بالأرقام: كيف أثَّرت حرب الأرض على حركة الجوّ على أبواب الأعياد؟
فَعَلت الحرب الدائرة في غزّة ضدّ الفلسطينيّين والأحداث في جنوب لبنان فِعلَها في حركة الطيران التي تأثَّرت بشكلٍ كبيرٍ، خصوصاً على أبواب موسم الأعياد الذي يُعوَّل عليه سياحيّاً واقتصادياًّ بشكلٍ كبير.
يشرحُ نقيب أصحاب مكاتب السّفر والسياحة جان عبود أنّه “في فترة الصيف، كانت الحركة السياحيّة ناشطة جدّاً، وسجّلناً نمواً بحدود 25 الى 27 في المئة، وامتدَّت حجوزات الصيف الى كانون الأول وشباط 2024 وكنّا نتوقّع وصول مجموعات سياحيّة بين أيلول وعيدي الميلاد ورأس السنة من بلدان مُختلفة، والأمر الإيجابي هو أنّنا سجَّلنا في أوّل 7 أشهر ارتفاعاً بعدد السيّاح الأوروبيّين”، مُضيفاً أنه دخل الى لبنان مليون و100 ألف سائح في 2023، ونسبة الأوروبيّين من هذا الرقم وصلت الى 42 في المئة وتخطَّت نسبة السيّاح العرب التي وصلت الى 32 في المئة، وسبب ذلك هو أنّنا قُمنا بحملات تسويقيّة للبنان في المعارض العالميّة وتحديداً في أوروبا، وخَلَقنا أسواقاً جديدة مثل بلدان البلقان ودول البلطيق، وكان التركيزُ كبيراً على السياحة الدينيّة”. ويُشير عبوّد الى أن “اندلاع الحرب في غزّة وامتدادها الى جنوب لبنان خلقا خوفاً ورعباً في نفوس الناس ما أثّر على السياحة، وقد سجّلنا تراجعاً كبيراً في أرقام الوافدين والمُغادرين”، مُضيفاً “في سوق قطع التذاكر، كان معدّل مبيعاتنا اليوميّة قبل الأحداث الأخيرة بحدود مليوني دولار في اليوم الواحد، وتراجعت بسبب الأحداث الى حدود 400 – 500 ألف دولار يوميّاً، واليوم لا تتعدّى الـ600 ألف دولار في اليوم، ونُسجِّل بعض التعافي الخجول ولكن لم نعُد الى أرقام ما قبل الأحداث”.
وفي السيّاق نفسه، يلفُت عبّود الى أنّ “شركات طيران عدّة لم تتأثّر جداولها مع لبنان بالأحداث الدائرة، ولا تزال تعمل بالزّخم نفسه مُقابل 4 شركات طيران فقط أوقفت رحلاتها مع لبنان بسبب تراجع حركة السّفر”، موضحاً أنّ “التأمين هو أمرٌ أساسيّ في عمل شركات الطيران، والحروب والنزاعات والخوف عوامل تؤدي الى ارتفاع تعرفة التأمين، ولكن ارتفاع كلفة التأمين 80 في المئة لا تؤدي الى غلاء سعر التذكرة بشكلٍ كبيرٍ، لأنّ سعر التذكرة يضم الكلفة التشغيليّة لأكثر من عاملٍ، وبالتالي نسبة غلاء التذكرة قد تصل الى 10 في المئة فقط على عكس ما يُشاع”.
وفي الختام، ينصح عبّود “بحجز تذاكر السّفر عبر المكاتب لأنّ من يحجز تذكرته إلكترونيّاً يُخاطر في مثل هذه الأحداث إذ لا يُمكن إلغاء التذكرة، والفرق الماديّ بسيط بين الحجز عبر مكتب أو إلكترونيّاً ويصل الى 25 دولاراً فقط، لذا فإنّ الحجز عبر وكالة سفر يُشكِّل ضمانة كبيرة للمُسافر”.