وزير نازي يطالب بإبادة نووية لغزة.. وفشل أميركي بتسويق هزيمة حماس
بلينكن يبحث في قبرص عن ممر إنساني.. ومدير الـCIA في تل أبيب للتفاوض حول الأسرى
بعد شهر من العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة المحاصر منذ ١٧ عاما تتوالى مشاهد المجازر التي يذهب ضحيتها آلاف الشهداء والجرحى والنازحين بين أنقاض شوارع وأحياء دمرت بكاملها في القصف الإسرائيلي الوحشي. وفي ظل الرفض الأميركي لوقف إطلاق النار إفساحا في المجال لتحقيق العدو ولو إنجازا عسكريا واحدا، وبعد فشل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بالتسويق لهزيمة حماس خلال لقائه نظرائه العرب في عُمان الذين شددوا بحسب ما قالت مصادر دبلوماسية لـ”اللواء” على أولوية وقف الحرب في غزة بعدما لم يلمسوا نية أميركية لوقف العدوان، شن جيش الاحتلال أمس غارات غير مسبوقة استهدفت شمال وغرب وجنوب شرقي مدينة غزة فيما قطع خطوط الإنترنت والاتصالات الهاتفية عن القطاع للمرة الثالثة منذ اندلاع العدوان.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي مساء أمس أنه يشن “ضربات كبيرة ستتواصل في الأيام المقبلة” على قطاع غزة، لافتا إلى أنه قسم القطاع المحاصر إلى شطرين.
وقال المتحدث باسم الجيش دانيال هاغاري إن “ضربات كبيرة تشن حاليا (…) وستتواصل هذه الليلة وفي الايام المقبلة”، مؤكدا أن القوات الإسرائيلية التي تنفذ عمليات برية في القطاع قسمته إلى شطرين: “جنوب غزة وشمال غزة”
وبلغت التصريحات الإسرائيلية الهمجية والنازية ذروتها أمس للتغطية على الفشل الميداني في مواجهة المقاومة الفلسطينية حيث لم يستبعد وزير التراث الإسرائيلي عميحاي إلياهو، إمكانية إلقاء قنبلة نووية على قطاع غزة، معتبراً أنها “إحدى الطرق” للتعامل مع القطاع. وقال خلال مقابلة، أمس رداً على سؤال بشأن ما إذا كان يتوقع أن تلقي إسرائيل “نوعاً من القنابل النووية غداً على غزة”: “هذه طريقة لإنهاء الحرب. لماذا تكون حياة المختطفين أكثر أهمية من حياة الجنود؟”.
وقد قوبلت تصريحات الوزير الإسرائيلي بموجة عارمة من الغضب والاستنكار داخل حكومة الحرب الإسرائيلية وخارجها. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن تعليق إلياهو، بشأن إلقاء قنبلة نووية على قطاع غزة “منفصل عن الواقع”.
وزعم أن “إسرائيل والجيش الإسرائيلي يعملان وفقاً لأعلى معايير القانون الدولي، لمنع إيذاء الأشخاص غير المنخرطين في الصراع، وسنواصل فعل ذلك، حتى النصر”، على حد قوله.
وفي وقت لاحق نقلت القناة الـ12 الإسرائيلية أن نتنياهو أوقف الوزير إلياهو عن اجتماعات الحكومة حتى إشعار آخر مضيفة أن بن غفير رفض طلب نتنياهو استبدال وزير التراث بوزير آخر.
ورأت حركة “حماس” في بيان على تليجرام، أن تصريحات الوزير الإسرائيلي “تعكس الإرهاب الصهيوني الإجرامي غير المسبوق الذي تمارسه هذه الحكومة الفاشية وقادتها ضد شعبنا الفلسطيني، وتشكل خطراً على كل المنطقة والعالم”.
من جهتها أعلنت السعودية، عن إدانتها “بأشد العبارات”، تصريحات الوزير الإسرائيلي، ورأت أن تلك التصريحات “تظهر تغلغل التطرف والوحشية لدى أعضاء في الحكومة الإسرائيلية”.
وفي وقت لاحق تراجع إلياهو عن تصريحاته قائلا: “من الواضح لأي شخص عاقل، أن التصريح بشأن قنبلة ذرية كان مجازياً”.
ميدانيا ذكر المركز الفلسطيني للإعلام أمس أن أكثر من 100 غارة إسرائيلية عنيفة وقعت على مخيم الشاطئ وحي الزيتون وحي الرمال في قطاع غزة خلال نصف ساعة.
وأعلنت حماس أن غارات إسرائيلية عدة استهدفت محيط مستشفى الشفاء، مشددة على أنها جاهزة لاستقبال أي منظمة دولية لتعاين مستشفيات القطاع بشأن مزاعم إسرائيل.
وأضافت أن قصفا إسرائيليا كثيفا يستهدف محيط مستشفيات عدة في قطاع غزة.
من جهته، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أن قواته قصفت 150 موقعا في غزة خلال الساعات الماضية.
وذكرت وزارة الصحة في غزة أن عشرات الشهداء قضوا في عدة مجازر نتيجة قصف إسرائيل مكثف.
وفي وقت سابق ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية نقلا عن مصادر طبية أن 200 فلسطيني أغلبهم من الأطفال والنساء استشهدوا في هجمات للقوات الإسرائيلية في قطاع غزة خلال الساعات الماضية.
وبعد مرور شهر على بدء الحرب في غزة، ارتفعت حصيلة الشهداء الفلسطينيين في القطاع الى 9770 شهيدا بينهم 4800 طفل 2550 امرأة و 569 مسناً إضافة إلى 24808 جرحى.
وقال الناطق باسم وزارة الصحة في قطاع غزة أشرف القدرة، إن الوزارة تلقت بلاغات عن وجود 2660 مفقوداً تحت الأنقاض منهم 1270 طفلاً.وارتفع عدد الضحايا بين الطواقم الطبية إلى 175 عاملاً ودمرت 31 سيارة إسعاف، واستهدف القصف 110 مؤسسات صحية .
وأكد الناطق “أن مشافي القطاع عاجزة تماماً عن تقديم أي خدمة صحية بمفهومها السليم، لآلاف الجرحى والمرضى بسبب قطع الإمدادات الطبية والوقود”.
وبينما يؤكد نتنياهو رفضه الدعوات المطالبة بوقف إطلاق النار في غزة لحين عودة جميع الرهائن تتواصل المعارك البرية شمال القطاع، رغم الدعوات لوقف إطلاق النار.
ونشر جيش الاحتلال الإسرائيلي مشاهد ظهرت فيها قواته تخوض معارك من منزل إلى آخر، بينما تتحرك دبابات وجرافات عسكرية بهدف تشديد الطوق على مدينة غزة.
وتم إلقاء منشورات عسكرية تحث سكان مدينة غزة على الانتقال جنوبا بين الساعة العاشرة صباحا والثانية بعد الظهر، بعد يوم من تقدير مسؤول اميركي وجود 350 ألف مدني على الأقل في المدينة وحولها.
وأعلن جيش الاحتلال “ضرب أكثر من 2500 هدف إرهابي” من قبل “القوات البرية والجوية والبحرية” منذ بدء العملية البرية شمال القطاع.
وذكر أن جنوده شاركوا في “قتال من مسافة قريبة” بينما كانت الطائرات الإسرائيلية تقصف أهدافا من بينها “مجمع عسكري لحماس” خلال الليل.
في المقابل، أعلنت كتائب عز الدين القسام امس استهداف عدد من الآليات الإسرائيلية في غزة وقصف تحشدات للجيش الإسرائيلي بقذائف الهاون، فضلا عن قصف مدن إسرائيلية بالصواريخ.
وأضافت في بيان أن عناصرها دمروا منذ صباح امس 6 دبابات إسرائيلية بقذائف الياسين 105 وقتلوا عددا من الجنود.
وقالت القسام -في سلسلة بيانات عبر منصتها في تلغرام- إن مقاتليها دمروا دبابة متوغلة شمال غرب مدينة غزة، ودبابتين في تل الهوا (جنوب مدينة غزة)، و3 دبابات في بيت حانون شمال القطاع.
وأوضحت أن عناصرها يخوضون اشتباكات مسلحة مع قوات العدو مشددة على أن مقاتليها يؤكدون قتلهم عددا من الجنود من مسافة قريبة.
وأفيد بأن صفارات الإنذار تدوي في تل أبيب وضواحيها، بينما قالت كتائب القسام إنها قصفت تل أبيب بدفعة صواريخ ردا على المجازر الصهيونية بحق المدنيين.
وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن صواريخ سقطت في تل أبيب ورمات غان وبيتح تيكفا.
سياسيا عارض وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن “التهجير القسري” للمدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، خلال لقاء مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله بالضفة الغربية المحتلة.
وهذه أول زيارة لبلينكن إلى الضفة الغربية منذ بدء الحرب في 7 تشرين الأول الماضي.
وبحث الجانبان أيضا بحسب المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر “ضرورة وقف أعمال العنف التي ينفذها متطرفون ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية”، في إشارة إلى عنف المستوطنين.
من جانبه، ندد عباس أمام بلينكن بـ”الإبادة الجماعية” في غزة قائلا “لا توجد كلمات لوصف حرب الإبادة الجماعية والتدمير التي يتعرض لها شعبنا الفلسطيني في غزة على يد آلة الحرب الإسرائيلية، بدون اعتبار لقواعد القانون الدولي”، وفق ما أوردت وكالة وفا للانباء.
وربط عباس عودة السلطة لإدارة القطاع ب “حل سياسي شامل” قائلا إن “قطاع غزة هو جزء لا يتجزأ من دولة فلسطين، وسنتحمل مسؤولياتنا كاملةً في إطار حل سياسيٍ شامل على كل من الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة”.
وفي مؤتمر صحافي في بغداد التي وصلها مساء أمس قال بلينكن إن “الولايات المتحدة تعمل بجد لضمان عدم امتداد الصراع خارج غزة”، مشيراً إلى أن هناك “تباين في وجهات النظر بين الهدنة الإنسانية ووقف النار”.
وأضاف أن “لإسرائيل مبرراتها بخصوص رفضها الموافقة على وقف إطلاق النار”، ولكنه اعتبر أن “الهدنة الإنسانية قد تعزز فرص إعادة الرهائن”.
وأشار بلينكن إلى أن “تدفق المساعدات إلى غزة بالوتيرة الحالية غير كاف تماماً”، مؤكداً أن “الأصوات والطموحات الفلسطينية يجب أن تكون في صلب مستقبل غزة”.
وقال بلينكن خلال حديثه عن الجهود المبذولة لوقف مؤقت لإطلاق النار، إن قادة الشرق الأوسط الذين التقاهم خلال جولته في الأردن رحبوا بالهدنة الإنسانية مضيفا “أعتقد أن الجميع سيرحبون بالهدنة الإنسانية، لا شك في ذلك”.
وكانت مصادر دبلوماسية قالت لـ”اللواء” أن نتائج لقاء وزير الخارجية الاميركية انطوني بلينكن مع وزراء خارجية الاردن ومصر ودول خليجية في العاصمة الأردنية عمان نهاية الاسبوع الماضي،لم يكن مشجعا بل كان محبطا للغاية، بسبب ما نقله بلينكن لهؤلاء الوزراء من معلومات عن رفض الجانب الاسرائيلي التجاوب مع طلب الولايات المتحدة الأمريكية للمباشرة بالموافقة على وقف اطلاق النار اولا كمدخل يسهل الانتقال بعدها لاطلاق المحتجزين وتبادل اسرى الجيش الإسرائيلي مع المعتقلين الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية والبدء بمسار التفاوض بين الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني لحل الازمة سياسيا .
وكشفت المصادر ان الوزراء العرب المجتمعين مع بلينكن،لم يلمسوا اصرارا اميركيا لممارسة الضغوط على المسؤولين الاسرائيليين وفي مقدمتهم نتنياهو للموافقة على وقف اطلاق النار في غزة، مايعني اعطاء وقت اضافي لإسرائيل للاستمرار بتهديم وتدمير قطاع غزة، وقتل المزيد من أفراد الشعب الفلسطيني.
من جهة أخرى قال مسؤولون في قبرص إن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن توقف لفترة وجيزة في بلادهم أمس حيث ناقش اقتراحا قبرصيا لإنشاء ممر مساعدات بحري لقطاع غزة الفلسطيني.
وقال المتحدث باسم الحكومة القبرصية كونستانتينوس لتيمبيوتيس في بيان إن الاجتماع تناول التطورات الجارية في الشرق الأوسط بالإضافة إلى اقتراح قبرص بخصوص إنشاء ممر بحري أحادي الاتجاه لإرسال المساعدات الإنسانية من قبرص إلى المدنيين في غزة بشكل مستمر.
إلى ذلك قال بلينكن إنه أجرى محادثة جيدة وصريحة للغاية، مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني.
وأشار إلى أنه “من المهم أن نبعث رسالة واضحة للغاية بشأن التهديدات للعسكريين الأميركيين مفادها: لا تفعلوا ذلك” مشددا على أن “الهجمات على العسكريين الأميركيين أمر يتعلق بسيادة العراق، وضد مصالحه”.
وتابع: “سنرد على أي تهديد لمصالحنا في المنطقة ولا نريد مواجهة مع إيران”.
وأمس قال مسؤولون إسرائيليون إن مدير وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) وليام بيرنز، سيصل إلى إسرائيل قريباً لتكثيف الجهود المحيطة بقضية الأسرى المحتجزين في قطاع غزة.
ومن المتوقع أن يلتقي بيرنز مع مسؤولين كبار في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، ومن هناك يتوجه إلى دول أخرى في المنطقة.
في الدوحة، دعت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا امش الى “هدنة انسانية فورية”.
وقالت بعد اجتماع مع نظيرها القطري محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل الثاني “إن هدنة إنسانية فورية ومستدامة ودائمة ضرورية للغاية ويجب أن تكون قادرة على أن تؤدي إلى وقف لإطلاق النار.
في الشأن الإنساني أفادت الأمم المتحدة أمس الأول عن دخول 450 شاحنة مساعدات إنسانية فقط منذ 21 تشرين الأول من معبر رفح (جنوب) على الحدود مع مصر.
وتمكن مئات الجرحى والأجانب وحاملي جنسيات أجنبية من الخروج من غزة خلال الفترة ذاتها من معبر رفح، مصر.
وبعد إجلاء مئات الجرحى والأجانب ومزدوجي الجنسية من غزة إلى مصر خلال الفترة ذاتها من معبر رفح، علقت حكومة حماس عمليات الإجلاء بسبب رفض إسرائيل السماح بنقل جرحى فلسطينيين إلى المستشفيات المصرية.
وقال مصدر مسؤول في هيئة المعابر “لن يتم سفر أي من حملة الجوازات الأجنبية من قطاع غزة إلا بعد تنسيق وخروج الجرحى من مستشفيات غزة والشمال باتجاه معبر رفح” بين القطاع المحاصر والأراضي المصرية.
وأعلن مستشار في البيت الأبيض امس أنه تم حتى الآن إجلاء أكثر من 300 أميركي أو مقيم أميركي وأفراد أسرهم من قطاع غزة.
في المواقف ذكرت وسائل إعلام رسمية إيرانية أمس أن الزعيم الأعلى الإيراني علي خامنئي التقى برئيس المكتب السياسي لحركة حماس الفلسطينية إسماعيل هنية في طهران.
وقالت وسائل إعلام رسمية إيرانية إن هنية الذي يقيم بين قطر وتركيا منذ 2019 “أطلع خامنئي على آخر التطورات في قطاع غزة وجرائم النظام الصهيوني في غزة وكذلك التطورات في الضفة الغربية”.
وذكرت وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء أن خامنئي “أكد على سياسة طهران الثابتة في دعم قوى المقاومة الفلسطينية في مواجهة المحتلين الصهاينة” من دون أن توضح موعد انعقاد الاجتماع.
من جهتها أعلنت تركيا أمس الأول استدعاء سفيرها في إسرائيل للتشاور.
وأعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان قطع اتصالاته مع نتنياهو.
ودان إردوغان مجددا امس “المجزرة الدنيئة وغير الأخلاقية والمعدومة الضمير” في غزة.
في الفاتيكان، جدد البابا فرنسيس امس دعوته لوقف الحرب بين إسرائيل وحماس وإطلاق سراح الرهائن وإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة حيث الوضع “خطير للغاية”.