قره باغ يفرغ من سكّانه.. وباكو توافق على دخول مراقبين
يستمرّ نزوح الأرمن الجماعي من جيب ناغورني قره باغ ، غداة الإعلان عن حلّ الجمهورية الانفصالية المعلنة من جانب واحد، وعلى الرغم من دعوات أذربيجان لهم للبقاء.
وخلال فرارهم على الطريق الجبلي الوحيد الذي يربط الإقليم بأرمينيا، قُتل ما لا يقل عن 170 شخصاً في انفجار مستودع للوقود الاثنين، وفقاً لحصيلة جديدة نشرتها الشرطة التابعة للقوات الانفصالية امس.
وقالت إنّه «تمّ العثور حتى الآن على رفات 170 شخصاً… وتمّ تسليمها إلى الطب الشرعي». وسيتم إرسالها إلى أرمينيا لتحديد هويات أصحابها.
في سياراتهم المملوءة بالمؤن القليلة، المتبقية بعد أشهر من حصار باكو، توقف العديد من السائقين في هذه المحطة الواقعة على مشارف «العاصمة» ستيباناكيرت، وهي واحدة من المحطات القليلة التي ما زالت في الخدمة.
وقال مكتب مستشار رئاسي في أذربيجان، امس، إن بلاده تعتزم السماح لمجموعة من خبراء الأمم المتحدة بزيارة منطقة قره باغ «في غضون أيام»، وذلك بعد دعوة
واشنطن ودول غربية باكو للسماح بدخول مراقبين في ظل مخاوف من احتمال حدوث انتهاكات لحقوق الإنسان.
يأتي ذلك فيما قال وزير الدفاع الأرميني سورين بابيكيان إن الباب مفتوح أمام عناصر ما كان يعرف باسم «جيش قره باغ» الذي يضم انفصاليين أرمنيين بالإقليم للانضمام للجيش الأرميني.
كما أعلن الكرملين امس أن روسيا ستناقش مع أذربيجان مستقبل قوات حفظ السلام الروسية الموجودة في قره باغ، وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف «بما أن المهمة موجودة الآن على الأراضي الأذربيجانية، فإن هذه النقطة ستكون موضوع مناقشات مع الجانب الأذربيجاني».
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن هذه القوات أدخلت 12 طنا من المساعدات الإنسانية والمحروقات إلى ستيباناكيرت، عاصمة الإقليم، مشيرة إلى أن البعثة ستواصل تأدية مهامها، بالتعاون مع سلطات قره باغ والسلطات الأذربيجانية.
وتمكنت باكو في 19 الجاري بعد عملية عسكرية خاطفة دامت ساعات من دحر الانفصاليين الأرمن في قره باغ ودفعهم للموافقة على الاستسلام وإلقاء السلاح، معلنة بذلك فرض سيادتها على الإقليم المتنازع عليه.
من ناحية أخرى، أفادت السلطات الأرمينية بارتفاع عدد النازحين من قره باغ إلى أرمينيا إلى نحو 90 ألفا، وقالت المتحدثة باسم رئيس الوزراء الأرميني إنه تم تأمين سكن مؤقت لأكثر من 20 ألفا من النازحين.
في المقابل، قالت مسؤولة في مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن أكثر من 88 ألف شخص عبروا الحدود إلى أرمينيا وقد يرتفع العدد الإجمالي إلى 120 ألفا، وهو رقم يطابق تقديرات إجمالي سكان المنطقة.
وقالت المسؤولة -ردا على سؤال للصحفيين بشأن أعداد اللاجئين- «نحن جاهزون للتعامل مع ما يصل إلى 120 ألفا، ومن الصعب التكهن بالأعداد التي ستصل في هذه المرحلة».
فيما أكدت مسؤولة أخرى بالأمم المتحدة في المؤتمر الصحفي ذاته أن الأطفال يمثلون ما يقرب من ثلث اللاجئين.
وقالت ريجينا دي دومينيسيس، المديرة الإقليمية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) «إن مصدر القلق الرئيسي بالنسبة لنا هو أن العديد منهم قد انفصلوا عن أسرهم».
على صعيد آخر، أعلنت إدارة أمن الحدود الأذربيجانية أنها اعتقلت ليوفا مناتساكانيان، التي شغلت منصب وزيرة الدفاع في ما كان يعرف بـ»حكومة جمهورية قره باغ» بين عامي 2015 و2018.
وقالت الإدارة -في بيان لها- إن عملية الاعتقال جرت عند النقطة الحدودية في معبر لاتشين أثناء محاولتها العبور نحو أرمينيا.
كما ذكر جهاز أمن الدولة في أذربيجان أنه اعتقل دافيد مانوكيان، النائب الأول لقائد ما يعرف بـ»جيش قره باغ»، خلال محاولته عبور معبر لاتشين إلى أرمينيا.
ووُجهت لمانوكيان تهم عدة أبرزها دعم الإرهاب، وإدارة مجموعات مسلحة وتزويدها بالأسلحة والمتفجرات على الأراضي الأذربيجانية.
وفي سياق آخر، نقلت وكالة الأنباء الأرمينية (أرمنبريس) عن مسؤولين في قره باغ قولهم إن عدد قتلى الانفجار الذي وقع الاثنين الماضي وأعقبه حريق في مستودع للوقود بالمنطقة ارتفع إلى 170.