء التوافق الروسي السعودي.

وهو يتوقع في كل الأحوال مناقشات حادة غدا. 

وقال “سيدعو السعوديون إلى مزيد من الخفض بينما روسيا بحاجة ماسة إلى عائدات النفط”.

وردا على سؤال لصحافيين الخميس، سعى دميتري بيسكوف المتحدث باسم الرئاسة الروسية، إلى تهدئة مؤكدا أن العلاقات بين البلدين “بناءة وفعالة”.

Spread the love

adel karroum

اترك تعليقاً