واشنطن والرياض تدعوان طرفي النزاع في السودان للتفاوض لهدنة جديدة وسط احتدام المعارك
دعت الرياض وواشنطن، امس طرفي النزاع في السودان للعودة إلى طاولة المفاوضات من أجل التوصل إلى وقف جديد لإطلاق النار.
وقال بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية «واس» إن «الميسرَيْن (السعودية والولايات المتحدة) على استعداد لاستئناف المحادثات الرسمية»، كما يدعوان «الطرفين إلى اتفاق على وقف إطلاق نار جديد، وتنفيذه بشكل فعال بهدف بناء وقف دائم للعمليات العسكرية».
وأضافت الوكالة إن وفدا القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع «ما زالا موجودين في مدينة جدة رغم تعليق المحادثات وانتهاء وقف إطلاق النار لمدة خمسة أيام»، وفق بيان.
واستيقظ سكان الخرطوم (امس) على أصوات سقوط قنابل وتبادل نيران أسلحة ثقيلة مع دخول الحرب أسبوعها الثامن. فقد أفاد شهود عيان عن قصف جوي استهدف مقرا لقوات الدعم السريع في منطقة شرق النيل شرق العاصمة الخرطوم، مشيرين إلى وقوع إصابات بين المدنيين.
من جهتها، قالت قوات الدعم السريع في بيان: «هاجم طيران الانقلابيين صباح امس مواقع تمركز قواتنا في منطقة بحري … تصدّى لهم أشاوس الدعم السريع بإسقاط طائرة (ميغ)». غير أن مصدرا عسكريا أفاد وكالة فرانس برس أن «الطائرة من طراز FTC صينية الصنع سقطت بسبب عطل فنّي غرب قاعدة وادي سيدنا الجوية».
وقال شهود عيان إن «الطائرة كانت قادمة من الجنوب إلى الشمال، ومؤخّرتها تشتعل فيها النيران».
وقال شهود أيضا إن طائرة عسكرية تحطمت في أم درمان، إحدى المدن الثلاث التي تقع عند نقطة التقاء النيل الأبيض بالنيل الأزرق وتشكل منطقة العاصمة الكبرى.
ولم يصدر تعليق من الجيش الذي يستخدم طائرات مقاتلة لاستهداف قوات الدعم السريع المنتشرة في أنحاء العاصمة خلال الصراع الذي اندلع بين الطرفين في 15 أبريل نيسان وتسبب في أزمة إنسانية كبيرة.
وكان وسط الخرطوم وجنوبها من بين المناطق التي وردت أنباء عن اندلاع قتال فيها يوم الأحد وكذلك مدينة بحري ثالث مدن منطقة العاصمة الكبرى والواقعة شمال الخرطوم على الضفة الأخرى للنيل الأزرق.
وقالت سارة حسن البالغة من العمر 34 عاما «نعيش في رعب في جنوب الخرطوم بسبب القصف العنيف وأصوات المدافع المضادة للطائرات وانقطاع التيار الكهربائي. نحن في جحيم حقيقي».
وخارج العاصمة، اندلع قتال عنيف في منطقة دارفور في أقصى غرب البلاد، وهي المنطقة التي تعاني بالفعل من صراع ممتد منذ سنوات طويلة وتحديات إنسانية ضخمة.
في إقليم دارفور، تحدث الحاكم مني مناوي عبر «تويتر» عن «انتهاكات فظيعة» يرتكبها المسلحون. وقال: «نعلن دارفور منطقة منكوبة نطالب العالم إرسال مواد إنسانية عبر كل الحدود وبكل الوسائل المتاحة»، فيما قال خميس عبد الله أبكر والي ولاية غرب دارفور إن «الوضع في الولاية حالة كاملة من الانفلات»، مضيفا أن «مسلحين استباحوا كل شيء والأوضاع خارج السيطرة تماما».