الراعي :لا يحقّ لكم أن تتلاعبوا باستقرار المؤسّسات وعلى رأسها مؤسّسة الجيش،
رأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس “اليوم العالمي السابع للفقراء” على مذبح كنيسة الباحة الخارجية للصرح البطريركي في بكركي “كابيلا القيامة، بمشاركة بطريرك السريان الكاثوليك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان، المطران ادوار ضاهر ممثلا بطريرك الروم الكاثوليك يوسف الاول العبسي، ممثل السفير البابوي القائم بأعمال السفارة المونسينيور جيوفاني بيشيريه، مدير مؤسسة l’oeuvre d’orient الخوراسقف باسكال غولنيش ، ولفيف من المطارنة والرؤساء العامين والرئيسات العامات والكهنة والراهبات ، في حضور طلاب من المدارس الكاثوليكية،وحشد من المؤمنين من مختلف المؤسسات الاجتماعية ورابطة الاخويات.
والقى الراعي عظة اوضح فيها أنّ جمع الصواني في الكنائس الرعائيّة هو من صميم أفعال التقوى والعبادة لله الذي أعطانا كلّ شيء حتى ذبيحة ذاته لفداء خطايانا وجسده ودمه لبث الحياة الإلهيّة في نفوسنا.
واردف:
إنّ “نهر الفقراء الذي يجتاز مدننا ويكبر أكثر فأكثر حتى يفيض”، وقد استهلّ به قداسة البابا فرنسيس نداءه لهذا اليوم، إنّما ينطبق على حالة شعبنا في لبنان، بسبب سوء الممارسة السياسيّة لا سيما في المؤسّسات الدستوريّة وعلى الأخصّ في المجلس النيابي الذي لا يقوم عمدًا بواجبه الأوّل والأساس وهو انتخاب رئيس للجمهوريّة، ويغيّب السلطة العليا في البلاد منذ سنة. فيتعثّر هذا المجلس ويفقد مسؤوليّته في التشريع والمحاسبة والمساءلة. كذلك في حكومة تصريف الأعمال المنقسمة على ذاتها بسبب المقاطعين الدائمين، وبالتالي تتعثّر في موضوع صلاحيّاتها. والشعب يزداد فقرًا بسبب هذه الممارسات”.
وفي كلام حاسم ختم الراعي: “نقول معكم: لا يحقّ لكم، أيّها المعطّلون الإستمرار في عدم انتخاب رئيس للجمهوريّة. لا يحقّ لكم أن تخلقوا أزمات وعقدًا جانبيّة بدلًا من المباشرة الفوريّة بانتخاب الرئيس فتحلّ عقدكم، وتكفّوا، إذا سلمت نياتكم عن سياسة المتاجرة الرخيصة. لا يحقّ لكم أن تتلاعبوا باستقرار المؤسّسات وعلى رأسها مؤسّسة الجيش، وبروح الكيديّة والحقد والإنتقام. إذهبوا إلى المجلس النيابي وانتخبوا رئيسًا للجمهوريّة، وأوقفوا المقامرة بالدولة واستقرارها وشعبها وكرامته. وهكذا تنحلّ جميع عقدكم المقصودة لغايات رخيصة. إنّنا نؤكّد على نداء مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان: في هذا الظرف الأمني الدقيق، والحرب دائرة على حدودنا الجنوبيّة، من الواجب عدم المسّ بقيادة الجيش العليا حتى انتخاب رئيس للجمهوريّة. ولا يجوز الاعتداد بما جرى في مؤسّسات أخرى تجّنبًا للفراغ فيها. فالموضوع هنا مرتبط بالحاجة إلى حماية شعبنا، وإلى حفظ الأمن على كامل الأراضي اللبنانيّة والحدود، ولا سيما في الجنوب، بموجب قرار مجلس الأمن 1701، فإي تغيير على مستوى القيادة العليا في مؤسّسة الجيش يحتاج إلى الحكمة والتروّي ولا يجب استغلاله لمآرب سياسيّة شخصيّة. فلنصلِّ إلى الله سيّد التاريخ كي تتجلّى رحمته، فينعم على الأراضي المقدّسة بالسلام وإيقاف الحرب، كي تتسّع محبّة القلوب وتنفتح أيادي السخاء لإخوتنا الفقراء. له المجد والشكر الآن وإلى الأبد. آمين”.