إسرائيل تدفع الى خرق قواعد الاشتباك في الجنوب
مسألة ايام قليلة جدا سيتظهر خلالها مصير غزة والمنطقة. فما شهدته الايام الاخيرة من تسخين على الجبهات وقصف اسرائيلي عنيف على مناطق متفرقة من قطاع غزة جواً وبراً، مع بدء اسرائيل بالعمليات البرية العسكرية من 3 محاور، وتصدي المقاومة الفلسطينية لها، جعل السباق محموماً بين الجهود المكثفة المبذولة على خط وقف اطلاق النار تمهيدا للتفاوض حول الاسرى لدى حماس وارساء التسوية، وبين الانفجار الكبير الذي سيطيح بالمفاوضات الجارية بين قطر وعمان وبالتنسيق الاميركي-الايراني المتقاطع على نقطة عدم الرغبة بالانزلاق الى الحرب الشاملة.
وفي اسبوع الحسم ايضا، بدا لبنان في اعلى درجات التوتر والاستنفار تحسباً لزجه في الصراع، على رغم الضغوط الدولية والداخلية الممارسَة من اكثر من طرف لابقائه في منأى عنه، ولحزب الله خططته في هذا السياق، وسط معلومات عن امكان فتح جبهة الجولان بدلا من لبنان.
جولة ميقاتي
وأمس بدا رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي جولة عربية من قطر حيث التقى اميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في الديوان الأميري صباح امس، في حضور رئيس الحكومة القطرية وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني. تم خلال اللقاء عرض آخر تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية والمنطقة، إضافة إلى مناقشة العلاقات الثنائية بين لبنان وقطر وسبل تعزيزها وتطويرها.
بعد ذلك عقد رئيس الحكومة اجتماعا مع رئيس الحكومة القطرية وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، في حضور القائمة باعمال سفارة لبنان لدى دولة قطر السفيرة فرح بري.
بعد ذلك، عقدت خلوة بين الرئيسين ميقاتي والشيخ محمد بن عبد الرحمن.
خروج عن القواعد
وفي اليوم الحادي والعشرين على انطلاق المواجهات، خرقت القوات الإسرائيلية، قواعد الإشتباك بطائرة مسيّرة استهدفت بثلاثة صواريخ موقعاً في جبل صافي، شمال نهر الليطاني، وبعمق حوالى 20 كلم خط نار عن الشريط الحدودي، بعدما انحصرت المواجهات سابقا ضمن نطاق 5 كلم، وهي المرة الثانية منذ بدء المواجهات تلجأ فيها اسرائيل إلى استهداف مناطق بهذا العمق، بعدما استهدفت سابقا منطقة “بركة الجبور” في جبل الريحان.وفيما واصلت المسيّرات الإسرائيلية تحليقها، نفذ حزب سلسلة عمليات ضد المواقع الاسرائيلية ، وكان لافتا استخدام صواريخ ارض – جو لاسقاط المسيرات المعادية لاول مرة منذ اندلاع النزاع.
“غادروا الآن”
ومع ارتفاع وتيرة التصعيد في الميدان، أوصت وزارة الخارجية الأميركية المواطنين الأميركيين، في لبنان بالمغادرة، الآن، بينما تظل الرحلات الجوية التجارية متاحة، وذلك بسبب الوضع الأمنيّ الذي لا يمكن التنبؤ به.وقالت السفارة الأميركية، في بيروت، عبر منصة “اكس”: “ليس هناك ما يضمن أنّ الحكومة الأميركية ستقوم بإجلاء المواطنين الأميركيين وأفراد أسرهم، في حالة الأزمات”.
السفارة الكندية تنفي:
في المقابل، نفت السفارة الكندية في لبنان معلومات تحدثت عن أن طائرة عسكرية كندية حطت في مطار بيروت ليل أمس لإجلاء رعايا كنديين وعلى متنها عناصر أمنية غادروا المطار بعد وسم جوازاتهم، وأن الطائرة غادرت بعد أن أفرغت ذخيرة وأسلحة مخصصة لأمن السفارة.
اتصالات لوقف العدوان
اما في السياسة ومواكبة للتصعيد الامني، استقبل مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في دار الفتوى وعقد خلوة قبيل انضمام رئيس الحكومة الى جلسة المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى، واكد الرئيس ميقاتي أن الحكومة تقوم بالاتصالات والمساعي والجهود الديبلوماسية والسياسية عربيا ودوليا لوقف العدوان الإسرائيلي على جنوب لبنان وغزة، وشدد على أن الحكومة لديها خطة طوارئ لاحتواء تداعيات ما يمكن أن يحدث نتيجة العدوان المستمر على الأشقاء الفلسطينيين.
اميركا قلقة
من جهته، أكد عضو المجلس المركزي في “حزب الله” الشيخ نبيل قاووق، أن “المقاومة في الجنوب تحمي أهلها وتنتصر لغزة بأقدس دمائها، وهي فرضت معركة على امتداد الحدود، واستنزافاً حقيقياً على جيش العدو، اضطر من خلاله لإغلاق المواقع والمستوطنات وإبقاء كل شمال فلسطين المحتلة في حالة قلق وخوف فضلاً عن لجوء المستوطنين إلى الملاجئ”. وشدد قاووق خلال مشاركته في الاحتفال التكريمي الذي أقامه الحزب لشهدائه على طريق القدس طه عباس، حسام إبراهيم وعلي مرمر، في حسينية بلدة عيترون الجنوبية، على أن “عمليات المقاومة في الجنوب حققت معادلات وإنجازات جديدة ومؤثرة، والمقاومة لا تزال في الميدان تراقب العدوان على غزة، وقد استعدت لكل الاحتمالات، وأعدت كل المفاجآت، وهي تبقى على عهدها وعلى وصية سيد شهداء المقاومة”، لافتا الى أن “أميركا قلقة من نوايا وقرار حزب الله، وهذا خبر جيد ويفرحنا، والمطلوب ألا تطمئن أميركا لموقف حزب الله، وكلما كان القلق الأميركي أكبر، كان تأثير المقاومة في المعادلة أشد وأقوى، فنحن لا نريد أن نطمئنهم، والمطلوب أن يزداد قلقهم، وفخر وشرف عظيم لحزب الله أن يكون على امتداد هذا العالم مصدر القلق الأول للشيطان الأكبر الأميركي والشيطان الأصغر الإسرائيلي”.
المطار يعمل طبيعياً
ولفت مدير عام الطيران المدني بالوكالة فادي الحسن، إلى أن “التعميم الذي أصدرناه أمس وعمّمناه أتى استكمالاً لخطة الطوارئ التي تحدثنا بها منذ أسبوعين والمطار لا يزال يعمل بشكل طبيعي”. وفي حديث لـ”OTV”، أضاف: “حتى اللحظة فقط لوفتهانزا والخطوط الجوية السعودية هي التي علقت رحلاتها من وإلى المطار أما بقية الشركات فلا تزال تعمل بشكل طبيعي”. وتابع: “عدد الركّاب يصل يوميا الى 4 أو 5 الاف فيما المغادرة بين 6 أو 7 وهذه الأرقام منطقية جداً في ظل الظروف الراهنة”.