اجتماع أوروبي «تاريخي» في كييف من دون قرارات
أعرب الاتحاد الأوروبي عن دعمه الراسخ لأوكرانيا أمس بعدما اجتمع وزراء خارجيته في العاصمة كييف، وذلك في لقاء تاريخي يعقد للمرة الأولى خارج حدوده.
ويأتي الاجتماع فيما تتزايد الخلافات بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي حول مسألة دعم أوكرانيا وفيما تحقق كييف مكاسب محدودة في هجومها المضاد ضد القوات الروسية.
وقال مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في بيان على وسائل التواصل الاجتماعي “نعقد اجتماعا تاريخيا لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي هنا في أوكرانيا، الدولة المرشحة والعضو المقبل في الاتحاد الأوروبي”.
وأضاف “لكن للأسف، كانت هذه المرة الأولى التي يجتمع فيها وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بلد في حالة حرب”.
وأضاف أن الهدف من الاجتماع هو “التعبير عن تضامننا ودعمنا للشعب الأوكراني”، مقرّا بأن الاجتماع “لا يهدف للتوصل إلى نتائج وقرارات ملموسة”.
وقال الرئيس فولوديمير زيلينسكي للوزراء الأوروبيين في بيان إن مدة الحرب التي دخلت الآن شهرها العشرين، ستتوقّف تماما على الدعم الذي تتلقاه أوكرانيا من حلفائها.
ومن أجل إنهاء الحرب بسرعة، حضّ زيلينسكي الاتحاد الأوروبي على توسيع نظام عقوباته على روسيا وإيران التي زودت القوات الروسية طائرات مسيّرة هجومية.
ودعا أيضا إلى “تسريع” عمل الكتلة لتوجيه “الأصول الروسية المجمدة لتمويل إعادة بناء أوكرانيا التي دمّرتها الحرب”.
وقال وزير الخارجية الأوكرانية دميترو كوليبا للصحافيين إلى جانب بوريل “هذا حدث تاريخي لأنها المرة الأولى التي يجتمع فيها مجلس الشؤون الخارجية خارج حدوده الراهنة، خارج حدود الاتحاد الأوروبي، لكن ضمن الحدود المستقبلية للاتحاد الأوروبي”.
وبقيت دول الاتحاد الأوروبي البالغ عددها 27 متّحدة في دعمها لأوكرانيا منذ بدء الغزو الروسي، ففرضت على روسيا عقوبات شديدة وأنفقت مليارات اليورو على الأسلحة لكييف.
لكن هناك الآن مخاوف متزايدة من ظهور تصدعات داخل الاتحاد مع تزايد القلق أيضا بشأن دعم الولايات المتحدة، وهي من الدول الرئيسية التي تقف إلى جانب لأوكرانيا.
من جهة ثانية، قد تنضم سلوفاكيا إلى المجر، أقرب حليف لروسيا في الاتحاد الأوروبي، في معارضتها مزيدا من الدعم لأوكرانيا بعد فوز الحزب الشعبوي الذي يتزعمه رئيس الوزراء السابق روبرت فيكو في الانتخابات التشريعية في براتيسلافا نهاية الأسبوع الماضي.
ولم يحضر وزراء خارجية المجر وبولندا ولاتفيا القمة، وفق ما أفاد مسؤول في الحكومة الأوكرانية لوكالة فرانس برس شرط عدم كشف اسمه، موضحا أن ممثلي بولندا ولاتفيا تغيبا بسبب المرض.
كذلك هناك توترات بين كييف وبعض أشد الدول المؤيدة لها في الطرف الشرقي للاتحاد الأوروبي أبرزها بولندا، حول مسألة تدفق الحبوب الأوكرانية إلى أسواقها.
وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا أمس إن الكرملين يعمل على إحداث انقسامات بين حلفاء كييف، وحضّهم على التوحد في مواجهة الضغوط الروسية.
وقال كوليبا خلال مؤتمر صحافي مع بوريل إن “أكبر توقعات (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين تحديدا هي أن الغرب والعالم سيتعبان من الوقوف بجانب أوكرانيا في هذه الحرب. توجّه روسيا موارد ضخمة لهذا الهدف”.
وأضاف “يجب ألا نماشيهم”، مشيرا إلى أن “زيارة اليوم ليس هدفها رمزيا… إنها أداة ملموسة لمواجهة الخطابات حول ما يسمى الافتقار إلى الوحدة”.
من جانب آخر، تطرّقت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا إلى المخاوف المرتبطة بتراجع الدعم، قائلة إن الاجتماع كان إشارة لموسكو على تصميم الكتلة على دعم أوكرانيا على المدى الطويل.
وقالت لصحافيين “إنه دليل على دعمنا الراسخ والدائم لأوكرانيا، حتى تنتصر”.
وأضافت “إنها أيضا رسالة إلى روسيا مفادها أنه لا ينبغي أن تراهن على أننا سنتعب. سيستمر دعمنا لفترة طويلة”.
وتوقع الكرملين الذي كان يراهن على سقوط سريع لأوكرانيا، أمس أن التعب من دعم أوكرانيا “سيتزايد”.
ودعت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إلى وضع استراتيجية لحماية أوكرانيا من تبعات الضربات الروسية على شبكة الطاقة الأوكرانية في الأشهر المقبلة مع انخفاض درجات الحرارة.
وقالت في كييف “أوكرانيا تحتاج إلى خطة حماية في الشتاء تشمل دفاعا جويا ومولدات وتعزيز إمدادات الطاقة”.
وتابعت “رأينا في الشتاء الماضي الطريقة الوحشية التي يشن بها الرئيس الروسي (فلاديمير بوتين) هذه الحرب”.
وتقول السلطات الأوكرانية إن روسيا شنت ضربات منهجية على البنى التحتية للطاقة في أوكرانيا، ما ترك الملايين العام الماضي من دون تدفئة أو ماء.
على صعيد آخر، دعا كوليبا إلى دعم الاتحاد الأوروبي لاستئناف الصادرات المنتظمة للحبوب عبر البحر الأسود.
وتطالب أوكرانيا بدعم إنشاء طريق بحري منذ أوقفت موسكو العمل باتفاق يضمن مرورا آمنا لصادرات الحبوب في البحر الأسود في تموز.
وقال كوليبا “يمكن إنشاء ممر بحري تصدر أوكرانيا عبره الحبوب إلى العالم بدون مشاركة روسيا. لقد أثبتنا ذلك من قبل”.