تقرير صادم.. بريطانيا تتحوّل إلى دولة ناشئة واقتصادها يواجه الانهيار
يرى ساكسو بنك، أن عدم الاستقرار السياسي والاضطرابات التجارية وأزمة الطاقة والتضخم المتصاعد يجعل المملكة المتحدة تتحول إلى دولة ناشئة. يأتي ذلك، فيما حذر بنك إنكلترا الأسبوع الماضي من أن الاقتصاد البريطاني سيدخل أطول فترة ركود له منذ الأزمة المالية العالمية حاليا، مما أدى إلى انخفاض الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 2.1%. وفي الوقت نفسه، من المتوقع أن يصل التضخم إلى ذروته فوق 13% في ديسمبر/ كانون الاول المقبل. والأهم من ذلك، أن البنك المركزي لا يتوقع انتعاشاً حاداً بعد الركود، ويرى بقاء الناتج المحليكانون الإجمالي أقل بنحو 1.75% من مستويات اليوم بحلول منتصف عام 2025. وفي مذكرة بحثية حديثة، قال رئيس قسم التحليل الكلي بساكسو بنك، كريستوفر ديمبيك، إن المملكة المتحدة «تبدو أكثر فأكثر كدولة ناشئة».
على الجانب الآخر، من المقرر أن يتم الإعلان عن الرقم الحقيقي في يناير، حيث تواجه البلاد أزمة تاريخية في تكلفة المعيشة وأشد انخفاض في المعيشة وفقاً للمعايير المسجلة. ومن المقرر أن يرتفع سقف أسعار الطاقة في المملكة المتحدة بنسبة 70% أخرى في أكتوبر، مما يدفع فواتير الطاقة إلى ما فوق 3400 جنيه إسترليني (4118 دولاراً أميركيا) سنوياً ويدفع ملايين الأسر إلى الفقر، مع زيادة أخرى للحد الأقصى المتوقع في أوائل العام المقبل. كما تكافح البلاد أيضاً الاضطرابات التجارية بسبب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والاختناقات المالية، وقال ديمبيك إن العامل الوحيد المفقود من توصيف دولة مثل المملكة المتحدة كأحد دول الأسواق الناشئة هو العملة. إذ انخفضت بنسبة 0.70% فقط مقابل اليورو و1.50% مقابل الدولار الأميركي خلال الأسبوع الماضي. رهاننا: بعد النجاة من حالة عدم اليقين بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، لا نرى ما يمكن أن يدفع الجنيه الإسترليني إلى السقوط الحر».
ومع ذلك، فقد أشار إلى أن جميع المؤشرات الرئيسية تشير إلى مزيد من الألم للاقتصاد البريطاني. على سبيل المثال، انخفضت عمليات تسجيل السيارات الجديدة – التي يُنظر إليها غالباً على أنها مؤشر رئيسي لصحة الاقتصاد البريطاني – من 1.835 مليون في يوليو 2021 إلى 1.528 مليون الشهر الماضي. ووصف التقرير اقتصاد المملكة المتحدة بأنه ينهار، بسبب ما اجتمع عليه من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وحرب غزة، والتضخم المرتفع. وقال بنك الاستثمار الدنماركي، إن العزاء الوحيد، هو أن رفع سعر الفائدة المتوقع من بنك إنكلترا والذي سيكون السابع على التوالي و قد يكون الأخير. وقال ديمبيك: «خارج أسواق الوظائف، هناك دلائل على أن بعض العوامل الرئيسية للتضخم ربما بدأت في التراجع». «بالإضافة إلى ذلك، فإن احتمالية حدوث ركود طويل (خمسة أرباع سلبية من الناتج المحلي الإجمالي بدءاً من الربع الاخير من عام 2023 وصولاً إلىالعام المقبل ستدفع بالتأكيد بنك إنكلترا إلى وضع الانتظار والترقب».
«العقد الاجتماعي محطم»
ومع ذلك، أشار البنك إلى أن هناك تداعيات طويلة المدى للأزمة الحالية. وكتب: «تخيل دخول الخريج إلى سوق العمل في 2009/2010، والذي سيتم إخباره أن هذا كان حادثاً يحدث مرة واحدة في العمر في إشارة إلى الأزمة المالية العالمة في 2008. هم الآن في أوائل الثلاثينيات من العمر ويعانون من أزمة اقتصادية أخرى تحدث مرة واحدة في العمر». لقد واجهوا اقتصاداً يعاني من انخفاض الأجور، وانعدام آفاق الإسكان، وخسروا عامين من التنشئة الاجتماعية بسبب الإغلاق، وفواتير الطاقة والإيجارات الفاحشة، والآن ركود طويل. سيؤدي هذا إلى مزيد من الفقر واليأس». وتوقع بنك إنكلترا أن الدخل المتاح الحقيقي للأسر المتوسطة بعد خصم الضرائب سينخفض بنسبة 3.7% خلال عامي 2023 و2024، مع تضرر الأسر ذات الدخل المنخفض بشدة، وسلط ديمبيك الضوء على النتائج التي توصل إليها صندوق النقد الدولي مؤخراً والتي تفيد بأن الأسر الأكثر فقراً في المملكة المتحدة هي الأكثر تضرراً في أوروبا بسبب ارتفاع تكلفة المعيشة.