غوتيريش يطالب العالم بوقف «الحرب على الطبيعة»
ناشد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، عشية افتتاح المناقشات العامة للدورة السنوية الـ78 للجمعية العامة للأمم المتحدة، دول العالم اعتماد «خطة إنقاذ عالمية» لأهداف التنمية المستدامة، وتأمين تمويل بـ500 مليار دولار سنوياً لجهود انتشال الناس الذين سحقتهم نوائب الفقر والجوع والدمار.
ودعا غوتيريش إلى وقف الحرب على الطبيعة، في ظل تغيّرات مناخية حادة تستوجب إجراءات سريعة، أبرزها ما سماه «لحظة بريتون وودز جديدة» لوضع حلول عملية، بحلول قمة المستقبل في أيلول المقبل.
وأطلق كبير الموظفين الدوليين نداءاته هذه عشية بدء مداولات الزعماء صباح اليوم.
وكان غوتيريش يتحدث في افتتاح المنتدى السياسي الرفيع المستوى حول التنمية المستدامة، بمشاركة عدد كبير من زعماء العالم، فذكَّر بالاجتماع الذي عقد قبل 8 سنوات لاعتماد الأهداف الـ17 للتنمية، معتبراً أنه في منتصف الطريق حتى موعد تحقيق تلك الأهداف عام 2030 «سُحق الناس تحت عجلات الفقر الطاحنة» بينما «يتضور آخرون جوعاً». وحذر من أن «مجتمعات بأسرها على عتبة الدمار حرفياً بسبب تغير المناخ».
وقال إنه بعد الوعود الكثيرة التي أطلقت، فإن «15 في المائة فقط من الأهداف تسير على المسار الصحيح اليوم»، عازياً ذلك إلى أن «كثيرين يسيرون في الاتجاه المعاكس».
وقال: «تحتاج أهداف التنمية المستدامة إلى خطة إنقاذ عالمية»، مشدداً على أن ذلك يعتمد على التمويل «لتحفيز أهداف التنمية المستدامة بما لا يقل عن 500 مليار دولار سنوياً، فضلاً عن آلية فعالة لتخفيف عبء الديون تدعم تعليق المدفوعات، وشروط إقراض أطول، وأسعار فائدة أقل».
ودعا إلى «لحظة بريتون وودز جديدة، وإلى وضع حلول عملية بحلول قمة المستقبل في سبتمبر المقبل»، مضيفاً أن ذلك يستوجب عدة عوامل، أولها أنه «يجب علينا أن نتخذ إجراءات في شأن الجوع»، بالإضافة إلى عقد اتفاقات جديدة للطاقة؛ لأن «التحول إلى الطاقة المتجددة لا يحدث بالسرعة الكافية». ونبه ثالثاً إلى أنه «لا يتم نشر فوائد وفرص التحول الرقمي على نطاق واسع بما فيه الكفاية». وطالب كذلك ببناء «مجتمعات تعلّم» ترتكز على «التعليم الجيد وسد الفجوة الرقمية».
وتستهل الجلسة الافتتاحية اليوم بكلمات لعدد من زعماء العالم، وأولهم الرئيس البرازيلي إيناسيو لولا دا سيلفا، على أن يليه الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي سيكون وحيداً من زعماء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، على أن يليه الملك عبد الله الثاني بن الحسين والرئيس التركي رجب طيب إردوغان وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ورئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي. ورغم وجود اسم الملك محمد السادس على لائحة متحدثي الثلاثاء بين الزعماء، لم تؤكد البعثة المغربية لدى الأمم المتحدة هذا الأمر.
لكنّ الأنظار ستتجه بصورة خاصة إلى الكلمة التي سيلقيها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في ظل استقطاب وخلاف كبيرين على الساحة الدولية، هما ربما الأكثر خطورة منذ نهاية الحرب الباردة في نهايات القرن العشرين.