أكثر من مئة قتيل بهجوم بالمسيَّرات على الكلية الحربية في حمص
قُتل أكثر من مئة شخص أمس في هجوم بطائرات بدون طيار استهدف الكلية العسكرية في وسط سوريا أثناء حفل تخريج ضباط، وفق حصيلة جديدة نشرها المرصد السوري لحقوق الإنسان.
جاء ذلك فيما نفّذت تركيا ضربات ضدّ مواقع ومرافق في مناطق تحت سيطرة الإدارة الذاتية الكردية في شمال شرق سوريا، أسفرت عن مقتل تسعة أشخاص على الأقل وفقاً للقوات الكردية.
وأدّى الهجوم بمسيرات على الكلية العسكرية في حمص، والذي اتّهم الجيش السوري “تنظيمات إرهابية” بالوقوف وراءه، إلى سقوط “أكثر من مئة قتيل، أكثر من نصفهم من الضباط الخريجين إضافة الى 14 مدنياً على الأقل”.
كما أصيب 125 آخرون على الأقل بجروح، وفق المرصد.
وكانت حصيلة سابقة للمرصد أفادت عن مقتل أكثر من ستين شخصاً بينهم تسعة مدنيين من عائلات الضباط الذين حضروا حفل التخرج.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم.
واتهم الجيش السوري في بيان “التنظيمات الإرهابية المسلحة المدعومة من أطراف دولية معروفة” بالوقوف خلف الاستهداف “عبر مسيرات تحمل ذخائر متفجرة وذلك بعد انتهاء الحفل مباشرة، ما أسفر عن ارتقاء عدد من الشهداء من مدنيين وعسكريين ووقوع عشرات الجرحى”، من دون تحديد أي حصيلة.
وأضاف أن “القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة تعتبر هذا العمل الإرهابي الجبان عملاً إجرامياً غير مسبوق، وتؤكد أنها سترد بكل قوة وحزم على تلك التنظيمات الإرهابية أينما وجدت”.
ونددت وزارة الخارجية من جهتها بـ”الجريمة النكراء”، مطالبة “الأمم المتحدة ومجلس الأمن بإدانة هذا العمل الإرهابي الجبان”.
وأعلنت الحكومة الحداد الرسمي لمدة ثلاثة أيام بدءاً من اليوم.
وفي وقت لاحق أمس أفاد المرصد وشهود عيان عن قصف مدفعي نفذته القوات الحكومية على مدن عدة تحت سيطرة هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) وفصائل متحالفة معها في محافظة إدلب (شمال غرب).
وتسبب القصف وفق المرصد بمقتل أربعة مدنيين.
وأوقع قصف مماثل فجر أمس على بلدة في ريف حلب الغربي، المجاور لإدلب، خمسة قتلى من عائلة واحدة هم سيدة مسنة وأولادها، وفق المرصد وفرق الدفاع المدني الناشطة في المنطقة.
وأعرب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك في ايجاز صحافي عن أن “الامين العام يشعر بقلق بالغ” إزاء الهجوم على الكلية العسكرية، مبدياً في الوقت ذاته قلقه “من القصف الانتقامي من جانب القوات الموالية للحكومة على مواقع عدة في شمال غرب سوريا”.
وأكد إدانته بشدة “لجميع أعمال العنف” وحثّه “الأطراف كافة على احترام التزاماتها” و”ضرورة حماية المدنيين والبنى التحتية المدنية”.
في شمال شرق سوريا، نفّذت تركيا أمس سلسلة ضربات بطائرات بدون طيار ضدّ أهداف عسكرية وبنى تحتية في مناطق سيطرة الإدارة الذاتية التي يقودها الأكراد، ما أسفر عن مقتل تسعة أشخاص على الأقل.
وأصيب شرطيان تركيان الأحد بهجوم نفذه شخصان على مقر وزارة الداخلية في أنقرة، تبنّاه حزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمرّدا مسلحا ضد السلطات التركية منذ العام 1984.
وقال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان الأحد إن “الإرهابيَين جاءا من سوريا وتدرّبا هناك”، لافتا الى أن “كلّ البنى التحتية والمنشآت الكبيرة ومنشآت الطاقة التابعة (للمجموعات الكردية المسلحة) في العراق وسوريا هي أهداف مشروعة لقواتنا الأمنية”.
وأدت الضربات على محافظة الحسكة إلى مقتل “ستة من أفراد قوات الأمن الكردي في غارة” استهدفت معملاً لتصنيع الحجارة في منطقة عامودا، وفق بيان عن المكتب الإعلامي لقوى الأمن الداخلي في شمال وشرق سوريا.
وفي وقت لاحق، أوضح المتحدث باسم قوات سوريا الديموقراطية فرهاد شامي أن بين القتلى أحد عمال المعمل.
كما أسفرت غارة أخرى عن مقتل “مدنيين” آخرين كانا يستقلّان درّاجة نارية.
وطالت الضربات التركية، وفق القوات الكردية، مرافق عدة بينها موقع لمخازن النفط ومحطات لتكرير النفط.
وشاهد مصور لفرانس برس إثر الضربات، أعمدة من الدخان الأسود فوق موقع القحطانية النفطي قرب الحدود مع تركيا. وتوجّه رجال الإطفاء إلى محطة توليد الكهرباء الرئيسية في مدينة القامشلي في محافظة الحسكة.
وقال الشامي “هناك تصعيد واضح في قصف المسيرات منذ بدء التهديدات التركية”.
وفي أسواق مدينة القامشلي الحدودية، يتسمّر أصحاب المتاجر وزبائنهم القلائل أمام شاشات التلفزيون والهواتف ويتابعون بقلق آخر أنباء المسيرات التركية التي تستهدف مناطقهم.
وقال حسن الأحمد (35 عاما)، وهو أحد تجار القماش في سوق القامشلي الشعبي “الوضع في المنطقة يتجه نحو الأسوأ كل يوم وكل مرة نواجه المصير ذاته”.
وأضاف “تركيا لا تدعنا نرتاح على أرضنا وتستهدفنا كل يوم وتقتل السكان فيما لا نريد سوى أن يعيش أطفالنا بسلام وآمان”.
وفي بيان أمس، دعت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا “المجتمع الدولي والتحالف الدولي والمؤسسات الأممية والحقوقية والإنسانية وكذلك روسيا إلى اتخاذ مواقف فعالة ورادعة لهذا الجموح التركي نحو فرض توازنات جديدة على سوريا ولكن عبر مناطقنا”.