كارثة درنة: مزيد من الجثث ومخاوف من الأوبئة
وجد الليبيون الذين جرفت الفيضانات منازلهم في مدينة درنة بشرق البلاد قبل أسبوع أنفسهم، أمس، محاصرين بين مطرقة البقاء في المدينة مع نقص المياه العذبة وسندان الفرار منها عبر مناطق جرفت الفيضانات ألغاما أرضية إليها.
وتتواصل عمليات البحث والإنقاذ عن ناجين رغم تضاؤل الآمال، وتستمر عمليات انتشال الجثث وسط تحذيرات من تفشي الأوبئة والأمراض في المدينة.
وتمتد جهود البحث عن جثث الضحايا إلى البحر، حيث تعمل فرق إسعاف ليبية بمساندة فرق أجنبية على انتشال عدد من الجثامين التي جرفتها السيول إلى البحر.
وذكر فريق إغاثة ليبي أن عناصره شاهدوا نحو 600 جثة في البحر قبالة منطقة أم البريقة على مسافة نحو 20 كيلومترا من مدينة درنة. كما ذكر مسعفون من مالطا، يساعدون في عمليات البحث، أنهم شاهدوا مئات الجثث في عرض البحر.
في غضون ذلك، باشرت عدة شركات عملية رش مدينة درنة بمواد للتعقيم والوقاية من مخاطر انتشار الأوبئة نتيجة تحلل بعض الجثث التي لم يتم انتشالها بعد.
ومع شروق شمس، أمس خفت حدة مشاهد الدمار مع إزالة أكوام الركام ووضعها على جوانب طرق خالية، ورفع كميات من المعادن المتشابكة بعضها أجزاء من حطام سيارات.
وذكر تقرير أن ما لا يقل عن 11300 شخص لقوا حتفهم فيما لايزال أكثر من عشرة آلاف في عداد المفقودين في درنة بعد أن اجتاحت العاصفة دانيال، التي جاءت عبر البحر المتوسط، المدينة ومناطق سكنية ساحلية أخرى.
من جهتها، أكدت حكومة الوحدة الوطنية حاجتها لدعم لوجستي دولي للمساعدة في عمليات البحث والإنقاذ.
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية في حكومة الوحدة عبد المنعم العربي للجزيرة إن الحكومة أصدرت قرارات بتسهيل إصدار التأشيرات لفرق الإغاثة الدولية لتسهيل وصولها إلى ليبيا.
وناشد وزير البيئة في حكومة الوحدة الوطنية إبراهيم العربي منير جميع الدول تقديم المساعدات إلى بلاده من أجل التعامل مع آثار السيول والفيضانات التي اجتاحت مناطق واسعة شرقي ليبيا.
إلى ذلك وصلت إلى مطار بنينا الدولي في مدينة بنغازي،أمس الطائرة الإغاثية السعودية الثانية، وعلى متنها 40 طناً من المساعدات الغذائية، لتوزيعها على المتضررين من الفيضانات التي ضربت مدناً بشرق ليبيا.
جاءت هذه الخطوة، بحسب وكالة الأنباء السعودية (واس)، إنفاذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، والأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، بتقديم مساعدات غذائية وإيوائية لإغاثة المتضررين من الإعصار في ليبيا.