لهيب تموز يجمّد السياسة في انتظار عودة لودريان
وزير الدفاع عند الراعي واجتماع تنسيقي مع «اليونيفيل»
يبدو أن آب اللهاب بدأ مع مطلع الاسبوع الثالث من تموز. فحرارة الطقس لامست امس الاربعين درجة ويتوقع امتدادها حتى الاثنين المقبل بحسب اهل الاختصاص، خلافا للحرارة السياسية التي بقيت دون المستوى، في اعقاب الصخب العنيف خلال بحر الاسبوع الذي عبق بالملفات الحارّة والمواقف الساخنة، وآخرها القرار الاوروبي وتصويته لمصلحة بقاء النازحين السوريين في لبنان من جهة وتعرية المنظومة السياسية اللبنانية وتسميتها بالاسماء وتحميلها مسؤولية الازمة من جهة ثانية.
الا ان كل المؤشرات تدل الى أن درجات حرارة السياسة ستعاود ارتفاعها تدريجا، اعتبارا من مطلع الاسبوع مع ترقب عودة الموفد الفرنسي الرئاسي جان ايف لودريان الى بيروت باحثا عن تسوية الممكن والمقبول، علها تخرج الاستحقاق الرئاسي من براثن العقم والانسداد، مع فتح باب حواري جديد بين التيار الوطني الحر وحزب الله اللذين عاودا اجتماعاتهما عبر رئيس التيار النائب جبران باسيل ومسؤول وحدة التنسيق والارتباط في الحزب وفيق صفا بحثا عن حل رئاسي من خلال نقاش مفتوح حول الاسماء الممكنة.
لا انفراج
وفي انتظار تبلور طبيعة المشهد مع عودة لودريان، أكد عضو «اللقاء الديموقراطي» النائب مروان حمادة أن «الدول المشاركة في اجتماع الدوحة، لم تتفق بعد على رؤية موحدة إزاء التعاطي مع الازمة اللبنانية»، مستبعداً «أي تطور حاسم في المدى المنظور في سبيل انهاء الفراغ الرئاسي».
القطيعة خيانة
وفي السياق، شدد المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان في خطبة الجمعة على أن «لبنان يعيش بالتلاقي والتضامن والحوار، والمطلوب أن نحدث خرقا وطنيا لأن السكوت والحياد السياسي وترك لبنان بغيبوبة، والإصرار على القطيعة السياسية، لا يمكن أن نسميه إلا خيانة».
العين على لبنان
من جهته اكد عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب غياث يزبك في حديث لـ«لبنان الحر»، ان «البيان الاوروبي يُظهر لمن لا يريد السلطة ومحاربة الفساد ان العين الدولية مفتوحة على لبنان»، واصفا الموقف من قضية النزوح السوري بـ»الانانية الاوروبية»، وقال: «نرى ان هناك نظرتين للبيان حول لبنان، الاولى، متعلقة بالشؤون الداخلية اللبنانية وهي متقدمة جدا وواعدة وبتنا نشعر ان صمودنا بدأ يلقى صداه في الخارج. اذ عندما تطالب مؤسسة تعنى بكل الشعوب الاوروبية، مجلس النواب اللبناني بضرورة الاسراع في انتخاب رئيس للجمهورية تحت طائلة المسؤولية وتشكيل حكومة تحارب الفساد وتنتشل لبنان من ازماته، كما تطالب بنزع اسلحة الميلشيات وتسمي من يؤخر عمل الدولة وقيام مؤسساتها وتنتقد عدم اجراء انتخابات بلدية واختيارية، والأهم تركز على المطالبة بلجنة تحقيق دولية لكشف المسؤولين عن جريمة تفجير مرفأ بيروت ومحاسبتهم، هذا يعني ان هناك نظرة للدول الديموقراطية المؤثرة التي يعنيها استقرار لبنان والحفاظ على ديموقراطيته»، معتبرا ان «ما قبل هذا البيان ليس كما بعده لجهة التعاطي مع المنظومة السياسية الفاسدة التي تتحكم بلبنان وتمنع القوى الحرة والسيادية من انتشاله مما يتخبط فيه».
اجتماع تنسيقي
في مجال آخر، وعشية توجه المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان جوانا فرونتسكا، الى نيويورك لعرض تقريرها السنوي حول القرار 1701 في مجلس الامن، أعلنت وزارة الخارجية والمغتربين أن «في إطار الحوار والتنسيق والتعاون القائم بين السلطات اللبنانية والامم المتحدة ممثلة باليونيفيل، عُقد بتاريخ ١٣ تموز ٢٠٢٣ الاجتماع الاول لفريق العمل المشترك من الطرفين في السراي الحكومي، في حضور ممثلين عن رئاسة مجلس الوزراء ووزارة الخارجية والمغتربين وقيادة الجيش اللبناني، بالاضافة الى ممثلين عن قيادة اليونيفيل». أضافت في بيان: «وقد هدف الاجتماع لبحث افضل السبل لتطبيق ولاية اليونيفيل في لبنان، ومعالجة الثغرات الميدانية. وتم الاتفاق على ان يصار الى عقد الاجتماعات المقبلة بشكل دوري، لتعزيز الشراكة البناءة والمستدامة بين الجانبين، والحفاظ على الاستقرار في جنوب لبنان والمنطقة. وقد شدد لبنان على إحترامه والتزامه بتطبيق كافة القرارات الدولية الصادرة عن الامم المتحدة داعيا» كل الأطراف المعنية لحذو حذوه في هذا المجال».
سليم عند الراعي
الى ذلك، وقبل ان يدشن كنيسة مار شربل في اهدن بعد الظهر، استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في المقر البطريركي الصيفي في الديمان، وزير الدفاع الوطني في حكومة تصريف الاعمال العميد موريس سليم الذي فضل عدم الكشف عن مضمون َما تم تداوله خلال الزيارة..
تحقيقات القرنة
وفي تداعيات حادثة القرنة السوداء حمل نائبا بشري ستريدا جعجع وملحم طوق من يقومون بالضغط على القضاء كامل المسؤوليّة عن كل قطرة دم قد تسيل، واشارا في بيان الى أن التدخلات والضغوط التي يتعرّض لها بعض القضاة كما طلب نقل الدعوى ورد القاضي العقاري عن الفصل في الملف بعدما شارف على الإنتهاء من دراسته، هما جريمتان موصوفتان تهدفان إلى محاولة فرض لغة الفتنة والإيقاع ما بين بشري وبقاعصفرين من جهة فضلاً عن الدلالات الخطيرة لهذا السلوك المريب على مدى إفلاس أصحابه وانعدام أية حقوق مزعومة لهم في أرضنا.
الحد من الحرائق
على الخط البيئي، وفي ظل موجة الحر التي تضرب لبنان وبعض الدول وتتسبب باندلاع حرائق، أكّد وزير البيئة في حكومة تصريف الأعمال ناصر ياسين، «جهوزية الوزارة لمواجهة موجة الحرّ التي يتعرّض لها لبنان ضمن الخطة الاستراتيجية الهادفة إلى الوقاية والحدّ من الحرائق بالتعاون مع فرق المستجيب الأول المؤلفة من البلديات وجمعيات المجتمع المدني والأهالي، وبمؤازرة الدفاع المدني والجيش اللبناني». وأشار إلى «جهود هؤلاء الكبيرة بإخماد 12 حريقًا اندلع بالأمس في عدة مناطق لبنانية، من دون تسجيل خسائر كبيرة». كما لفت إلى المساعي الحثيثة لتوفير الدعم الكافي للدفاع المدني الذي يقوم بجهود جبارة بواسطة إمكانات جد متواضعة، داعيًا المواطنين إلى اليقظة والانتباه، مذكّرًا بقانون الغابات الصادر في العام 1970 الذي يحذّر من إشعال النيران قرب الغابات.