الكرملين ينفي تصفية بريغوجين.. بوتين يُعيد «فاغنر» إلى بيت الطاعة
نفى الكرملين أمس ضلوعه في حادث تحطم طائرة زعيم مجموعة فاغنر المسلحة يفغيني بريغوجين، وذلك تعليقا على تكهنات باغتياله ردا على تمرده المسلح على القيادة العسكرية الروسية قبل شهرين.
وبعد أقل من 48 ساعة على خروج بريغوجين من المعادلة، أصدر بوتين مرسوما يلزم عناصر المجموعات غير النظامية مثل فاغنر أداء قسم اليمين، في خطوة نحو حسم ملف التعامل مع الشركات العسكرية التي تقاتل مع الجيش الروسي، سواء في أوكرانيا أو خارجها وإعادتها إلى حضن الدولة.
وقال المتحدث باسم مقر الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف خلال مؤتمر صحافي أمس “هناك الكثير من التكهنات حول تحطم الطائرة والوفاة المأساوية للركاب، بما في ذلك يفغيني بريغوجين… كل هذا كذب محض”.
وأضاف “نعلم جيدا في أي اتجاه يتم التكهن في الغرب”، مشددا على أن التحقيق مستمر في الحادثة.وفي مقابل النفي الروسي، ألمحت كييف والعديد من العواصم الغربية، لاسيما واشنطن وبرلين وباريس، الى شبهات بأن مقتل بريغوجين كان نتيجة عملية اغتيال اتخذ الكرملين القرار بها.
لكن المتحدث باسم البنتاغون أكد أمس الأول أن الجيش الأميركي لا يمتلك “معلومات تؤشّر إلى ارتباط صاروخ أرض-جو” بالحادث، مشيراً إلى أنّ التكهّنات بتحطّم الطائرة بسبب ذلك “غير دقيقة”.
وفي حين انسحب عناصر فاغنر من الجبهات في أوكرانيا بعد التمرد، لا تزال المجموعة تنشط في دول إفريقية تشهد نزاعات مسلحة خصوصا مالي وجمهورية إفريقيا الوسطى.
وقبل يومين من تحطم الطائرة، ظهر بريغوجين في شريط مصوّر قائلا إنه موجود مع مقاتليه في إفريقيا حيث يعمل للحفاظ على “عظمة روسيا”.
ويواجه عناصر فاغنر اتهامات بانتهاكات وعمليات إعدام ميدانية وتعذيب في مختلف مناطق نشاطهم.
وأكد الكرملين أمس أن لا علم له بما سيكون عليه مصير المجموعة.
وقال بيسكوف للصحافيين “في ما يتعلّق بمستقبلها، لا يمكنني أن أقول لكم شيئا الآن، لا أدري”.
وقال إن «مثل هذا الهيكل غير موجود بحكم القانون». ووفقاً له «لا يوجد سوى مجموعات من مقاتلي (فاغنر) قدمت مساهمة كبيرة في العملية العسكرية الخاصة، ولعبت دوراً مهماً في تحرير عدد من مناطق جمهورية دونيتسك». وزاد أن «بطولة هؤلاء الناس لن تُنسى (…) أما بالنسبة للمستقبل فلا أستطيع أن أقول أي شيء، لا أعرف».
من جهته قال رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو، أمس إنه حذر قائدي فاغنر يفغيني بريغوجين وديمتري أوتكين من التهديدات المحتملة لحياتهما، وفقاً لوكالة «رويترز» للأنباء.
واستبعد الرئيس البيلاروسي أن يكون بوتين ضالعا في مقتل بريغوجين.
في موازاة ذلك وقّع بوتين أمس مرسوما يلزم عناصر المجموعات المسلحة غير النظامية أداء قسم اليمين.
وبات لزاما على هؤلاء التعهد بـ”الإخلاص” و”الوفاء” لروسيا، و”الامتثال الصارم لأوامر القادة والمسؤولين (الأعلى رتبة)”، وفق نصّ المرسوم المنشور على موقع الحكومة الروسية.
ويتعهد العناصر كذلك “احترام الدستور الروسي بشكل مقدس”، و”الدفاع بشجاعة عن الاستقلال والانتظام الدستوري” للبلاد، وتنفيذ المهام الموكلة إليهم.
ويشمل المرسوم الأشخاص المدرجين كمقاتلين متطوعين والذين “يسهمون في تنفيذ المهام الموكلة الى القوات المسلحة الروسية” و”هيئات وتشكيلات عسكرية” أخرى، بما يشمل قوات الدفاع التي تمّ تشكيلها خلال حرب أوكرانيا.
الى ذلك، اعتبر وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف إن مجموعة فاغنر “انكسرت” بعد مقتل بريغوجين.
وقال لصحيفة فيلت أم تسونتاغ الألمانية “لم يعد هناك بالفعل مجموعة فاغنر كما كانت عليه قبل عام كقوة قتالية مهمة”.