الضاحية تستفيق على هول الأضرار والدمار
نصرالله لم يكشف أوراقه.. وللحديث تتمة
بعيد تمدد كرة النار الاسرائيلية إلى لبنان بالتزامن مع ما يجري في فلسطين من حصار واعتداءات واعتقالات واغتيالات، وفي ظل غرق بنيامين نتانياهو في مستنقع غزة وقد أضاف الضاحية الجنوبية لبيروت إلى بنك الأهداف باغتيال القيادي في حماس صالح العاروري في عمق المربع الامني للحزب، وبعدما قال المعنيون من الطرفين كلمتهم، اتجهت الانظار امس الى مواقف،الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بعدما اعلن الحزب في بيان امس ان هذه العملية لن تمر من دون رد.
الا ان نصرالله لم يكشف كل اوراقه واكد انه سيتحدث مرة ثانية يوم الجمعة مركزا على لبنان ولكنه اطلق سلسلة تهديدات لاسرائيل بان حزب الله قادر على خوض المواجهة المفتوحة اذا اراد العدو ذلك .
ومع ان الضربة استهدفت قادة فلسطينيين حصرا في الضاحية الجنوبية، ولم تكن عشوائية، الا انها أسفرت عن دمار كبير في المباني والمنازل والمحال القريبة من موقع الاستهداف وبدت المنطقة اليوم اشبه بساحة حرب، وسادت حال من الهلع بين الاهالي. وعملت الفرق التابعة لاتحاد بلديات الضاحية وبلدية الشياح منذ ساعات الصباح بإيعاز من رئيس بلديتها ادمون غاريوس على تنظيف المنطقة وازالة الردم وفتح الطرق تسهيلاً لمرور المواطنين.
خير
و تفقد الامين العام للهيئة العليا للاغاثة اللواء الركن محمد خير المكان الذي استهدفته الغارة الاسرائيلية أمس في الضاحية الجنوبية. بعد الجولة، قال اللواء خير «يجب ان يكون هناك تحقيقات من قبل جميع الاطراف لنعرف كل الامور التي اوصلتنا الى هنا. وبالنسبة للكشوفات التي تهم المواطن، وكما تعلمون هناك لجنة من الجيش تعمل معنا على مسح الاضرار، وهي تقريباً محدودة. في المبنى المستهدف بالصواريخ هناك اضرار جسيمة في الطوابق الاربعة. اما المباني المجاورة فالاضرار خفيفة كالزجاج، اضافةً الى السيارات. سنقدم تقريرا مفصلا عن كل هذه الامور ونرفعه الى مجلس الوزراء وقيادة الجيش. أما الامور الاخرى فتقوم بها السلطة العسكرية، وما زالت الادلة الجنائية تتابع اعمالها، ونتمنى ان يكون هناك تقرير واضح لقيادة الجيش ولمجلس الوزراء ليكشف امام كل العالم».
متابعة رسمية
في الغضون، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، قائد الجيش العماد جوزاف عون حيث تم عرض للأوضاع العامة والمستجدات الميدانية والامنية على ضوء مواصلة اسرائيل لحربها العدوانية على قطاع غزة ولبنان وأوضاع المؤسسة العسكرية… كما اجتمع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في السراي مع قائد الجيش وعرض معه الوضع الامني وشؤون المؤسسة العسكرية. ثم إجتمع ميقاتي مع المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان مع وفد من مجلس القيادة. كما إجتمع مع المدير العام للامن العام بالانابة اللواء الياس البيسري.
عمليات محدودة
وفي الميدان الجنوبي، سجلت عمليات محدودة لحزب الله امس. فقد اعلن «اننا استهدفنا ثكنة زرعيت بالأسلحة المناسبة، وحققنا فيها إصابات مباشرة». كما «استهدفنا موقع جل العلام بالأسلحة المناسبة، وحققنا فيه إصابات مباشرة». ونعى الحزب «الشهيدين محمد هادي مالك عبيد من مدينة بعلبك في البقاع وعباس حسن جمول من بلدة دير الزهراني في جنوب لبنان».
غارات اسرائيلية
في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي تعزيز منظومة القبّة الحديديّة على طول الحدود مع لبنان والجليل، ورفع حالة التأهّب على طول الحدود. قرارات الجيش الإسرائيلي جاءت بعد اجتماع لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي يؤآف غالنت والوزير في مجلس الحرب بيني غانتس.
اليونيفيل قلقة
ليس بعيدا، قالت نائبة مدير المكتب الإعلامي لـ»اليونيفيل» كانديس ارديل بعد اغتيال صالح العاروري وحول الوضع العام على الخط الأزرق: «نشعر بقلق عميق إزاء أي احتمال للتصعيد قد تكون له عواقب مدمرة على الناس على جانبي الخط الأزرق». وأضافت في حديث صحافي «نواصل مناشدة جميع الأطراف وقف إطلاق النار، وكذلك نناشد أي محاورين يتمتعون بالنفوذ أن يحثّوا على ضبط النفس».